تأملات في كتاب «رسالة الإسلام» استراتيجيات هدامة ومنهج شيطاني الحلقة «الثانية»
تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي يكتبها محمد فتحي الشريف
الملخص
تتجلى عظمة المنهج الإلهي في مضامين وركائز مهمة تدعو إلى الرحمة والسلام والعدل، في المقابل يكتظ الخطاب الديني بالأكاذيب والأساطير ويدعو إلى التناحر والفرقة والقتل والتكفير، وهنا تجد المجتمعات التي طبقت منهج الله واتحدت حققت التقدم والقوة، والمجتمعات التي انحرفت وراء منهج الشيطان كان مصيرهم الضعف والتخلف والفرقة.
التفاصيل
في حلقة اليوم من حلقات تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) ما زلنا نبحر في ما جاء في مقدمة الكتاب، إذ عرض المؤلف الأستاذ علي الشرفاء الحمادي مجمل ما جاء في الكتاب، ووضع منهجا وأساسا لهذا البحث الذي ترتكز عليه الفكرة الأساسية للكاتب، والتي تحدث فيها عن حقيقة المنهج الإلهي وكيف تم تغييب تلك الحقيقة لصالح خطاب آخر يسمى الخطاب الديني، الذي اختلطت فيه الأمور وخلط فيه الحق بالباطل وتاهت فيه ركائز الدين التي تدور حول الرحمة والعدل والحرية والسلام.
تعريفات أساسية للخطابين
ولذلك سوف أستكمل في تلك الحلقة أهم الركائز التي وضعها البحث في المقدمة ليسير على نهجها حتى الختام، وهنا وضع الكاتب تعريفات أساسية للخطاب الصادق وهو الخطاب الإلهي الذي يأخذ من مصدر واحد وهو القرآن الكريم وفيه تتجلى كل دعوات الخير والسلام.
التناقض مع القرآن
واستطاع أن يضع تعريفا للخطاب الديني، إذ قال: (الخطاب الديني اعتمد على روايات ليس لها سند أو دليل من المنطق تتناقض مع آيات الله، وتتخذ من خطاب الكراهية والتكفير لمن لا يتبع منهجهم، ويحرضون على قتل الأبرياء ويصادرون حق الإنسان في اختيار عقيدته.
إشعال الفتن
ويكمل الكاتب في المقدمة ويقول: (إن هؤلاء يشعلون الفتن في المجتمعات المسالمة ويستبيحون كل ما تطاله أيديهم من أموال وثروات، واستحلال حقوق الناس، ويدفعون الشباب لتفجير أنفسهم بعد إقناعهم بوعود ضالة وكاذبة بالجنة وما فيها من حور عين وقصور وما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
أعداء شرع الله
ويواصل القول: (وهم أعداء للحضارة والتطور وأعداء لشرع الله في كل ما أمر به الله من عمل الصالحات والمعروف، واستباق الخيرات ونشر السلام لبني البشر جميعا، فلماذا وعدهم الله سبحانه نتيجة أعمالهم، لقد كان حكم الله واضحا في قوله تعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (سورة المائدة الآية 33).
التكفير والكراهية
لقد استطاع الكاتب أن يضع مشاهد تصف ما تسبب فيه الخطاب الديني بشكل دقيق، فهذا الخطاب يقف وراء الفرقة والاختلاف والاقتتال الحادث بين المسلمين، هذا الخطاب يقف وراء التكفير والكراهية والحقد، هذا الخطاب يقف وراء أكل أموال الناس بالباطل.
المخالفات الواضحة
هذا الخطاب يقف وراء قتل الأبرياء ومصادرة الحريات على الرغم من الله عز وجل في خطابه حرم كل تلك الأفعال من خلال ترسيخ الحرية في اختيار العقيدة، وتجريم الاعتداء على النفس والمال وإقرار العدل بين الناس، ومع ذلك كانت تلك المخالفات واضحة جلية في الخطاب الديني.
خلق الشقاق
ثم تطرق الكاتب إلى أمر آخر مهم ويضاف إلى الكوارث التي سببها الفهم المغلوط لمنهج الله من خلال الخطاب الديني، والتي تعد الرسالة التي يدافع عنها الكاتب من خلال سرد خطايا هذا الخطاب التي تتواصل في إشعال الفتن وخلق الشقاق والخلاف وتغييب الشباب ودفعهم إلى تفجير أنفسهم وقتل أنفسهم بغية دخول الجنة مع أنهم بذلك يخلدون في النار، إن منهج هؤلاء هو تغييب العقول وإيقاف التدبر، لأن التدبر والتفكير خطر داهم يقوض مساعيهم ويقتل أحلامهم الدموية.
أفكار رجعية
ثم يضع الكاتب كلمات ومفردات عن هؤلاء وأفكارهم فيقول: (إنهم أعداء الحضارة والتقدم، لأن أفكارهم رجعية لا تؤمن بأي من أمور الخير في الدنيا، التدين من وجهة نظرهم هو التطرف والعداء لكل الإنسانية، وهذا كما وصفه الكاتب، عداء لشرع الله الحقيقي ولكتاب الله عز وجل.
طمث الحقائق
ثم بعد ذلك يوضح الكاتب أن الله عز وجل حكم على أفعال هؤلاء المجرمين الذين حاربوا الله ورسوله، بأن لهم عذابا في الحياة الدنيا محددا جزاء إفسادهم في الأرض وطمث الحقائق وتغييب منهج الله وهو أكبر فساد يستحقون عليه جزاء في الدنيا القتل والصلب، ثم يمتد الجزاء إلى الآخرة بالخزي والعذاب العظيم.
منهج الشيطان
وهنا أضيف إلى ما ذكره الكاتب من تصنيف للخطابين الديني والإلهي، إذ وضح جزاء المتبعين لهذا وذاك، ثم عرض نماذج ومشاهد من واقع الحياة إسقاطا على الطرفين أتباع الخطاب الديني المتفرقين الضعفاء، وأتباع الخطاب الإلهي المتحدين الأقوياء، ثم شرح واقعهم، وهنا لابد أن أضيف حقائق حول ما حدث في المجتمعات التي طبقت منهج الله واتحدت، حققت التقدم والقوة والمجتمعات التي انحرفت وراء منهج الشيطان كان مصيرهم الضعف والتخلف والفرقة.
الإسلام يخدم البشرية
فالإسلام الحقيقي هو استنفار الطاقات على مستوى الفرد والجماعة لإخراج أحسن ما فيها من إمكانيات ومواهب وقدرات تخدم البشرية وتخلق المحبة والسلام والعدل وتحقق الرفاهية للفرد والمجتمع وتلك هي رسالة الإسلام التي دعا إليها القرآن الكريم من خلال توحيد الرؤية والخطاب والهدف، وهذا هو أصل الفكرة التي دعا إليها الأستاذ علي الشرفاء الحمادي من خلال التخلي عن الخطاب الديني والروايات والأكاذيب.
استراتجيات هدامة
في حين وضع أعداء الإسلام استراتيجيات هدامة هدفها ترسيخ الفرقة والاختلاف من خلال روايات وأكاذيب نالت التقديس عند العوام، وخلقت نزاعات وفرقا متناحرة تكفر بعضها البعض وتقتل بعضها البعض وهو النموذج المنتشر في بلاد الإسلام للأسف الشديد.
منهج التكفير
وفي النهاية أذكر متابعي الأعزاء بمضامين أفكار الأستاذ علي الشرفاء الحمادي الذي يقول في مجملها: (عندما نسي المسلمون كتاب الله وهجروه واستبدلوه بأكاذيب وأساطير حلت بينهم العداوة والبغضاء وضعفت قوتهم واتسعت رقعة الخلاف بينهم فأصبحوا فرقا وشيعا متناحرين منهجهم التكفير وسفك الدماء).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب