بعد ساعات من دخولها.. باشاغا يغادر طرابلس وميليشيات الدبيبة تحرق المدينة
على الرغم من اتفاق غالبية المكونات السياسية والتشكيلات المسلحة في الغرب الليبي على ضرورة مغادرة عبد الحميد الدبيبة للسلطة، إلا أن رئيس الحكومة المتورطة في قضايا فساد وتبديد المال العام يصر على البقاء في منصبه، وسط دعم غير مباشر من قبل المجتمع الدولي لبقاء الذي يصر على فرض حكومات على الليبيين بشكل فوقي، ويرفض أي محاولات لاتفاق ليبي ليبي حفاظا على مصالحه وأطماعه في ثروات الليبيين.
وليلة أمس أعلن رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا عن دخول أعضاء حكومته إلى طرابلس، وعلى الرغم من وجود تشكيلات مسلحة موالية لباشاغا إلا أنها لم تحتشد خلفه هذه الليلة وترك الأمر لمجموعات قليلة العدد لأغراض الحماية، لكن المجموعات التابعة للدبيبة هاجمت موقع تواجد الحكومة الجديدة لإجبارها على مغادرة العاصمة.
وفي بيان له قال المكتب الإعلامي للحكومة الليبية إن رئيس مجلس الوزراء فتحي باشاغا وعدد من أعضاء الحكومة قد غادروا العاصمة طرابلس بعد وصولهم يوم أمس؛ وذلك حرصا علي امن وسلامة المواطنين و حقنا للدماء وإيفاءً بتعهدات الحكومة التي قطعتها أمام الشعب الليبي بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقا للقانون.
وتوجهت الحكومة بخالص الشكر لكل الأجهزة الأمنية والشرطية على التزامها بالقانون وحفاظها على أمن العاصمة وسلامة المدنيين، والشكر موصول لأهالي مدينة طرابلس على حفاوة الأستقبال وكرم الضيافة.
مهاجمة مقرات النواصي
خروج الدبيبة تم عقب تدخل مجموعات 444 المتمركزة في طرابلس والتي فصلت بين مجموعات الدبيبة وباشاغا في المدينة، حيث أدى تدخلها إلى وقف تبادل إطلاق النار، ليعلن باشاغا مغادرته للمدينة حقنا للدماء.
وجرى وقف إطلاق النار الذي استخدم فيه أسلحة ثقيلة، بعد مطالبات أعيان مدينة مصراتة ومشايخها بوقف القتال بالعاصمة حقناً للدماء.
وأكدت مصادر مطلعة أن استجابة رئيس الحكومة السريعة لمطالب أعيان مدينة مصراته بالخروج خوفا على سقوط دماء الليبيين.
ولم يقف الأمر على حد خروج باشاغا استجابة لمناشدات أعيان مصراتة، لكن المجموعات المسلحة التابعة للدبيبة قالت على الفور باقتحام مقرات مجموعات النواصي، عقابا لهذه المجموعات على إعلان تأييدها لدخول باشاغا طرابلس.
وحاولت المجموعات الموالية لرئيس الحكومة المنتهية نشر الفوضى وترويع الآمنين في طرابلس
وكانت مديريات التعليم بمدن طرابلس أعلنت عن تعليق الدراسة بكافة المدارس اعتبارا من الثلاثاء وحتي إشعار آخر.
يأتي ذلك فيما، أكدت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز على الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين.
وحثت وليامز، في تغريدة لها على “تويتر”، على ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات خاصة في ظل دعوات للمليشيات بالتصدي لرئيس الحكومة الليبية.
وشددت على أنه لا يمكن حل النزاع بالعنف، ولكن بالحوار والتفاوض، ومن أجل ذلك.
وفي وقت سابق اندلعت اشتباكات بين عناصر المليشيات في العاصمة الليبية، صباح الثلاثاء، عقب دخول باشاغا إليها.
دخول طرابلس كان خطأ فادحا
وفي هذا الصدد علق الدكتور رمضان البحباح، سفير ليبيا السابق في الهند، على قرار دخول باشاغا لطرابلس قائلا إن دخول باشاغا لطرابلس كان خطأ فادحا بدون وجود مؤسسة عسكرية منضبطة ومسيطرة بشكل كامل.
وأضاف أن خروجه منها كان بشكل غير لائق حيث كان تعويله على تأمين ميليشياوي لكن ذلك لم يحدث.
وتابع: “باعتقادي أن باشاغا خرج من المشهد السياسي بشكل نهائي ، لن يقبل بعد محاولته الفاشلة داخليا وخارجيا ، وتصريح سفارة الولايات المتحدة الأمريكية يصب في هذا الإتجاه ويؤكد هذا الترجيح”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب