قاسم صنبير يكتب.. انتخاب لحكومة وطنية
"ستيفاني" جاءت لتنقذ الموقف، بعد أن تأكد الغرب أن الانتخابات ستنتج حكومة وطنية قوية، وأن عملاءها سيجرفهم السيل العرم
انتخاب لحكومة وطنية ليبية
عوداً على بدء في المقالة السابقة “ستيفاني مرة أخرى”، السيدة الأمريكية التي حازت على ألقاب من الإخوة الليبيين النافذين والمسؤولين على ما نحن فيه من نعم، نعتوها بالمرأة الحديدية لأنها استطاعت أن تجمع ما انتجته فبراير تحت سقف واحد، وهي التي تجلس وتضع حذاءها في وجه من يقابلها من حكامنا المهذبين وألقت عليهم الدروس في كيفية الاحتراب وقواعده، والخداع وأصنافه، والتخريب بعيداً عن المؤسسات النفطية، لأنها الطاقة التي تهم الغرب ورفاهية المواطن في العواصم الغربية! نعم يمكنكم التخاصم حد الحرب لكن بعيداً عن النفط.
السيدة النحاسية أو الحديدية كما قال لها أحدهم، عادت إلى ليبيا بعد أن أنتجت لنا التركيبة الغريبة العجيبة، وهي خلطة لجنة الحوار الـ75، والتي بدورها أنتجت حكومة الدبيبة الهزلية، التي أرادت أن تستكمل عملية البيع التي بدأها السراج، هذه الحكومة التي أهدرت المليارات في وقت وجيز، وتتطلع أن تعيد فتح ملفات قضية “لوكربي” والتي قفلت وانتهت بتسوية شهدها العالم، واستغل بعض الغربيين السماسرة زيادة النفخ في النار بإعادة نشر تصريحات الدبيبة حول القضية، وكذلك تصريحات وزيرة خارجيته التي أخفتها شوارع روما لأيام.
السيدة “ستيفاني” جاءت لتنقذ الموقف الكارثي – طبعًا في نظرها – بعد أن تأكد الغرب أن الانتخابات ستنتج حكومة وطنية قوية، وإن عملاءها سيجرفهم السيل العرم، وهو الشعب، وهذا ما سيحدث، فهي تريد إنقاذ عفونتها التي تركتها وراءها محاولة تغيير المسار الديمقراطي الذي ضجت به وسائل الإعلام الغربية وهي تنقل تصريحات زعماء السياسة في الغرب والشرق، والزعماء المحليون تكلموا بإسهال على الانتخابات في موعدها يوم 24 ديسمبر، والكل يتحدث عن دعمه للانتخابات، وأن تتم في موعدها، وهنا يأتي السؤال كيف لعملية انتخابية يؤيدها ويدعمها العالم ويتفق على موعدها ثم تفشل؟ لم يتفق العالم الغربي مع العالم الشرقي على أي عملية سياسية، كما اتفق على الانتخابات في ليبيا، وكذلك موعدها، ومع هذا انهار كل شيء، ترى لماذا لم تتم؟ العالم كله كان ينتظر إعلان المفوضية الوطنية للانتخابات لقائمة المترشحين للرئاسة، ولم تفعل رغم وعودها بذلك وفقاً للقانون، ثم اتجهت أنظار العالم إلى البرلمان، وما سينتج عنه، لا فائدة كما يقال “تمخض الجبلُ فولد فأرا”، خرجت علينا لجنة البرلمان ببيان أسوأ من بيان المفوضية، معلنة فيه استحالة إجراء الانتخابات في موعدها، هنا تبين لنا كم أن العالم ظالم ودكتاتور، ولا ينظر إلا لمصالحه فقط، والديمقراطية لا تعني شيئا أمام مصالحه، هذا الوجه الآخر للعالم المرعب، لا لحكومة وطنية، نعم لحكومة عميلة! وهذه هي الحقيقة المرة، فـ”ستيفاني” مهمتها البحث عن مخرج لإنتاج الحكومة المطلوبة وفقاً للمواصفات الغربية.
الأشاوس والأسود والديناصورات كلهم تحولوا إلى نعامات، وما أن وطئت قدماها أرض ليبيا حتى هرعوا جميعهم بالسمع والطاعة، يا “ستيفاني” نحن مستعدون لتنفيذ الأوامر.
لكن هذه الترميمات لا تجدي نفعاً عاجلاً أم آجلاً، سينهي الشعب هذه المهزلة، فالأولى والآمن للجميع الركوب في سفينة الوطن لأنها هي الباقية والآمنة، وغيرها سيغرق، ستيفاني ستتنكر للجميع لأن في لغتها لا تعرف القيم التي تحكم الشرفاء، وستنتهي المسرحية وسيختفي الممثلون، وستصبح في خبر كان، عندها فقط سيعرف الذين قفزوا إلى الضفة الأخرى، وخانوا أوطانهم، لن يجدوا من يؤويهم، وسيموتون ويتركون المذلة لأحفادهم من بعدهم، هذا هو ناموس الحياة.
في طريقة عميلة مكشوفة تحرك “ستيفاني” أحد البيادق ليشتمها، وتتناقل ذلك وسائل الإعلام لتبين على أنها ديمقراطية وكأن منتهى الديمقراطية أن تسب الحاكم أو تتحدث بدون رقيب، بالتأكيد هي تتعامل معنا على أساس أننا في المراحل الأولى من النمو والبناء، وستجود علينا بما تعرفه من قيم ديمقراطية، والدليل اختيارها مجموعة الـ75 وقالت هذا شكل ديمقراطي! بمعنى هذا الدرس الأول، والآن ستبدأ معنا الدرس الثاني وشكلا ديمقراطيا آخر.
في النهاية ستكون لنا ديمقراطيتنا التي سنصوغها بأنفسنا، وسترحل ستيفاني ومعها بضاعتها اليوم أو غداً والتصفيق لها مطولاً غير مجدٍ، والانبطاح للغرب وإنهم القوة الخارقة التي لا تهزم، هذا في ذاته انهزام، هذا موطننا وجغرافيتنا وليس لنا غيرها، وسيهزم الجمع ويولون الدبر، والتاريخ خير شاهد.
بعد ان تناولنا موضوع انتخاب لحكومة وطنية ليبية يمكنك قراءة ايضا
عبد الله ميلاد المقري يكتب .. الانتخابات اختيار الشعب الليبي
ماذا حدث في 2021؟ ترامب يغادر والمغرب وتونس يلفظان الإخوان وطالبان على عرش أفغانستان
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك