في اليوم الوطني الإماراتي المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب: مشاهد مضيئة في مسيرة “حكيم العرب” الشيخ زايد القائد المؤسس
الملخص
بعد مرور 53 عامًا على وحدة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، سوف تظل جهود الآباء المؤسسين للإمارات نموذجًا فريدًا في تأسيس الدولة الاجتماعية الحديثة التي أخذت مكانتها في محيطيها العربي والدولي، ولذلك سوف أذكر بعض المحطات الأساسية والمشاهد المضيئة في فترة التأسيس والنمو والازدهار، وكيف استطاع الشيخ زايد والآباء المؤسسون أن يضعوا الإمارات في تلك المكانة العليا، إذ حدد الشيخ زايد – رحمه الله – ثلاثة أهداف تطوي بها المنطقة مرحلة لتنطلق إلى آفاق المستقبل؛ وهي أولًا: تطوير المنطقة بالبنية التحتية وإقامة المصانع وبناء المدارس والجامعات.. ثانيًا: تحقيق الرفاهية للمواطن من مسكن كريم ومجتمع يتوفر لديه الاكتفاء الذاتي.. ثالثًا: بناء الإنسان القادر على تحمّل المسؤولية وبناء قوات مسلحة للدفاع عن الوطن حماية لأرضه ومنجزاته وتطوير أجهزة الأمن والشرطة.. التفاصيل في السياق التالي..
التفاصيل
غيوم ملبدة في سماء الوطن
في زحمة الأحداث المتلاحقة التي تعيشها أمتنا العربية.. تتراكم غيوم ملبدة بالسواد في سماء الوطن العربي، تكاد تحجب عن المواطن العربي حقيقة ما يجري في وطنه العربي، وتجعله يخشى على حلمه من الضياع في أن يحقق لأمته واقعًا أعز وأكرم، وسط هجمة إعلامية شرسة تحاول تشكيل العقل العربي ليتخذ مواقف تتفق ومخططات الصهاينة في استمرار استباحة بعض الدول العربية.
القيادة التاريخية ومسيرة التطور
وللقيادة دور تاريخي، ومسؤولية عظيمة تأخد بيد الشعوب إلى طريق التقدم، ومسيرة التطور، وترفع من شأنها لتلحق بركب الأمم وتسهم معها في بناء حاضر الإنسان وصياغة مستقبله وحماية أمن وطنه واستقراره.
زايد.. وضوح رؤية ومضاء العزم
ولقد شاءت العناية الإلهية أن تسند دور القيادة في دولة الإمارات لرجل عشق الصحراء وصفاءها، وأحب فيها ضوء الشمس الساطع فأكسبه ذلك وضوح رؤية ومضاء العزم.
دولة واحدة راسخة البنيان
وحمل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – رحمه الله – على كاهله مسؤولية توحيد الإمارات في دولة واحدة راسخة البنيان، تمد يدها بكل الخير للأشقاء والأصدقاء والجيران من أجل أن يعم السلام منطقة الخليج.
دولة قوية وكلمة مسموعة
وبعزمه وإيمانه، وفقه الله في قيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت لها مكانة مرموقة بين دول العالم، وكلمة مسموعة عند الشقيق والصديق تتمتع بالاحترام والتقدير، لأنه – رحمه الله – كان يحمل راية الحوار من أجل السلام وتحقيق الاستقرار والأمان للجميع، لتستطيع الدول وضع آليات تبادل المصالح والمنافع، مما يزيد في تقوية العلاقات فيما بينهم.
أهداف الشيخ زايد للانطلاق للمستقبل
ولقد حدد الشيخ زايد – رحمه الله – ثلاثة أهداف تطوي بها المنطقة مرحلة لتنطلق إلى آفاق المستقبل؛ وهي أولًا: تطوير المنطقة بالبنية التحتية وإقامة المصانع وبناء المدارس والجامعات.. ثانيًا: تحقيق الرفاهية للمواطن من مسكن كريم ومجتمع يتوفر فيه الاكتفاء الذاتي.. ثالثًا: بناء الإنسان القادر على تحمّل المسؤولية وبناء قوات مسلحة للدفاع عن الوطن حماية لأرضه ومنجزاته وتطوير أجهزة الأمن والشرطة.
فلسلفة الشيخ زايد في الوحدة
وانطلاقًا من تلك الفلسفة، كانت مواقفه الإنسانية المتتالية تأكيدًا لرؤية مبدأيه أساسية؛ وهي أن الانسان أعظم استثمار لأي دولة تتطلع إلى الازدهار والتقدم، فأسّس لبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة ذات سيادة محددة المعالم تمد اليد للجميع من أجل التعاون البناء على أُسس من الاحترام المتبادل، دون أدنى مساس بالسيادة الوطنية وبذل كل الطاقات في دعم الوطن العربي وتأكيد وحدته، إيمانًا بأن قوة العرب في وحدتهم.. ومناصرة حقوق الانسان في أي مكان بالعالم، وتأييد حرية الشعوب.
علاقات متوازنة عربيًا ودوليًا
ولقد استطاع، انطلاقًا من تلك الفلسفة، أن يقيم علاقات متوازنة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، في عالم يحكمه الصراع وتتجاذب العقائد المتناقضة، وبذلك حفظ البلاد من مخاطر الاحتواء والصراعات الدولية، ليصل بها دائمًا إلى بر الأمان والسلام والاستقرار والازدهار.
زايد ورسالة الإسلام “الرحمة والعدل”
إن إيمانه برسالة الإسلام وملاءمتها لكل زمان ومكان تأخذ حيزًا كبيرًا من فكره وجهده، فهو يعمل جاهدًا على أن تأخذ الشريعة الإسلامية مكانتها بوصفها منهجًا إلهيًا وقانونًا وسلوكًا عامًا ينظم العلاقات الاجتماعية على أساس من الرحمة والعدل.
دور الشيخ زايد في حرب أكتوبر وقضية فلسطين
إنه ينطلق من عقيدة راسخة بأن قانون السماء هو سيد القوانين جميعًا، وكلمة الله هي دائمًا الكلمة العُليا، علّمنا كيف يكون القرار الشجاع في حرب أكتوبر سنة 1973، عندما قال قولته التاريخية والتي تردد صداها في جميع أنحاء العالم: “ليس البترول العربي أغلى من الدم العربي”، بعدما اتخذ قراره الشجاع بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا التي تساند دولة العدوان، وعلّمنا كيف يطالب بأعلى صوته بإعادة الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.
الشيخ زايد والقضايا العربية
ومرة أخرى، ظل الشيخ زايد – رحمه الله – الصوت الأمين المعبّر عن مشاعر مئات الملايين في الوطن العربي، بإيمانه بالله الذي لا يعرف التخاذل والاستسلام وبإباء عربي أصيل، وبكل قوة الإيمان وعظمته بالمصير المشترك للأمة العربية، وقد كان دائمًا يبادر في مشاركة أشقائه القادة العرب للسعي في حل النزاعات فيما بينهم، ليتفرغوا في بناء أوطانهم والاهتمام بتحقيق آمال شعوبهم في التطور والتقدم، ليتحقق العيش الكريم لهم وتوظيف الثروات التي أنعم الله عليهم بها في الارتقاء بنهضة مواطنيهم في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والتربوية، وكان سبّاقًا – رحمه الله – في مد يد العون والدعم لكل أشقائه دون تمييز.
زايد هو الضمير العربي الحي
رحمك الله يا زايد، فقد كنت الضمير العربي الحي الذي حمل آمال أمته في الوحدة وحماية الوطن العربي من كل تهديد، واليوم يصدق عليه قول الشاعر:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
رحم الله الشيخ زايد الأب المؤسس للوحدة في وطننا الغالي، وكل عام وكل أبناء الشيخ زايد وحكام الإمارات والشعب الإماراتي الكريم بخير وفي تقدم وتماسك ووحدة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب