القاهرة .. يسرا محمد مسعود
بحضور الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان رئيس الجامعة ومشاركة أ.د عزة هيكل وأ.د كمال يونس المفكر العربى وتقديم أ.عبد الله العبادى مدير العلاقات العامة بالجامعة ،عقدت الجامعة الآفروآسيوية،جامعة القارتين ،يوم 15 يناير ،ندوة فكرية بعنوان :”الوعى الإعلامى فى ضوء المتغيرات العالمية “،وبدأ رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم الوزان الندوة قائلا”إنه إذا كانت هناك متغيرات إيجابية فإن الإعلام يكون فى مراحله المتطورة ويتفاعل مع المجتمع ،والإعلام يشترك مع كافة العلوم وموجود منذ وجود الإنسان على الأرض ،فما بالكم الإعلام الآن فى ظل الذكاء الإصطناعى والميتافرس والرقمية ،فالإعلام يغير فى المتغيرات ،أكثر مما تغير المتغيرات فى الإعلام ،فالإعلام خطاب ورسالة ووسيلة ومتلقى والتغيير المطلوب هو نتيجة هذه العملية الإتصالية .
فإذا توافرت التربية الإعلامية والخطاب الإعلامى الرصين تحت سقف السلام ،فإن المتغيرات ستتجه نحو الإستقرار والحياة الحرة الكريمة .وأضاف الدكتور عبد الكريم الوزان قائلاً:”إن الإعلام هو تفعيل للرأى العام وتثبيت للرأى المحلى والدولى ولابد للمتغيرات أن تؤثر فى الإعلام ،وأن رجل الإعلام قد يقع تحت سطوة القائم بالإتصال أو سطوة تحالف دولى ،وإذا كان الإعلام يتمتع بإستقلالية وحرية ،فلا توجد حرية مقدسة للإعلام ولكن هناك متنفس فى الحرية وفى الرأى ،كما إنه لابد للقائم بالإتصال بالإعلام أن يلتزم بمقومات التربية الإعلامية فى حيادية ونزاهة وفى النأى عن الطائفية والمذهبية مع الحفاظ على الثوابت الدينية وعدم تخطيها ،كما إن على الإعلام أن يؤثر فى المجتمع الخارجى الدولى .
أما الأستاذة الدكتورة عزة هيكل فقد قالت:”نحن الآن فى مرحلة تحكم الإعلام فى الحياة وأكثر المؤثرات فى الحياة ،فإذا كانت الأسرة لها تأثيراً فى الماضى ،فإن الإعلام يؤثر فكرياً وعقائدياً فى تشكيل السلوك والمعتقدات ،فبداية بالصحافة ثم الإذاعة والتليفزيون ثم الفضائيات ،ثم المنصات ،وهناك من يقول أن هناك من يتحكم فى هذا الإعلام الجديد ،حيث تتحكم مؤسسات فى المنصات مثل الفيس بوك والتليجرام والتيك توك ،فكلاً منها لها أساليب فى العرض والتحليل والتأثير فى الرأى العام والمتلقى وأيضاً المنصات على الفضائيات مثل نتفليكس ،لها تأثير مختلف ،فإذا كانت المنصات تأثيرها سريع ،فإن المنصات على الشاشات تشكل وجدان الصغار وتؤثر عليهم ،فهذا الإعلام الجديد والوعى الإعلامى هو ضرورة ،وأضافت الدكتورة عزة قائلة:”هل لدينا مواثيق وقوانين تحكم هذا ،فهناك كثير من الأشياء تنتهك الخصوصية ،وعلى الجانب الآخر أيضاً فإن المنصات الإلكترونية التى تقدم الأعمال الدرامية ليس هناك من يحكمها وهناك من يتعدى على الخصوصية وخطابات الكراهية وكثير مما يمس الهوية العربية والأفروآسيوية ،فكيف نربى الجيل الجديد على التربية الإعلامية ،هناك أيضاً قضية مهمة وهى المحتوى الإعلامى فمن يكتب على المنصة كشات جى بى تى المحتوى ،فهل لدينا من يستطيع أن يكتب بدقة هذا المحتوى العلمى ،كما أضافت الدكتورة عزة قائلة :”هل لدينا فكرة أو استراتيجية لما ينبغى أن يقدم بدلاً من أعمال العنف وخطاب الكراهية وأن لا تتحول مجتمعاتنا مجتمعات مستهلكة وعلينا أن ندرك أهمية توثيق ما يحدث حولنا ،وتحليل المحتوى وتحليل المضمون وعلينا أن يتوفر لدينا المرصد العربى أو المرصد الآفرو آسيوى ،فمع الرصد تبدأ الدراسة ويبدأ التحليل .
أما الأستاذ الدكتور/كمال يونس فتحدث عن أهمية الإعلام قائلاً :”إنما تفسد الأمم والمجتمعات وتتضمحل فى إعلامها ،فالإعلام قد يؤدى إلى فشل المجتمعات ودوره فى تشكيل الوعى وأهمية مصداقية الإعلاميين ،وإنه كلما زادت المصداقية زاد احترام الناس ،وأكد على ضرورة اعداد الإعلامى والعمل على مساعدته للإستخدام الجيد وتطوير الجانب العملى لطلبة إعلام .
وناقشت الندوة بعد كلمات الضيوف ،موضوع التفاهة الإعلامية، وأن الإعلام فى وضعه الحالى يؤسس لنظام التفاهة ،وإنه لن نستطيع مواكبة التغيرات العالمية إلا بعمل المراصد ،فلابد من صحوة إعلامية حتى نستطيع تغيير الصورة الموجودة ،لأنه يوجد طوفان التفاهة التى تدفع الأمة إلى الفناء،وإن الإعلام لا يراعى خصوصية المجتمعات مثل الحرام والحلال ،فلا توجد ضوابط فهو إعلام منفلت.
إن موضوع التفاهة فى عالم اليوم ،هو موضوع هام ،حيث يسود مفهوم تغلبه المصالح والجهل ،فالتفاهة تكون عن طريق إعلاء شخصيات ومشاهير مقابل أهداف ربحية أو مخابراتية أو سياسية .
وأضاف الدكتور عبد الكريم إنه فى عصر التفاهة ،كل من يريد أن يصبح دكتور يكون دكتور ،فهى تفاهة والدليل على ذلك حصول الكثيرين على الدكتوراه الفخرية .وقالت الدكتورة عزة أن الثقافة الآن هى ثقافة التسطيح .
