قاسم صنبير يكتب.. حكومة وميليشيات
ساستنا تغولوا حتى صاروا خطراً علينا وعلى أنفسهم، فعمدوا سياسة الهروب إلى الأمام.
الليبين بين حكومة وميليشيات
المراوغة والتمطيط واللعب على الوقت لا يخدم الوطن الذي ينزف، الجميع في حالة رصد وتخوف، والهوة تزداد مع انعدام الثقة، وكل من على الركح السياسي مختلفون وأيضا متفقون، يعني أنهم لا يريدون إشراك أحد في صراعهم واتفاقهم، البرلمان حقيقةً لا يريد الانتخابات، وكذلك الحكومة ومجلس الدولة أيضًا، والمفوضية ابتدعت قصة القوة القاهرة، والكل تنصل من تعهداته ومستمر في الخطابات الرنانة والمحاورات السياسية التي لا نفع فيها إلا حفاظاً على الإخراج في الصورة المقيتة الباهتة التي ألغت الحسن والجمال في عيون الناس، وتحولت الحياة إلى قبح، واختطفت الابتسامة من شفاه الأطفال، لكن حكومتنا الرشيدة وبرلماننا الموقر وكل ساستنا لا يرون ذلك، ليس في اهتمامهم النظرة العامة وإضاعة وقتهم في شؤون العامة.
لا يعنيهم التلميذ بدون كتاب أو بدون مقعد، لا تعنيهم حوائج المسنين والعجزة، وليس لهم علاقة حتى باحتجاجات المواطنين ووقفاتهم الطويلة أمام البرلمان أو المحكمة، ولا تعنيهم مطالب الحاجة سدينة، ساستنا تغولوا حتى صاروا خطراً علينا وعلى أنفسهم، فعمدوا سياسة الهروب إلى الأمام، نعم مع الانتخابات لكن المفوضية تقول: إن هناك قوة قاهرة منعت أن تكون الانتخابات في موعدها، ولجنة البرلمان تقول: يستحيل إقامة الانتخابات في الموعد، ومجلس الدولة: لا انتخابات قبل سنوات قادمة، والسيدة “ستيفاني” تؤيد الجميع.
المهم لكل منهم دور ويجب أن يتقنه بجدارة، لا خروج على النص، السيدة “ستيفاني” جاءت لتمسك بخيوط اللعبة من جديد بعد أن كادت أن تُقطع؛ لأن ترك الديناصورات وحدهم خطر علينا وعلى أنفسهم، والحقيقة المرة هي أن الذي يحكم ليبيا هم السفراء الأجانب في كل شيء، من الكتاب المدرسي وغلاء السلع وعدم وفرة الدقيق، إلى الانتخابات ومواعيدها ومعا يبررون تصرفاتهم العرجاء، فهل من المنطق صرفت المليارات ولم تحل أبسط المعضلات؟ ما شعوركم ساستنا وأنتم تجوبون الشوارع بأرتالكم وسياراتكم المصفحة، والشعب يعاني نقصًا شديدًا في الدواء والغذاء، ومن المخجل أن وزير اقتصادكم يعلم هذه الحقيقة ونطق بها عندما قال إن 80% من الشعب الليبي يعيش تحت خط الفقر، وللأسف لم يقل ما هي التدابير والإجراءات التي قام بها أو قامت حكومته بها لمعالجة حالة التفقير وحكومات فبراير التي تعاقبت كانت سببه.
يبدو أن ليبيا قدر لها أن تعيش الوضع الميليشياوي، ولا نعلم إلى متى، وهذا يأتي بمباركة الكبار ممن يملكون المفاتيح النووية، ومن الممكن أن يقلب الليبيون الطاولة على السفراء وأن يفرضوا حالة وطنية، لكن متى يكون ذلك؟ لن يكون عندما يهرول المسؤول الليبي إلى مكتب هذا السفير أو ذاك، وكم يبدو سعيداً حينما يلتقط صوراً معه ويخرج علينا بتصريحاته وهو منتفخ كالطاووس، التقيت بالسفير الفلاني والفلاني، ولا يتعرض لفحوى ما دار بينهما من حديث، والمؤكد أنها تعليمات افعل ولا تفعل، والصورة تنذر بالكرب العظيم إذا ما استمر حالنا هكذا بنفس أدواتنا في العناصر والآليات، من لم يستطع أن يقول للسفراء لا، فلا يجب عليه تحمل هكذا مسؤولية، وتغيير الظروف في الاتجاه الإيجابي لا يتم إلا بمشاركة الشعب كله لفرض الانتخابات التي تشكل بداية الحل، ولا ننتظر من في المشهد أن يغادرونا، الكل متمسك بل متمترس وراء المقعد، ولا يقبل التفريط فيه لأنه يعلم أن الصناديق سوف تخذله، فالإعلان عن الانتخابات الليبية والإجراءات التي تمت فضحت الغرب الحاقد وزيفه، وفضحت الإخوان المسلمين في ليبيا، وفضحت الميليشيات، وباختصار كلهم يكذبون والكلمة الصادقة يملكها الشعب وسيقول كلمته.
بعد ان تناولنا موضوع الليبين بين حكومة وميليشيات يمكنك قراءة ايضا
برتوكول تعاون بين الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة التراث العراقية ببغداد
المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. ثورة الروح
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك