الرئيسيةدراساتسياسية

القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية

إعداد/  د.مصطفى عيد إبراهيم.       خبير العلاقات الدولية

تمهيد

تحت شعار “أوروبا جديدة في عالم جديد”، انعقدت يوم 16 مايو 2025القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا، بحضور رؤساء دول وحكومات 47 دولة أوروبية، إلى جانب قادة مؤسسات أوروبية ودولية رئيسية. وقد ركزت الجلسة العامة على الأمن والمرونة الديمقراطية في أوروبا، وتناولت الضرورات العاجلة – مثل دعم أوكرانيا في سعيها لتحقيق سلام عادل ومستدام – والتحديات طويلة الأمد، بما في ذلك حماية العمليات الديمقراطية من التدخل الأجنبي وتعزيز القدرات الدفاعية الجماعية لأوروبا.

وفي هذا السياق، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنه من الواضح أن “الرئيس زيلينسكي مستعد للقاء رئيس روسيا الاتحادية، لكن الرئيس بوتين لم يحضر أبدًا (في إشارة الى محادثات إسطنبول)، وهذا يُظهر موقفه الحقيقي. لذلك، سنزيد الضغط”. وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يُعدّ حزمة عقوبات جديدة. وذكرت أن الإجراءات ستستهدف أسطول السفن التجارية القديمة التي تستخدمها روسيا للتهرب من العقوبات الدولية، بالإضافة إلى تحالف خط أنابيب الغاز “نورد ستريم”.

ولقد مثل الاتحاد الأوروبي برئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الذي شارك في رئاسة الاجتماع مع رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا. بالإضافة إلى ذلك، شارك مسؤولين من الدول التالية: الاتحاد الأوروبي – ألبانيا- أندورا- أرمينيا- أذربيجان-البوسنة والهرسك-جورجيا-أيسلندا-كوسوفو- ليختنشتاين-مولدوفا- موناكو- الجبل الأسود- شمال مقدونيا- النرويج- سان مارينو- صربيا- سويسرا- تركيا- أوكرانيا- المملكة المتحدة.

لماذا البانيا؟

في معرض كلمته التي القاها خلال القمة السادسة ذكر أنطونيو كوستا، ان استضافة ألبانيا لأول مرة المجموعة السياسية الأوروبية لها أهمية خاصة، ليس فقط لألبانيا فقط، بل لأوروبا كلها. مضيفا: لطالما اعتبرتُ الهوية الأوروبية حقيقةً راسخةً في التاريخ قبل الجغرافيا، وهو مفهومٌ يصعب تحديده من فهمه بالانفعال. وأشار كوستا ان ألبانيا، بالطبع، هي أوروبا – تمامًا مثل إيطاليا أو صربيا أو النرويج، بغض النظر عمّا إذا كانت جزءًا من هذه المنظمة أو تلك. لهذا السبب. واكد ” كوستا” ان الاتحاد الأوروبي يعد الموطن المشترك الأكثر رسوخًا لتحقيق ما يمكن أن نسميه “إعادة التوحيد الأوروبي”، الذي تحقق بين شعوب قد تختلف عن بعضها البعض، ومع ذلك فهي جزءٌ من كلٍّ واحد، كأصابع اليد المختلفة. شعوبٌ تقاتلت على مر القرون، لكنها في الواقع شعبٌ واحد.

وذكر كوستا انه إذا أريد حقًا بناء “أوروبا جديدة، في عالمٍ جديد”، فلا يمكن تخيُّل تحقيق ذلك بدون دول غرب البلقان، وبدون شعوبها، وبدون هوياتها وخلفياتها التاريخية. حيث لا تقع دول غرب البلقان على هامش أوروبا أو خارج قارتنا. إنها في قلب قارتنا؛ إنها منطقة الجسر بين الشرق والغرب، وبين ما كان القديس يوحنا بولس الثاني يُحب أن يُسميه “رئتي” أوروبا.

 

 

الجماعة السياسية الأوروبية

تم انشاء الجماعة السياسية الأوروبية بمبادرة من الرئيس الفرنسي ماكرون في عام 2022 بهدف تعزيز الحوار والتعاون السياسي لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز أمن واستقرار وازدهار القارة الأوروبية. بعد ثلاث سنوات من إنشائها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، لا تزال الجماعة السياسية الأوروبية تُمثل آليةً ” منصة” لتعزيز الحوار السياسي والتعاون والتقارب الاستراتيجي بين دول القارة الأوروبية بأكملها. إلا أن غياب التنسيق والمتابعة الملموسة يُهدد بفقدانها أهميتها، إذ تسعى الدول المشاركة إلى إيجاد سبل أخرى لمواجهة التحديات الراهنة. مع الحفاظ على مرونة الجماعة السياسية الأوروبية، لذلك ينبغي وضع آليات دنيا لتحفيز المشاركين على المشاركة والتعاون.

ولا تحل هذه المنصة للتنسيق السياسي محل أي منظمة أو هيكل أو عملية قائمة، ولا تهدف إلى إنشاء أخرى جديدة في هذه المرحلة. وحتى الآن، اجتمعت الجماعة السياسية الأوروبية خمس مرات إضافة الى القمة السادسة الحالية في تيرانا، وسيُعقد الاجتماع القادم للجماعة السياسية الأوروبية في الدنمارك في خريف 2025.

القمة السادسة

تضمنت الجماعة السياسية الأوروبية رؤساء دول وحكومات 47 دولة، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة و20 دولة من خارجه. وشاركت جميع الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (جورجيا، ومولدوفا، وتركيا، وأوكرانيا، وغرب البلقان)، بالإضافة إلى أعضاء المنطقة الاقتصادية الأوروبية (أيسلندا، وليختنشتاين، والنرويج)، إلى جانب أندورا، وأرمينيا، وأذربيجان، وموناكو، وسان مارينو، وسويسرا، والمملكة المتحدة. كما أن 29 دولة مشاركة هي أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في القمة السادسة التي شهدت عدة اجتماعات جانبية بين كل من أرمينيا وأذربيجان في ضوء لقاء كوستا وفون دير لاين بزعيمي أرمينيا وأذربيجان، للشد على ايديهما على إتمام معاهدة السلام. وفي اجتماعهما مع رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، أكد الرئيس كوستا والرئيسة فون دير لاين دعم الاتحاد الأوروبي المستمر والثابت لأوكرانيا، وشددا على أهمية تحقيق وقف إطلاق النار. مؤكدين على ان أولويتهم العاجلة هي وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط. (…) مشيرين الى انهم يريدون سلامًا عادلًا ودائمًا لأوكرانيا، وأمنًا طويل الأمد لأوروبا بأسرها.

وعلى صعيد اخر، اجتمع قادة فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، إلى جانب الرئيس كوستا والرئيسة فون دير لاين، مع رئيسة مولدوفا، مايا ساندو. وفي بيان مشترك صادر عن المجموعة الأساسية لمولدوفا، أكد القادة دعمهم لمولدوفا ومستقبلها الأوروبي. ورحبوا بالتزامها بالإصلاح الديمقراطي وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار في بيئة إقليمية مليئة بالتحديات. مشيرين الى انهم ملتزمون بدعم مولدوفا في سعيها لتصبح ديمقراطية مزدهرة ونامية، حيث يتمتع المواطنون بنفس الفرص وجودة الحياة التي يتمتع بها مواطنو جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.[i] كما تم عقد موائد مستديرة لمناقشة التنافسية والأمن الاقتصادي، والهجرة والتنقل وتمكين الشباب.

 

 

جهود المجموعة السياسية

في مايو 2022، أُطلقت الجماعة السياسية الأوروبية بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعزيز التعاون في قضايا تشمل الأمن والطاقة والتنقل. ومع الغزو الشامل لأوكرانيا كان الهدف المباشر هو إظهار وحدة القارة والحفاظ على استقرارها الجيو-سياسي. وتكمن القيمة الفريدة التي يقدمها المجتمع السياسي في شموليته وامتداده الجيوسياسي. فلقد أظهرت القمم التي عُقدت حتى الآن – في براغ (أكتوبر 2022)، وكيشيناو (يونيو 2023)، وغرناطة (أكتوبر 2023)، والمملكة المتحدة (يوليو 2024)، وبودابست (نوفمبر 2024) بالتناوب بين دول الاتحاد الأوروبي ودول خارجه، وتيرانا (مايو2025) – أن أكبر أصول EPoC تكمن في كونها منصة للحوار بين قادة الدول المشاركة على قدم المساواة مع اتاحة المجال للحوار المفتوح للمساعدة على نزع فتيل التوترات المحتملة.

وقد كان دعم أوكرانيا أحد أكثر المواضيع ثباتًا في جميع القمم. حيث شارك الرئيس زيلينسكي في جميع التجمعات وأتيحت له الفرصة لعقد اجتماعات جانبية مع القادة الأوروبيين. وقد ساعده ذلك في الحصول على التزامات بشأن تسليم الأسلحة، وتوقيع اتفاقيات ثنائية للدعم العسكري والإنساني طويل الأمد في قمة المملكة المتحدة. وإلى جانب دعم أوكرانيا، مثّلت قمم EPoC أيضًا فرصًا لإبرام اتفاقيات حول عدد من القضايا. ففيما يتعلق بالهجرة، أسفرت مبادرة بقيادة المملكة المتحدة في القمتين الثالثة والرابعة عن خطة من ثماني نقاط اعتمدتها عدة دول أوروبية لمكافحة الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى حزمة بقيمة 84 مليون جنيه إسترليني لتمويل مشاريع في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط. كما أسفرت قمة المملكة المتحدة في يوليو 2024 عن إنشاء شبكة تعاونية تضم تسع دول، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمواجهة التلاعب والتدخل في المعلومات الأجنبية (FIMI)، بالإضافة إلى دعوة مشتركة للعمل لمواجهة أسطول ناقلات النفط الروسية السري، والتي أيدتها جميع الدول المشاركة باستثناء أذربيجان وتركيا.[ii]

تحديات قائمة

لم تستطع قمة تيرانا ان تخرج بنتائج أكثر من تحقيق القدرة على تجميع دول الاتحاد الأوروبي بالدول الأوروبية الأخرى وتركيا وحرص قادة هذه الدول على الحضور في إطار منصة تؤكد على الهوية الأوروبية وتنظر بعين واحدة الى التهديدات المشتركة والتي استطاع التجمع السياسي الأوروبي ان يجعل الدول الأوروبية تنظر اليها ممثلة في التهديد الروسي والطاقة والديموقراطية. الا ان إجراء الانتخابات العامة في البانيا قبل خمسة أيام فقط من القمة، ربما لم يساعد على اجراء التحضير الجيد للحدث. ورغم أن المجلس الأوروبي يدعم الدول المضيفة في التحضير للقمم من خلال توفير الخبرة السياسية والتنظيمية، إلا أن الاتحاد الأوروبي كان واضحًا منذ البداية بأن مؤتمر القمة الأوروبي بشأن التعايش السلمي ليس مبادرة يقودها الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك، فإن رسالة الدعوة التي أرسلها رئيس وزراء البانيا “راما”، ورئيس المجلس الأوروبي “أنطونيو كوستا” لا تُشير إلى وجود توجيه سياسي يُذكر للتجمع، وهو الامر الذي اثر بالفعل في نتائج القمة التي لم تضف جديد عن القمم الخمس السابقة. على عكس المنتديات الدورية الأخرى، مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين، حيث تُعدّ الاستنتاجات الرسمية مقياسًا لنجاح أو فشل الدول المضيفة. لذلك، فإن الطبيعة غير الرسمية لقمم EPoC لا تشجع الدول المضيفة على تولي زمام الأمور بشكل كامل. فمن قمة لأخرى، يُقلل هذا الافتقار إلى التبني الثابت من قِبَل جهة فاعلة محددة من قدرة EPoC على طرح مبادرات سياسية.

 

كما يساهم الغموض في تفاوت درجات المشاركة والهدف منها بين الأعضاء في التاثير على مخرجات قمم التجمع السياسي الاوروبي. إذ يرى البعض أنها وسيلة دبلوماسية، بينما يراها آخرون تكرارًا غير ضروري للأطر القائمة. فعلى سبيل المثال، غابت تركيا عن ثلاث من أصل خمس قمم، واستمرت في السعي وراء أجندتها الجيوسياسية الخاصة.

 

كما تواجه EPoC أيضًا منافسة متزايدة من هيئات وهياكل تعاون أخرى، في وقت تُشكّل فيه الشكوك الاستراتيجية حافزًا لتعزيز العلاقات بين الدول الأوروبية. وقد عززت العديد من الدول المشاركة علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، مما يُقلل من اهتمامها بما يُقدّمه EPoC.

 

ينطبق هذا بشكل رئيسي على الدول المرشحة، التي حصلت منذ عام 2022 إما على صفة المرشح (أوكرانيا، مولدوفا، البوسنة)، أو على بدء مفاوضات الانضمام (ألبانيا، مقدونيا الشمالية)، أو على اختتام فصول المفاوضات (الجبل الأسود)، وبالتالي قلّ حافزها للمشاركة في خطة العمل الأوروبية المشتركة.

 

كما اتخذت الدول الأوروبية غير المرشحة خطوات لتوطيد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، في ظل التهديدات الروسية والتحديات الأمريكية للعلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع أوروبا. في ديسمبر 2024، وبعد عقد من المفاوضات، وقّعت سويسرا اتفاقية إطارية مع الاتحاد الأوروبي، تُجدّد وصولها إلى السوق الموحدة، وتغطي برامج التجارة والطاقة وسلامة الغذاء والصحة والتعليم. وتُعمّق النرويج مشاركتها في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجال الدفاع والتقنيات الخضراء. وتدرس حكومة أيسلندا إجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2027. كما تُناقش البنية الأمنية لأوروبا، ويُشكّلها الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي، وبصيغ أخرى، وليس ضمن خطة العمل الأوروبية المشتركة. ولقد وقّعت مولدوفا والنرويج ومقدونيا الشمالية وألبانيا شراكات أمنية ودفاعية ثنائية مع الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، ومن المتوقع أن تُوقّع المملكة المتحدة اتفاقية مماثلة خلال القمة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في 19 مايو الجاري. من جانبها، أطلقت أيسلندا “حوارًا حول الأمن والدفاع” مع الاتحاد الأوروبي في عام 2023. وفيما يتعلق بمستقبل أوكرانيا والحاجة المحتملة لتقديم ضمانات أمنية لكييف، احتلّ تحالف الراغبين، الأكثر تماسكًا وفعاليةً، بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة مركز الصدارة.[iii]

مستقبل التجمع السياسي الأوروبي

أنشأ التجمع السياسي الاوروبي كرد فعل للحرب الروسية الأوكرانية وبمبادرة من فرنسا، بهدف توحيد الصوت الأوروبي -بموجب الجغرافيا والتاريخ وليس بموجب التكوين المؤسسي الذي قد يحصر المفهوم الأوروبي على أعضاء الاتحاد الأوروبي- تجاه التهديد الروسي وحماية الديموقراطية الغربية. ولم يستطع التجمع السياسي عبر قممه الست ان يخرج عن كونه منصة لتبادل الحوار بين الدول المشاركة وعدم القدرة على ترجمة الحوار الى برامج عمل حقيقية خاصة وان القمة السادسة جاءت في ظل تحديات جمة تواجه الدول الأوروبية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي سواء من تذبذب علاقاتها بالولايات المتحدة حول ملفات الامن والتجارة والرسوم الجمركية والتي تأخذ أولوية عن اجتماعات او مخرجات القمة السادسة للتجمع في تيرانا. بل ان القلق الاستراتيجي في العلاقات الأوروبية الامريكية تعد قصمة كبيرة للتجمع ذاته الذي تم انشائه كرد فعل للتهديد الروسي والان تواجه الدول الأوروبية توترات وتحديات في العلاقات مع الحليف الأمريكي التقليدي. كما لم تستطع القمة السادسة ان تبلور مخرجات حول تحديات الامن والموقف الأوروبي العام من رفع معدلات الانفاق العسكري بمعدلات تفوق المعدلات الجارية التي تتراوح ما بين اثنين بالمائة خاصة مع اختلاف النظرة الأوروبية تجاه فكرة انشاء الجيش الأوروبي الموحد[iv].

وختاما، ان التجمع السياسي الأوروبي لا يعد كونه منصة حوارية على غرار مؤتمر برلين للأمن، على بسيل المثل، مع اختلاف درجة التمثيل السياسي للدول والتي يحرص الاتحاد الأوربي على ان تكوين على مستوى رئاسي لتوحيد الرؤية والموقف الأوروبي تجاه التهديد الروسي ومن ثم فان هذا التجمع قد يتلاشي بانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية مالم يتم الى تحويله الى مؤسسة فاعلة من خلال ربطه بالاتحاد الأوربي بعلاقات سياسية او امنية او اقتصادية.  لذلك، ينبغي على الدول الأوروبية من خارج الاتحاد الاوروبي توثيق التواصل مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي والهيئات الأوروبية الأخرى لتعزيز الروابط والمتابعة بين المبادرات والمشاريع السياسية التي تُطلق في قمم قمة الاتحاد الأوروبي للتعاون – على سبيل المثال في مجالات الطاقة والأمن السيبراني والهجرة – والمشاريع التي تُنفذ في سياق الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي أو غيرهما من الهياكل. وينبغي أن يأتي الدافع وراء هذه الخطوات من القادة الأكثر اهتمامًا بقمة الاتحاد الأوروبي للتعاون. واخيرا، فان فكرة انشاء التجمع السياسي الأوروبي تُعتبر تجربة حسنة النية ولكنها في نهاية المطاف قد تكون تجربة زائدة عن الحاجة في الدبلوماسية الأوروبية. ولن تخرج عن كونها منصة تؤكد على ان الأوروبي يعد هوية خلقتها الجغرافيا وأكد عليها التاريخ. او هوية تاريخية اكدتها الجغرافيا وليست مجرد تكوين مؤسسي. والنجاح في حشد الأوروبيين كافة إضافة تركيا للوقوف بجانب أوكرانيا ضد طموحات بوتين الاورواسية وكذلك توضيح قدرة أوروبا على توحيد كلمتها حتى في ضوء اهتزاز العلاقة الاستراتيجية مع الحليف الأمريكي التقليدي في ظل إدارة ترامب.

 

[i] – https://www.consilium.europa.eu/en/meetings/international-summit/2025/05/16/

[ii] – https://www.epc.eu/publication/without-reform-the-european-political-community-risks-becoming-irrelevant/

[iii] -ebid

[iv] – https://rcssegypt.com/20460

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى