محمد فتحي الشريف يكتب: الفريق جلال الهريدي.. بطولات وحكايات في حب مصر

رحل عن دنيانا صباح اليوم، الفريق جلال الهريدي، مؤسس الصاعقة المصرية وعضو مجلس الشيوخ المصري ورئيس حزب «حماة الوطن»، عن عمر ناهز 96 عامًا قضاها في خدمة الوطن.. “إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون”، اللهم أغفر له وارحمه، خالص العزاء لأسرة الفقيد الراحل والشعب والجيش المصري.

تجربة “حماة الوطن”

في بداية تدشين حزب “حماة الوطن”، اتصل بي اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس الحزب وأمين عام الإعلام في هذا التوقيت، وكان ذلك في عام 2014، بدأت معهم العمل في مطلع عام 2015 حتى عام نهاية 2018، أي نحو 3 سنوات كاملة، قبل أن أتفرغ لتجربة أخرى، وعلى مدار السنوات الثلاث، استطعنا من خلال المركز الإعلامي أن نقدم الحزب إلى الشارع والرأي والعام، وكانت تجربة مميزة ومثمرة.

أفكار ورؤى وطنية

في هذا التوقيت، كان “حماة الوطن” يضم كوكبة من رجال القوات المسلحة البواسل، وكانت التجربة الإعلامية لإبراز نشاطات الحزب سهلة وميسرة لعدد من الأسباب؛ أهمها أن جل الأعضاء تستطيع أن تُخرج منهم أفكارًا ورؤى وطنية حقيقية، يسهل تسويقها وطرحها ومعالجتها، ثانيًا أن أغلبهم شخصيات عامة لها تجارب قيمة، ثالثًا أن أهداف وتوجه الحزب توجه وطني لبناء دولة حديثة من خلال مساندة القيادة السياسية التي جاءت من داخل المؤسسة الوطنية الأم في الدولة، وهي المؤسسة العسكرية.

كما أن حزب “حماة الوطن” شكل في هذا التوقيت إحدى القوى السياسية التي لها تأثير واضح في الشارع المصري، لوجود كل النخب الوطنية في تلك التجربة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، قامات كبيرة، في مقدمتهم الفريق جلال الهريدي، واللواء ناجي شهود رحمة الله عليهما، كم كان الحزب يضم أيضًا اللواء فؤاد عرفة، واللواء ثروت درويش، واللواء فتح الله عبد الحميد، واللواء أسامة أبو المجد، والقائمة تطول.. متعهم الله بالصحة والعافية.

شخصية قوية

لقد تعاملت مع الفريق جلال الهريدي عن قرب من خلال المكتب الإعلامي للحزب، وكان الراحل يتمتع بشخصية عسكرية قوية تمتاز بالسكينة والهدوء، كان رجل دولة بحق لا يتحدث كثيرًا، على الرغم من أنه كان يمتلك تجربة حياتية وسياسية مليئة بالأحداث المشوقة والحكايات والأسرار المتنوعة مع قيادات مصرية في عقود طويلة، وعلى الرغم من أن جل تلك الأحداث والحكايات والأسرار لم يكشف عنها بشكل كامل، فإن الفريق الهريدي أصر على بقائها كما هي دون توضيح، على الرغم من الأسئلة الكثيرة التي طرحت عليه من خلال حوارات صحافية أو مقابلات، إلا أن الراحل كان لا يتحدث كثيرًا.

أسرار وحكايات

إن التجارب التي مر بها الفريق الهريدي من بداية تأسيس الصاعقة المصرية، وانتهاء بعضوية مجلس الشيوخ ورئاسة حزب “حماة الوطن” أحد أكبر الأحزاب المصرية، كانت بها القصص والحكايات المتنوعة ما بين تأسيس الصاعقة إلى الاعتقال في داخل وخارج مصر، رحل الفريق عن عالمنا بكل ما يحمل من أسرار وحكايات.

محطات من حياة الفريق الهريدي

الفريق جلال الهريدي مواليد 1929، والتحق بالقوات المسلحة المصرية في مطلع خمسينات القرن الماضي، وشارك في عدد من الحروب؛ منها العدوان الثلاثي على مصر (1956)، وكان له دور بارز ومؤثر في الدفاع عن مصر، وأسس سلاح الصاعقة في الجيش المصري، وشارك في حرب (1967)، كما شارك في حرب الاستنزاف، وشارك في نصر أكتوبر عام 1973.

الإعدام (مرتين)

عندما قاد الفريق الهريدي القوات في محافظة اللاذقية السورية خلال فترة الانفصال عن مصر عام 1961، حيث وضع في السجن، وحكم عليه بالإعدام وأذيع القرار، حيث تلقت زوجته العزاء لتأكدها أن سوريا نفذت الحكم.

وفي فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اتهم بمحاولة قلب نظام الحكم وحكم في هذا الوقت على 70 ضابطًا، منهم 5 ضباط بالإعدام كان هو أحداهم، ليخفف الحكم بعد ذلك إلى السجن المؤبد.