دراساتطبية

د. شرين مختار تكتب.. الابتكارات الفريدة لعلاج الأسنان داخل مقبرة كبير الأطباء الفراعنة «حسي رع»

الكاتبة أخصائية في طب وجراحة الأسنان.. خاص منصة «العرب 2030» الرقمية

الفراعنة وعلاج الاسنان

مما يدل على براعة المصري القديم في كل المجالات الطبية وغيرها والتي تثبت قوة ملاحظته الدقيقة وحرصه الشديد لمعرفة كل جديد، وإرادته القوية للوصول لكل ما يفيد من أجل العيش والاستمتاع بالحياة وما بعد الموت فقد كانت معتقداته أن هناك بعث من جديد وحياة جديده فقد ابتكر فنون التحنيط للجثث وأسراره التي يظل جزء منها غامض حتى اليوم دليلاً على تقديره لذاته وحبه للحياة من خلال الاهتمام بتحنيط جثامين الموتى والاحتفاظ بمقتنياتهم و تدوين أحداث حياتهم و كل ما توصلوا إليه من خلال نحت جدران المعابد ونقش البرديات ليجد العالم من بعده الارث العظيم المتروك بمثابة كنز ٌ مفيدٌ البشريه جمعاء.

فقد نجح ببراعه في تخليد علمه الذي يستند عليه حتى اليوم في شتى المجالات والتي ضمنها علوم طب الأسنان فقد حرص الطبيب المصري القديم على علاج المرضى وانقاذهم من الموت و قد كانت امراض الاسنان مميتة في وقت من الأوقات حينها فقد توفيت الموسيقيه دحيد فاتيسانخ في عُمر الخامسة والثلاثين بسبب الاسنان. فقد كان قدماء المصريين الاوائل في العالم في معالجة الأسنان و اوجاعها.

الفراعنة وعلاج الاسنان و في عام 1866 عثر إحدى علماء الاثار على كنز ثمين من المعلومات الطبيه العلاجيه بمقبرة اول طبيب أسنان مصري في تاريخ البشرية (حسي رع ) و قد وُجِد لوحات مجلوبة من خشب الارز بلبنان والموجودة بالمتحف المصري حاليا.

ويرجع تاريخ أقدم الاثريات ما بين 7000 ق.م و 5500 ق.م لتخبرنا عن ما يذهلنا من طرق تشخيصيه وعلاجيه و وقائيه للفم والاسنان ذلك الوقت و تطابقها مع الكتب المرجعية الحديثة كما عثر الأثريون على برديات تشرح ابتكار وصفات عديدة لمعالجة الأسنان والالتهابات اضافةً الى عمليات تبيض الاسنان وخلع الاسنان الاسنان الباليه بمكاليب خاصة تشبه ما يستخدم اليوم .

فقد ذُكِر علاج آلام الأسنان والتهاباتها في بردية (اللاهون) و بردية (ايبرس ) وبردية (بروغش )وبردية (هورست) في مصر القديمة و هناك برديه تسمى (ادوين سميث) تصف هذه الوثيقة التي ربما كانت دليلاً للجراحات العسكرية 48 حالة من الإصابات والكسور والجروح والخلع والأورام يعود تاريخها إلى الأسرات 16-17 من الفتراة الانتقاليه الثانيه في مصر القديمة ق. سنة 1600 قبل الميلاد يعتقد انها تعكس تجارب تعود ل13 الاف سنه ق.م تشرح تفاصيل الملاحظات التشريحيه والفحص و التشخيص والعلاج و توقعات سير المرض للكثير من الامراض وبالتالي تعتبر مرجع تعليمي ، كما ذُكِر أيضاً ادويه عباره عن مراهم مصنعه من مواد حيوانيه او نباتيه او فواكه او معادن ، ووجد ايضا ببردية ادوين سميث نص يتعلق بكيفية اعادة مفصلي الفك الى مكانهما حتى يستطيع المريض اغلاق فمه مع تطابق هذه الوسيله العلاجيه مع العلم الحديث و وصفات تكوين غسول وغرغرة الفم و حشو الاسنان المؤقت ، كما تمت مناقشة طرق علاجيه لكسور الفك في القرن الثامن عشر ٌق.م .

و بردية ( ايبرس ) التي تعتني بمعرفة الاعشاب ويعود تاريخها في حدود عام 1550 قبل الميلاد.وصي بها بضرورة حشو السنه بخليط من الملاخيط والصمغ واستخدام المراهم في علاج تقيح اللثه والتي كانت مكونه من اللبن والثلج و الخروب الجاف والاسيون و ثمار الجميز وهذه البردية تعد من أقدم وأهم برديات مصر القديمه واهتموا بالمحافظه على روائح الفم من خلال استخدام الينسون والكندر والاستعانه بالمسواك وخشبه المستخلص من اشجار عطريه تريح النفس وتزيل بقايا الطعام من على اسطح الاسنان مساهتما في تنظيفها وتلميعها ، كما عالجوا خراج الاسنان بواسطة تربنه بسيطه في عظم الفك، وقد كان يعالج آلالم باستخدام الافيون، كما وُجِد ايضا ادله على اجراء عمليه جراحيه عن طريق الفم في وقت مبكر من الاسره الرابعه(2900-2750 ق.م).

قد كان الاطباء المصريين القدماء الاوائل في ابتكار علم تقويم الاسنان الغير متناسقه بواسطة الاسلاك المصنعه من الذهب او الفضه ، و تركيب الجسورالتي تتكون من اسنان طبيعيه تعوض الاسنان المفقوده . كما قاموا ايضا بتثبيت الاسنان للفك السفلي بواسطة اسلاك من الذهب او الفضه وهو ما يعرف اليوم بإعادة زراعة الاسنان المتساقطه .

ومن حرص المصري القديم فيما يخص الوقايه والنظافه فهم أوائل البشريه في فكرة تصنيع فرش الاسنان حيث كانت مصنعه من اغصان خشبيه ومن شعر الحيوانات الخشن وهي تشبه فرشاة العصر الحديث كما استخدموا العيدان الخشبيه في تنظيف الاسنان ، كما توصلوا لاهمية ابتكار معجون للاسنان و الذي كانت مكوناته الرماد وقشر البيض ومسحوق حوافر الثور والخفاف ، واستعانوا ببعض الاحجار الكريمه في تجميل الاسنان ، و قد تم علاج بعض مشاكل اللثه والاسنان باستخدام لعاب الضفدع، كما قاموا بتدخين دهون الماعز ونبات البنج الاسود والبصل لعلاج آلم الاسنان ، و الاستعانه بخل النبيذ في تبييض الاسنان ومنحها اللمعان ، واستخدموا ايضا حجر الخفاف لازالة بقايا الطعام العالقه على سطح الاسنان، كما وجد في معبد كومبا باسوان عام 1923 صور فوتوغرافيه لالات وادوات جراحيه مثل المستخدمه من قبل اطباء الاسنان في وقتنا الحالي فقد ابدعو في الجراحات التعويضيه كما ميز بين الادوات المصنعه من حجر الصوان والادوات المصنعه من البرونز وقد لجؤا لاستخدام أمعاء القطط والكتان كخيوط للعمليات الجراحيه.

. وبخصوص التخدير فقد ابتكرو التخدير الموضعي للجراحات البسيطه و المكون من حجر الهامر المطحون بالخل و استعانوا ايضا بالخمور قوية التركيز ، واستخدم الافيون كمخدر في العمليات الكبرى كما وتوصلوا الى البنسلين كمضاد حيوي من فطر الخبز المتعفن و يعتبر هذا أعظم اكتشاف في القرن العشرين للطبيب المصري القديم .

و بالعثور على مقبرة طبيب الاسنان حسي رع و التي كانت بجوار مقبرة الملك مكتوباً عليها اعظم من يعالج الاسنان واعظم الاطباء دليلاً لتقديرهم الشديد لاطباء الاسنان . و قد كان لطبيب الاسنان اهميه بالغه في كل مراحل التاريخ المصري بدايةً من عصر الدوله القديمه حتى عصر الدوله الحديثه. و تحدثت كتابات البرديات عن اطباء الاسنان فقد كان لديهم ألقاب ومراتِب وكانت اسماءها الشخص الذي يعالج الاسنان والطبيب الاسنان الاول للبيت الملكي . وعرف اله الطب عند الفراعنه باسم ايمون حوتوب ويعني هذا الاسم هو الذي ياتي سالما معافى .ولاهتمامه بالطب والعلوم المختلفه الاخرى وحرصهم على التعلم والتعليم فقد انشؤوا اول جامعات في العالم والتي كانت تسمى بيوت الحياة .

بعد ان تناولنا موضوع الفراعنة وعلاج الاسنان يمكنك قراءة ايضا

د. شرين مختار تكتب.. كيفية الاهتمام بأسنان طفلك؟

د. شرين مختار تكتب.. طرق علاج حساسية الأسنان المزعجة

ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى