محمود النشيط يكتب.. العروض السياحية والتنافس لجذب السياح
الكاتب إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

تنشط في مثل هذه الأيام إعلانات العروض السياحية، والتنافس بين وكالات السفر في استقطاب السياح للمشاركة في الرحلات الجماعية أو التنسيق لرحلات فردية مع تقديم خدمات المساعدة لاصدار التأشيرات مع إمكانية تقديم خدمات الحجوزات للطيران والفنادق مع المواصلات، والجميع يؤكد بأن عروضهم هي الأفضل في سوق السفر والسياحة.
والمتابع لهذه العروض يستطيع التميز بين القديم والمكرر، والجديد إن وجد مثل الوجهات الجديدة أو خدمات مقدمة مثل شعار التقسيط المريح الذي أنتهجته بعض الوكالات، وساندها في ذلك بعض البنوك التجارية ضمن باقة العروض الصيفية حتى أصبح السائح معتاد على مثل هذه العروض الموسمية التي في غالبها تكون أسعارها مرتفعة عن رحلات خارج الموسم بطبيعة الحال.
اقرأ أيضا: محمود النشيط يكتب.. المسئولية الإدارية عند وكالات السفر
بعض العروض السياحية المقدمة يراعى فيها أسس الإعلان الجاذب مثل توقيت العرض أي بعضهم يطرحه قبل الموسم بفترة طويلة بعض الشيئ كذلك يشمل الإعلان حوافز إضافية مثل تقديم هدايا أو خصومات للمسجلين أولاً وبعضهم يضيف خدمات التوصيل من وإلى المطار مجاناً مثلاً. وآخرين طرحوا السحوبات على المشاركين في الرحلات حتى وصلت بعض الجوائز إلى رحلة مجانية.
إضافة إلى ذلك هناك من لجأ إلى التعاون والتحالف مع الشركاء معه في السوق السياحي للخروج بباقة سياحية أكثر تكاملاً في نوعية الخدمات المقدمة مع استخدام التسويق الرقمي والإعلان المصور الجاذب بعيداً عن التقليدي أو حتى الإستعانة ببعض المشاهير للترويج، كما أستعان البعض بشهادة بعض من الشخصيات العامة للإشادة بما قدمه في رحلات سابقة عن جودة خدماته السياحية لاستقطاب زبائن جدد.
مع العلم بأن الجهات الرسمية خاصة الرقابية منها تشدد على مثل هذه الإعلانات وتتصدى لبعضها إذا ما وجدت انها خارجة عن المألوف أو فيها شيئ من غير المنطقي سواء في الأسعار المطروحة أو نوعية الخدمات المقدمة سواء قبل أو أثناء الرحلات وتكون جزاءات المخالفين للقوانين والاشتراطات مشددة مع تأكيد هذه الجهات دوماً على الحذر من الوقوع ضحايا صفقات تجارية ربما تكون مع جهات وهمية لا تمتلك سجلاً تجارياً مفعل أصلاً وبعيدة كل البعد عن القيم والأخلاق التجارية وتطرح عروضها مستغلة الموسم وشغف الناس للسفر في الوقوع في شباكها الخبيثة والهرب من وجه العدالة بعد أن نصبت على الكثيرين وهناك العديد من القصص الواقعية مع الأسف في هذا المضمون.
سوق العرض والطلب والتجارة المفتوحة كبير جداً، وعلى السائح الراغب في السفر الآمن متابعة جميع الأخبار والتحقق من أي عرض يستلمه عبر عدة قنوات أصبحت اليوم أسهل بكثير عن السابق، وأن لا يكون بتسرعه في الاختيار ضحية جديدة تضاف إلى قائمة المخدوعين. وأن يعلم بأن مقارنة الأسعار مع جودة الخدمات ونوعيتها وعددها تحدث فارق كبير في العروض خاصة في المواسم السياحية.