العبادة بين (الشعائر والتعامل).. رسائل تنويرية أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف.. الحلقة الأولى
تأتيكم كل يوم خميس من منصة مركز العرب للأبحاث والدراسات ومجلة رؤى البحثية
العبادة بين الشعائر والتعامل
في ظل تحديات جسيمة تواجه كل من يحاول رفع الوعي وإعادة المسلمين إلى صحيح الدين من خلال اتباع الخطاب الإلهي (القرآن الكريم) وترك كل ما يخالفه من روايات تكتظ بالأكاذيب والافتراء على الله ورسوله، شرعنا في كتابة (الرسائل التنويرية) الأسبوعية، حتى يعرف العالم أن الإسلام يدعو فقط إلى (الرحمة والعدل والإحسان والسلام والتعايش) ويرفض (الظلم وسفك الدماء والفرقة والانقسام).
أركان الإسلام في فكر الشرفاء
أركان الإسلام (الشعائر)، وهي وسيلة للوصول إلى هدف وغاية وهي (العبادة التعاملية)، وفي ذلك يقول المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي عن أركان الإسلام في بحث بعنوان (أركان الإسلام): (لم يخرج حتى يومنا هذا من يطلقها جلية واضحة صريحة ويعتمدها في مقررات التعليم، ويعلن بصوت مسموع أن الشعائر الدينية وسيلة لأجل هدف وغاية سامية ترتقي بالفرد لمصاف الإنسانية العليا، تلك التي ينشدها هذا الدين من تقويم لشخصية الفرد ليكون عضوًا صالحًا في المجتمع يساهم في كل ما ينفع الناس ويصلح حالهم).
الأركان بين (الوسيلة والغاية)
فالمبادئ والقيم والأخلاق من أجلها جُعلت الصلاة والزكاة والصيام والحج، وأن ما أطلقوا عليها أو حصروا تسميتها بالأركان، تجاهلوا أو غفلوا عن أنها مجرد وسائل موصلة لمقاصد وغايات عليا هي الأخلاق والقيم والمبادئ السامية التي ترتقي بسلوك الإنسان وتعامله مع الناس.
أفكار متطابقة توافق منهج الله
تطابق ما يقوله الشرفاء الحمادي مع صحيح المنهج الإلهي الذي جاء به (القرآن الكريم)، فالصلاة والصيام والحج والزكاة ليست الإسلام، ولكنها عبادات شعائرية ووسيلة لغاية مهمة، وتلك الغاية اتضحت في حديث سيدنا جعفر بن أبي طالب عندما التقى النجاشي ملك الحبشة وسأله عن (الإسلام)، لم يقل له سيدنا جعفر إن الإسلام هو الصلاة والحج والصيام والزكاة والشهادة إنما تحدث عن الغاية الحقيقية من الدين.
الملك النجاشي وسيدنا جعفر
قال ملك الحبشة النجاشي لسيدنا جعفر حدثني عن الإسلام، فقال له سيدنا جعفر «أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله فينا رجلاً (يقصد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه».
دعوة الرسول الحقيقية
(فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان).
العبادة التعاملية غاية الإسلام
هنا تحدث سيدنا جعفر عن غاية الإسلام الحقيقي الذي يوافق منهج الله عز وجل فقال (وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام).
هنا يجب أن نؤكد على أمر مهم وهو أن العبادة الشعائرية لا تصح إلا بتحقيق الغاية منها وهي العبادة التعاملية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب