أنشطة وفعاليات

العادات والتقاليد الرمضانية في العراق

 

كتب: علي فوزي

يُعد شهر رمضان من الأشهر المباركة التي تحظى بمكانة خاصة في المجتمع العراقي، حيث يترافق مع كثير من العادات والتقاليد التي تعكس الترابط الاجتماعي والروحانية العميقة.

ويجمع رمضان العراقي بين الأجواء الدينية والعائلية، حيث يحرص الناس على أداء العبادات، والتزاور، وتحضير الأطباق التقليدية.

 

الاستعداد لشهر رمضان

مع اقتراب الشهر الكريم، تبدأ العائلات العراقية بالتجهيز له بشراء المواد الغذائية الأساسية، مثل التمور، واللحوم، والتوابل، كما تزين الشوارع والمحال التجارية بالفوانيس والزينة الرمضانية.

 

مائدة الإفطار والتقاليد الغذائية

تتميز مائدة الإفطار العراقية بتنوعها، حيث تبدأ عادة بالتمر والماء، ثم الحساء مثل شوربة العدس أو التشريبة. ومن أشهر الأطباق الرمضانية:

التمن والمرق: حيث يُعد الأرز (التمن) جزءًا أساسيًا مع أنواع مختلفة من المرق مثل مرق البامية ومرق اللحم.

الكبة الموصلية: وهي كبة كبيرة الحجم محشوة باللحم والتوابل.

الدولمة: وهي ورق العنب المحشو بالأرز واللحم، وتعتبر من الأكلات الفاخرة في رمضان.

البرياني: وهو طبق شهي مكون من الأرز مع الخضار واللحم أو الدجاج.

الزلاطيمية: وهو طبق بارد يعتمد على اللبن والثوم والخيار.

أما الحلويات، فتبرز الزلابية والبقلاوة والكليجة، وهي حلويات رمضانية محببة لدى العراقيين.

العادات والتقاليد الرمضانية

صلاة التراويح والأجواء الدينية

بعد الإفطار، يتوجه العراقيون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وتنتشر حلقات تلاوة القرآن والدروس الدينية. كما يحرص الكثيرون على ختم القرآن خلال الشهر الكريم.

 

السحور والمدفع الرمضاني

وجبة السحور تُعد ضرورية في العراق، وتتنوع بين الأطباق الخفيفة مثل اللبن، والجبن، والبيض، والفول، إلى الأطباق الدسمة مثل الباجة (رؤوس وأقدام الخروف المطهية). كما كان المدفع الرمضاني يُستخدم في السابق للإعلان عن وقت الإفطار والإمساك، وهي عادة رمزية لا تزال تُذكر في الأحاديث التراثية.

 

المسحراتي ودوره في رمضان

لا تزال عادة “المسحراتي” موجودة في بعض المناطق، حيث يجوب شخص الأحياء الشعبية ويوقظ الناس بقرع الطبل وإنشاد الأناشيد الدينية.

 

التكافل الاجتماعي والعادات الخيرية

يبرز في رمضان الجانب الإنساني، حيث تنتشر موائد الرحمن، ويتم توزيع المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة، كما يحرص الكثيرون على إخراج الزكاة والصدقات.

 

العيد والاستعداد له

مع اقتراب نهاية رمضان، تبدأ التحضيرات لعيد الفطر، حيث يتم تجهيز حلويات العيد مثل الكليجة، وشراء الملابس الجديدة للأطفال، وتبادل الزيارات العائلية التي تعزز صلة الرحم.

في النهاية، يظل رمضان في العراق شهرًا مميزًا يحمل في طياته روحانية خاصة، وعادات أصيلة تعكس ثقافة الشعب العراقي وكرمه وتضامنه الاجتماعي، مما يجعله شهرًا مليئًا بالفرح والتقوى والتلاحم الأسري.

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى