محمد فتحي الشريف يكتب.. الشعب المصري وثورة 30 يونيو
معالجات إعجازية
الشعب المصري شعب عظيم يستحق أن يكون في المقدمة، على الرغم من الأحداث التي وقعت عقب يناير (2011)، وهي أحداث أثرت على مصر في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وكانت المعالجات وقتها صعبة للغاية وتحتاج إلى تكاتف إعجازي من الجميع حتى تتعافى الدولة ويقطع الطريق على المتربصين بمصر وأهلها، وإفشال مخططاتهم الإجرامية لهدم أركان الوطن العربي وخاصة أن مصر هي مركز الثقل العربي.
شيطنة الأنظمة
كانت البداية من خلال شيطنه كل أركان النظام السابق من خلال حرب إعلامية داخلية ممنهجة بدعوى الثورة والحرية، وهي في الحقيقة لم تكن ثورة، بل مخططا إجراميا استهدف الدولة، بشعارات واهية، ومع تلك الحرب كان هناك مخطط لنشر الأكاذيب التي ارتقت لدرجة لا معقولة، فسمعنا عن مليارات هربت وأساطير حيكت عن بعض الأشخاص بالباطل والحق.
انفلات أخلاقي
وصاحب ذلك ثورة انفلات أخلاقي وتلاسن غير معقولة، وشاهدنا أساطير تحكى عن الرئيس السابق ورجاله من بعض المنتفعين، فهذا سائق يتحدث عن خصوصيات دائرة كان يعمل بها، وهذا مسجون سياسي يروى أباطيل عن فترة سجنه، وبين هذا وذاك ضاعت الحقائق المجردة، وداست أقدام الأفاقين والكاذبين كل إنجاز تحقق في مصر على مدار 30)) عاما.
ستار الدين
وبين هذا وذاك وفي غفلة من الزمن تحولت الدفعة لصالح تيار سياسي يتخذ من الدين ستارا له، والدين هو جواز المرور لعقول وقلوب العامة من الناس، وعلى الرغم من أنهم كانوا أشد أعداء الدين في تشددهم وتطرفهم إلا أنهم تمكنوا من السيطرة على مقاليد الحكم في عام أسود مر على مصر بلا ماء ولا كهرباء ولا وقود، في كل الموارد أزمة، بل أزمات.
كوميديا سوداء
وكانت الكوميديا السوداء عنوانا لهؤلاء، فشاهدنا الأذان في مجلس النواب، وتمكن من صياغة القرار الداخلي والخارجي مجموعة من المتطرفين، وساءت العلاقات الداخلية والخارجية، وتراجعت مصر إلى الوراء حتى جمدت عضويتها في الاتحاد الإفريقي، هنا كان لابد أن تعود مصر للمصريين، وخاصة أن كل الإرهاصات السابقة تؤكد على أننا ماضون في طريق بلا رجعة.
دور الجيش المصري
هنا كان للجيش المصري الوطني الدور البارز في إعادة مصر إلى شعبها وعودة الوسطية والرحمة والسلام إلى أرض الكنانة، فكانت الثورة الشعبية العارمة التي وصفها المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي بثورة (الروح).
أعادت ثورة (30) يونيو المجيدة مصر إلى شعبها ودورها المحلي والدولي على الرغم من الحروب الضروس التي شنت علينا من كل صوب وحدب، أنفق فيها مليارات الدولارات لصالح دول وكيانات هدفها إسقاط الدولة.
تخوين وتهميش
ولكن بفضل الله ونقاء الشعب المصري عاد التلاحم بين الجميع من جديد، وخاصة بعد زوال الأسباب، وتعافى الشعب المصر اجتماعيا، وتخلص من نبرات التخوين والتهميش والفرقة، بعد أن التف الشعب حول القيادات الوطنية المخلصة، والمؤسسات العريقة مثل الجيش والشرطة، وعاد الأمن والسلام، وها نحن نعالج العطب الذي أصاب اقتصادنا وإن شاء الله سننجح في ذلك.
ثورة (30) يونيو
وفي ثورة (30) يونيو ((2013 عادت مصر للمصريين، ولذلك سوف أعمد في طرحي التالي حول الحديث عن مصر العظيمة في الحاضر والمستقبل من خلال مقتطفات من التاريخ المصري المشرف ليعلم أبناؤها أنهم في وطن عظيم صاحب تاريخ وحضارة حاضن للأوفياء طارد للخونة والمتآمرين علي مر العصور.
مصر العظيمة في الحاضر والمستقبل
مصر العظيمة “في الماضي والحاضر والمستقبل” سأتحدث عنها حديثا مختلفا، حديثا يحمل في طياته الحقائق التاريخية الموثقة التي يعرفها القاصي والداني والتي يتناساها الإعلام ويشوهها الأعداء، حتى يعرف أبناؤها وأصدقاؤها وأعداؤها من هي مصر، هي أقدم حضارة ودولة في التاريخ، هي أرض كرمتها السماء وباركتها الرسالات وانتصر فيها الحق وأهله “كنانة الله في أرضه” حاضنة الأنبياء، هنا ولد موسى وهارون، وتربى وحكم يوسف، وعاش الخليل إبراهيم، وابنه إسماعيل، وإدريس، ويعقوب، ويوشع بن نون، ودانيال، وأرميا، ولقمان، وتزوج منها خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
مصر في القرآن
تحدث عنها القرآن الكريم في آيات كثيرة وذكر فيها القصص والعبر، فكان لفرعون وهامان وموسى وهارون أعظم القصص وأبلغ العبر، منها الصديقون والصديقات، فمنها مؤمن آل فرعون “حزقيل”، ومنها العبد الصالح الخضر صاحب القصة الشهيرة مع نبي الله موسى، ومنها أسيا امرأة فرعون، وأم إسحاق، والسيدة العذراء مريم ابنة عمران أم المسيح عيسى عليه السلام، وماشطة بنت فرعون، وهاجر أم سيدنا إسماعيل، ومنها زوجة سيدنا يوسف، ومنها ماريا القبطية التي أهداها المقوقس ملك مصر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت مقصد أهل البيت عندما نكل بهم معاوية وأبناؤه، فجاءت السيدة زينب رضي الله عنها وبعض آل البيت الأطهار وفيها دفن الكثير منهم وفيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقب مصر
مناقب مصر وأهلها تحتاج إلى المراجع والموسوعات، فهي مهد الحضارة وأقدم وأعظم دولة في التاريخ، فهي مقصد الأنبياء والمرسلين وقبلة العلم والعلماء، فهي من علمت الدنيا كلها العلوم المختلفة قديما وحديثا، وأول جيش في التاريخ هو الجيش المصري العظيم، يضم صفوة أبنائها الشرفاء المقاتلين البواسل، فهو قوة الإمبراطورية المصرية القديمة.
الحضارة الإنسانية
من الذي دافع وحمى “الإسلام”، والحضارة الإنسانية كلها وتحطمت على صخرته جيوش “المغول التتار” الذين هدموا ديار الإسلام وقتلوا المسلمين واستعدوا لغزو أوروبا والعالم كله بعدها، إنه الجيش المصري العظيم.
كسر شوكة المحتل
من الذي حمى الأمة الإسلامية من “الصليبيين”، وكسر شوكتهم، وحرر بلاده من الفرنسيين والإنجليز، ومد حدود مصر وظلها في العصر الحديث بكل الاتجاهات؟ إنه الجيش المصري.
من الذي حطم أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر في أكتوبر 73 وأسهم في تحرير الكويت وحماية الخليج؟ إنه الجيش المصري.
وللحديث عن دور الشعب المصري في التاريخ القديم والحديث نحتاج إلى مجلدات ومراجع، ولكنها مقتطفات من الحاضر والماضي.. عاش الشعب المصري حرا كريما.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب