الشريف لـ راديو مصر: الناخب الأمريكي يصوت للبرنامج الانتخابي.. والملفات الخارجية غير مؤثرة بشكل كبير
تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أكثر الأحداث السياسية أهمية على مستوى العالم، حيث تشهد تنافسًا حادًّا بين المرشحين، وغالبًا ما تتسم بالحملات الانتخابية المكثفة والمناظرات العامة التي تحظى باهتمام كبير. ومع ذلك، هناك تباين في مدى تأثير هذه المناظرات والخطابات السياسية على قرار الناخب الأمريكي، الذي يبدو أنه يركز أكثر على البرامج الانتخابية وإمكانية تنفيذها، بدلًا من الشخصيات والمهارات الخطابية للمرشحين. في هذا التحليل، نستعرض مدى تأثير السياسات والمناظرات على سلوك الناخب الأمريكي، ونسلط الضوء على أبرز السمات الشخصية للرئيس السابق دونالد ترامب وكيفية تعاطيه مع خصومه السياسيين، وتأثير ذلك على الحملات الانتخابية.
قال رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات محمد فتحي الشريف، إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تشهد دائمًا حدة في المنافسة بين المرشحين، حيث تُستخدم كل الأدوات الممكنة للتأثير على الرأي العام وكسب الأصوات. هذه الحدة تتجلى بشكل خاص في المناظرات، التي يُعتبر دونالد ترامب من أبرز ممارسيها بفضل أسلوبه النقدي الحاد، الذي اتبعه في مواجهاته مع جو بايدن في المناظرات السابقة، ومن المتوقع أن يكون هذا الأسلوب حاضرًا أيضًا في مواجهته المحتملة مع كامالا هاريس.
وصف الشريف في مقابلة إذاعية، شخصية ترامب بسمات كاريزمية لا يمكن إنكارها، وهي التي ساهمت في فوزه في انتخابات 2016، هذا الأسلوب لم يقتصر فقط على هيلاري كلينتون بل امتد إلى جميع خصومه السياسيين، حيث يستغل ترامب المناظرات كمنصة لإطلاق وصفات لاذعة، واتهامات مباشرة، بهدف تصوير خصومه في صورة ضعيفة أمام الناخبين. هذا الأسلوب، وإن كان ناجحًا في جذب الانتباه الإعلامي، إلا أن تأثيره على قرار الناخب الأمريكي يبقى محدودًا، حيث إن الأخير ينظر إلى البرامج الانتخابية وآليات تنفيذها كعامل أساسي في قراره الانتخابي.
أشار إلى أن الناخب الأمريكي لا يتأثر بشكل كبير بالمناظرات والاتهامات الشخصية، وإنما يُفضِّل التركيز على البرامج الانتخابية التي يقدمها المرشحون. حيث يعي الناخب أن البرنامج الانتخابي وكيفية تنفيذه يمثل العنصر الأكثر أهمية في اتخاذ قراره. حتى أن تغيير المرشحين داخل الحزب لا يؤثر بشكل كبير على قرار الناخب، طالما أن البرنامج الانتخابي يلبي تطلعاته.
تابع: بالنسبة للسياسات الخارجية، فإن الناخب الأمريكي يدرك أن الاستراتيجيات الموضوعة لا تتغير كثيرًا مع تغيير الرئيس، وأن الكونغرس الأمريكي له دور كبير في تحديد السياسات الكبرى للبلاد، خاصة فيما يتعلق بالملفات الخارجية الحساسة مثل الشرق الأوسط. لذلك، يُنظر إلى قدرة الرئيس على تنفيذ البرامج الانتخابية في الداخل والخارج كعامل حاسم في اختيار المرشح المناسب.
اختتم رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، بأن ترامب يعتمد على كاريزما قوية وأسلوب هجومي في حملاته الانتخابية، إلا أن الناخب الأمريكي قد يفضل هذه المرة التركيز على القضايا الجوهرية والبرامج الانتخابية التي تلامس احتياجاته، خاصة في ظل الأزمات الدولية والداخلية الراهنة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن فوز ترامب بنسبة كبيرة وأن الانتخابات الأمريكية تأتي دائمًا بالمفاجآت ما عدا مع بوش، وذلك يدل على أن استطلاعات الرأي لا تحسم الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب