المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. نحو التحرر من المفاهيم الدينية الخاطئة
مفاهيم مغلوطة
حتى نستطيع أن نصحح المفاهيم الخاطئة لابد من تشكيل لجنة من كبار المفكرين والعلماء، في مختلف قطاعات الحياة، لاستنباط القوانين من القرآن الكريم، والأحكام المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية وضوابط التعامل بين الناس، وتصويب المفاهيم المغلوطة، التي خلقت التباسًا في العبادات والمعاملات، يقول الله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون).
اتباع الله
كما أن الله يخاطب رسوله، صلى الله عليه وسلم، بقوله: (كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) (الأعراف: 1 و2). وقوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) (النساء: 28).
الطريق الصحيح
الطريق إلى الحق واضح، والأمر الإلهي للناس باتباع المنهج الإلهي لا شك فيه، فما ينتظر أصحاب القرار بعدما أدركوا أن رسالة الإسلام في خطر، وأن من شيوخ الدين من قد تمكنت منهم الروايات، وأحكمت أنيابها في عقولهم.
التحرر من الأخطاء
كيف يمكن أن يتحرروا مما تربوا عليها سنين طويلة وقدسوا أصحابها وجعلوهم أولياء يقربونهم للجنة ويشفعون لهم يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.. يقول الله تعالى: (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله).. (الانفطار: 19). كما قال الله تعالى: (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب).. (غافر).
قاعدة العدل
وقد وضع الله سبحانه، قاعدة العدل المطلق لكل خلقه، بمختلف دياناتهم، بقوله سبحانه: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد).. (الحج).
العدل الإلهي
أين العدل الذي جاءت به الروايات؟ فمثلا رواية تزعم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله ويضعها على اليهود والنصارى).
أليس ذلك طعنا في عدل الله المطلق؟ وألا تعد تلك الرواية من الإساءة إلى رسوله، بالتقول عليه كذبا وافتراء عليه؟، ومثل هذه الافتراءات كثيرة، وهي التي أصبحت مناهج علمية في المعاهد الدينية.
خطاب الكراهية
مما يشكل عقل الطلبة مبنيا على الكراهية والتميز عن باقي عباد الله، وأنهم هم وحدهم يملكون الحقيقة وذلك على مدى أربعة عشر قرنا تم غسل عقول المسلمين بتلك الروايات المسمومة، بينما يريد الله لعباده ألا يتبعوا غير رسول الله، فيما أنزله الله عليه في الكتاب المبين ولا شيء غيره.