الكاتب العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. المرجفون في المدينة
الكاتب مفكر عربي إمارتي.. خاص منصة العرب
قال سبحانه وتعالى مخاطبًا رسوله عليه الصلاة والسلام: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا» (الأحزاب : 60).
إنهم الذين استحوذ عليهم الشيطان وحولهم إلى معاول هدمٍ وتدميرٍ لآمال الشعوب ، ينشرون الإشاعات ويخلقون منها قصصًا وحكاياتٍ لإشاعة الفتنة بين الناس وخلق حالة من الصراع في المجتمع، لتتراجع فيه خطط التعمير والتقدم من أجل الارتقاء بحياة المواطنين.
- اقرأ أيضا: الحلقة السابعة من كتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» للكاتب علي محمد الشرفاء الحمادي
سيظل الباطل يحارب الحق والخير، وتلك معركة الوجود بين الهزيمة والنصر، بين اليأس والأمل، بين الاستفرار والدمار.
تطلعات الشعوب
فماذا تتطلع إليه الشعوب ؟.. هل تتبع الشياطين والمتآمرين والساخطين الذين يعملون لتدمير أوطانهم كما فعل غيرهم؟.. هل سيتمتعون مع أسرهم مشردين فى كل وادٍ يهيمون فى خيام ممزقة لا تحميهم من العواصف وتجرفهم الأمطار في جوف الليل، يصرخون حياة ضنك وبؤس، والمئات من الضحايا يسقطون؟.. هل ذلك ما يريده المواطنون؟.. هل مَن سيحميهم ويحقق لهم حياة فيها ينعمون؟
إن الإعلام وكافة القنوات الفضائية تساهم فى ترويج إشاعات الشياطين على مستوى الدولة، وكأنها تحرض المواطنين بأسلوب لا يتفق مع مصلحة الوطن وأمنه، ويسوقون تهديدات صعاليك لدولة عظيمة لها تاريخ مجيد أسقطت كل الغزاة وتحطمت تحت أرجل شعبها كل العداوات، وظلت على مدى آلاف السنين تواجه جحافل الهكسوس والتتار والفرس العصاة، لم تنكسر ولن تنكسر من فحيح الثعابين والثعالب الجبانة التي باعت وطنها بثمن زهيد، تطل عليه من بعيد ترمي بسهامها لعلها تصيد وتعكر الأجواء لمن يريد لتأخذ الثمن وتنشر المحن، فلا يهمهم غير التصعيد ونشر الفزع في المدن وفي الصعيد. ولكن وعي الشعب المصري وإدراكه لشرذمة نفوسها مريضة وعقولها مغيبة وأبصارها أعماها الشيطان وأعوانه.
مصر لن تستسلم للذئاب
فلن تستسلمي يا مصر للذئاب والذباب، ولن تسقطي بعواء الكلاب، فالشباب عندك يدركون ويقدمون أرواحهم فداءً لأرضهم ولمجدهم ولعزهم فلن يترددون صراخكم فى الصحاري والقفار لن تنجحون ستسقطون. كما سقط زعماؤكم السابقون في المستنقعات فما بكت عليهم السماء ولا هم يرحمون.
هل تذكرون أين مرشديكم، مَن غيَّب الموت منهم، ومنهم مَن في السجون، فاخسئوا أيها المجرمون، لن تنالوا مِن مصر ولن تفلحون.
فليسمع المذيعون… لا تُفزِعوا المواطنين وتسىمعونهم طنين الذباب وتوهمونهم بأنهم يتظاهرون وأنهم قوة لا يستهان بها… فهل تنظرون كيف تخيفونهم من الخفافيش الجبانة أو أنهم قادرون، لن ينالوا مِن شعب مصر ولن يستطيعوا في حقه أن يجرمون.
قلب العروبة نابض، وشعب بصماته تجود على الحضارة منذ آلاف السنين، وانتصاراته وصلت إلى الأناضول وكادت تسقط عاصمة إمبراطورية الشيطان (اسطنبول).
هل بعد ذلك نخشى على مصر من أن تطالها أيدي السفهاء المجرمين، وقد وصف الله سبحانه أولئك الرعاع والمرجفين بقوله: «إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» (آل عمران : 175).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب