الشام والعراق في أسبوع.. سوريا تسعى لإعادة بناء مؤسساتها والأزمات مستمرة في لبنان

القاهرة: علي فوزي
تشهد منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص سوريا وفلسطين ولبنان والعراق، تحولات سياسية وإنسانية مهمة تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي. في هذا التقرير نستعرض أبرز التطورات التي طرأت على هذه الدول خلال الأشهر الماضية، مع التركيز على الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، ودور الفاعلين المحليين والدوليين في إدارة هذه التحديات.
- اقرأ أيضا: السعودية في أسبوع.. الرياض تشارك في سداد ديون سوريا ومباحثات دبلوماسية بين المملكة وإيران
سوريا: خطوة نحو إعادة البناء وسط تحديات سياسية وأمنية
في خطوة مفصلية، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا يسمح بالتعامل مع الحكومة السورية بقيادة رئيس الوزراء أحمد عرنوس، ما يعكس تغيرًا في سياسة واشنطن تجاه دمشق. هذه الخطوة اعتبرها المسؤولون السوريون مقدمة لإعادة بناء الدولة وتحريك الاقتصاد الوطني المتضرر منذ سنوات الحرب.
تأتي هذه المبادرة في سياق محاولة لإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي بشكل محدود، مع توقعات بأن تسهم في تحفيز الاستثمارات وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
فيما يتعلق بالسيطرة الإدارية، أرسل وفد حكومي سوري إلى شمال شرقي سوريا استعدادًا لتسلم إدارة السجون من قوات سوريا الديمقراطية، و هذه الخطوة تعبر عن رغبة الحكومة في توسيع نفوذها على كامل الأراضي السورية، وتقوية سيطرتها على مؤسسات الدولة في المناطق التي كانت خارج سيطرتها لفترات طويلة.
على الصعيد الدولي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في سوريا، حيث أكد المجتمع الدولي على أهمية دعم جهود الحكومة السورية في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، رغم استمرار الخلافات حول بعض الملفات السياسية والإنسانية.
أيضا قام رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بزيارة إلى تركيا؛ حيث شهدت تلك الزيارة ترحيب كبير في الداخل السوري.
فلسطين: تصعيد متواصل والضغوط الدولية تتصاعد
تشهد فلسطين تصعيدًا متزايدًا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل يومه الـ67، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 53 ألفًا، في مأساة إنسانية حادة.
هذا التصعيد العنيف دفع المجتمع الدولي، خاصة بريطانيا وفرنسا وكندا، إلى إطلاق دعوات ملحة لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع التأكيد على أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل المزيد من المعاناة.
في الضفة الغربية، تصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، مما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية، ويعكس ذلك تصاعدًا في التوترات الأمنية التي تزيد من هشاشة الوضع السياسي والاجتماعي في المناطق الفلسطينية المحتلة.
تظل القضية الفلسطينية محور اهتمام دولي حيوي، وسط محاولات متجددة لإيجاد حلول سلمية، رغم تعقيد المشهد الميداني والسياسي.
لبنان: أزمات مستمرة وتحديات سياسية وأمنية
في لبنان، أكد بيان مشترك بين الرئيسين اللبناني والفلسطيني على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق السياسي والأمني، خصوصًا فيما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة في البلد.
تستعد البلاد للجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، والتي ستشكل اختبارًا هامًا للوائح السياسية في ظل الأجواء السياسية المشحونة.
في الوقت ذاته، تواصلت التوترات الداخلية مع تصاعد الأصوات التي تطالب بنزع سلاح حزب الله، مقابل دعم جهود إعادة الإعمار وإعادة الاستقرار. هذه المسألة تبقى محورًا حساسًا في السياسة اللبنانية، مع تأثيراتها الكبيرة على الاستقرار الداخلي ومستقبل الدولة اللبنانية.
العراق: خطوات نحو الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية
في العراق، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استراتيجية الأمن الوطني لمدة خمس سنوات، تهدف إلى تعزيز الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وهو أمر ضروري في بلد عانى لفترة طويلة من التوترات الأمنية والصراعات المسلحة. تعكس هذه الاستراتيجية التزام الحكومة بتحقيق الأمن والاستقرار كمقدمة ضرورية للتنمية.
كما أعلنت مفوضية الانتخابات عن تسجيل 339 حزبًا سياسيًا استعدادًا للانتخابات المقبلة، مما يدل على تنوع سياسي متزايد يعكس حيوية المشهد السياسي العراقي وتعدد القوى السياسية الفاعلة.
على الصعيد الاقتصادي، تواصل الحكومة جهودها لتطوير قطاع النفط والغاز، مع جذب استثمارات من شركات دولية، من بينها شركة صينية تعمل على تطوير حقل نفطي جديد. يمثل هذا التطور مؤشرًا إيجابيًا لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
في النهاية تبرز في هذه الدول الأربع ديناميكيات معقدة تتداخل فيها المصالح السياسية، الأمنية والإنسانية، مما يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لدعم الاستقرار والتنمية.
في سوريا، تتجه الأوضاع نحو إعادة دمج البلاد اقتصاديًا وسياسيًا، في حين يظل الوضع في فلسطين مأساويًا ويحتاج إلى تدخل إنساني عاجل.
لبنان يعاني من أزمات متراكمة وسط محاولات للتهدئة السياسية، والعراق يسير على طريق تعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية، تبقى هذه المنطقة محور اهتمام دولي متواصل في ظل تحديات كبيرة ومصالح متشابكة.