
تنشط هذه الأيام الإعلانات عن رحلات موسم الصيف السياحة خاصة الجماعية التي تناسب الأسرة أو ما يطلق عليها العائلية أمام كل الفئات السياحية الأخرى، وتجند وكالات السفر جهودها لتقديم برامج سياحية متنوعة تلبي رغبات العوائل الذين في الغالب مع أطفالهم يفضلون الوجهات التي تشمل سياحة الترفيه الداخلية والخارجية وتتميز بها دول على غيرها بتنوع المعروضات التي تناسب جميع الأعمار، وبأسعار معقولة بعض الشيء.
موسم هذا العام ربما يختلف عن المواسم السابقة، حيث أن العروض التي نزلت بعضها لوجهات جديدة ربما لن يجد الباحث الكثير من المعلومات عنها إلا أن تأكيد العارضين لها في المرحلة الحالية يكفي لما قدمه في الإعلان الترويجي من عناصر جذب تجذب أرباب الأسر الباحثين عن التنوع والجديد، مع العلم أنه لا زالت بعض الوجهات السابقة والمفضلة عند العوائل محافظة على موقعها في الصدارة رغم وجود المتافسين حولها، وربما أكثر تطوراً منها.
لسنوات طويلة كانت دول شرق آسيا العديدة تستحوذ على نصيب الأسد، رغم منافسة بعض دول الشرق الأوسط، مع أن الدول الأوربية هي الأخرى توفر هذه السياحة إلا أن قيود التأشيرات وتعقيداتها مع ارتفاع الأسعار نوعاً ما جعلها محصورة على فئة معينة دون أخرى التي تشكل السياحة العائلية عليها عبء مالي يحتاج التحضير إليه جيداً عند التخطيط.
سياحتنا الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي مع الأسف دائماً متهمة بأنها لا تلبي جميع الأذواق التي تفضلها العوائل، مع أسباب أخرى من بينها غلاء السياحة الترفيهية ومحدوديتها مقارنة بالموجود في الخارج، رغم إن السياحة الداخلية كانت الملاذ الأنسب في الأعوام الماضية بعد إغلاق الأجواء في العالم.
الإحصائيات العالمية المراقبة للسياحة العائلية تؤكد بشكل عام في العالم تشير إلى أن هناك تراجع في بعض الوجهات وانتعاش في أخرى، مع أن بعض العوائل فضلت الصرف على السياحة الداخلية بشكل محدود جداً في ظل ارتفاع أسعار التذاكر الجنوني، والتضخم الذي طال بعض الخدمات السياحية المساندة مثل الفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية، حتى الذين استبدلوا السفر الجوي بالبري لم يسلموا من غلاء أسعار الوقود لا سيما في أوروبا وأمريكا.
العيال الذين هم أساس رحلات السياحة العائلية بطبيعة الحال لا يدركون حجم الواقع الذي تعيشه السياحة بشكل عام، وعلاقتها بالوضع الاقتصادي، الصحي والأمني في بعض الحالات ويطالبون بمكافئتهم بعد عام دراسي طويل ويحتاجون بعده للراحة والترفيه والاستجمام بكل الأحوال وفي حال استصعب السفر خارجاً، يقبلون داخلياً ولو لبضعة أيام من إجازاتهم الطويلة.