السودان في أسبوع.. الهدنة تدخل في حيز التنفيذ وإدانة أمريكية لجرائم الدعم السريع في دارفور
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
هدنة السودان تدخل حيز التنفيذ.. والجيش “سنرد على الخروقات”
مرة جديدة، دخلت هدنة قصيرة تمتد لاثنتين وسبعين ساعة حيز التنفيذ، بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.
فعند الساعة السادسة من صباح اليوم الأحد، بدأت مفاعيل وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في بيان سعودي أميركي مشترك.
فيما أكد الجيش في بيان، التزامه بهدنة جدة، مؤكدا في الوقت عينه أنه “سيتعامل بالرد الحاسم مع أي خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة الهدنة”، في إشارة إلى الدعم السريع.
ويفترض أن تنتهي تلك الهدنة القصيرة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، من صباح يوم 21 يونيو 2023.
وكانت كل من السعودية والولايات المتحدة اللتين ترعيان المفاوضات بين الجانبين منذ أواخر الشهر الماضي (مايو 2023) أعلنت أمس في بيان مشترك، أن “ممثّلي القوات المسلحة السودانيّة وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدّة 72 ساعة اعتبارا من تاريخ 18 – 21 حزيران/يونيو الساعة 6 صباحا بتوقيت الخرطوم” (04,00 ت غ).
كما أوضحتا أنّ الطرفين اتّفقا على”وقف التحرّكات والهجمات واستخدام الطائرات الحربيّة أو المسيّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوّات” أثناء فترة وقف النار. كذلك تعهدا بالسماح “بحرّية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانيّة في جميع أنحاء السودان”.
وأكد البيان أنّه في حال عدم التزام الطرفين وقف النار “سيضطر المُسهّلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدّة”.
يشار إلى أنه سبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم، معظمها برعاية سعودية وأميركية، لكن لم يتم الالتزام بها كليا على الأرض.
أما آخر هدنة فسرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة، والتزم بها الطرفان إلى حد بعيد، لكن فور انتهاء مدّتها صباح الأحد استفاق سكان الخرطوم على تجدّد المعارك الطاحنة.
ومنذ تفجر القتال في 15 نيسان/أبريل الماضي، تشهد الخرطوم ومناطق سودانيّة عدّة، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحل والغالبية العظمى من اتّفاقات وقف النار.
فيما زاد النزاع حدّة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر في مجمل مناحي حياة سكّانه الذين يُقدّرون بأكثر من 45 مليون نسمة.
فقد قتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دوليّة.
كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظّمة الدوليّة للهجرة. وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور حيث تتخوّف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانيّة”، خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
السودان.. 17 قتيلا جراء قصف جوي ومدفعي في الخرطوم
شهدت الخرطوم، صباح السبت، قصفا واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة أسفرت عن وقوع قتلى، وسط استمرار النزاع بين الجيش السوداني بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، في وقت تدفع أعمال العنف بإقليم دارفور مئات من سكانه لعبور الحدود نحو تشاد.
وأسفر قصف، في العاصمة الخرطوم عن وقوع 17 ضحية من المدنيين بينهم 5 أطفال، حسبما ذكرت السلطات الصحية.
وقالت مديرية الصحة بالعاصمة السودانية في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، “استهدفت منطقة اليرموك بضربة جوية وتشير التقديرات المبكرة إلى مقتل 17 شخصا بينهم خمسة أطفال وتدمير 25 منزلا”، بحسب رويترز.
وأفاد شهود عيان و”لجان المقاومة” في جنوب الخرطوم بتعرض منطقة اليرموك إلى “قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين”، وفقا لفرانس برس.
وأكد شهود وقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة” في جنوب العاصمة، و”قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة” مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم، بحسب الوكالة ذاتها.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود بتعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصا حي بيت المال. وتحدثت “لجان المقاومة” المحلية، الجمعة، عن وقوع “ثلاث وفيات” وأضرار في “عدة منازل بالحي” جراء القصف.
ومنذ 15 أبريل، تشهد العاصمة ومناطق عدة في البلاد معارك عنيفة فشلت معها كل مساعي الحل والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم الجيش باستخدام الطيران لقصف “عدد من الأحياء المأهولة بالسكان”، منها حي بيت المال الذي قتل فيه “أكثر من 20 مدنيا بعضهم داخل مسجد”.
وزعمت الجماعة شبه العسكرية أيضا بأن قواتها أسقطت، السبت، مقاتلة تابعة للجيش من طراز “ميغ”.
في المقابل، لم يصدر تعليق فوري من الجيش. لكن القوات المسلحة نفت مرارا استهداف المدنيين وتؤكد أن طائراتها تقصف أعضاء قوات الدعم السريع.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور، حيث تتخوف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”، خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وأشارت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى أن زهاء ستة آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع “تصاعد أعمال العنف” في دارفور.
وأوضحت في بيان، السبت، أن “ما لا يقل عن 622 جريحا” أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان “على مدى الأيام الثلاثة الماضية”.
وأشارت إلى أن 430 من هؤلاء يحتاجون إلى “عناية جراحية”، وأن غالبية الإصابات كانت “جراء إطلاق النار”.
إدانة أمريكية لعمليات قتل وعنف جنسي منسوبة لقوات الدعم السريع في غرب دارفور
أدانت الولايات المتحدة فظائع مزعومة، من بينها عنف جنسي وعمليات قتل على أساس عرقي، ارتكبت من قبل قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية والميليشيات التابعة لها في ولاية غرب دارفور.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن “الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الانتهاكات والإساءات الجارية لحقوق الإنسان والعنف الرهيب في السودان، وبخاصة التقارير التي تحدثت عن ارتكاب عنف جنسي واسع النطاق وعمليات قتل على أساس عرقي في غرب دارفور من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها”.
وأضاف: “بينما تُعزى الفظائع التي تجري في دارفور إلى قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها بشكل أساسي، إلا أن كلا الطرفين يتحملان المسؤولية عن الانتهاكات. ففي دارفور، أخفقت القوات المسلحة السودانية في حماية المدنيين وأذكت الصراع كما تفيد الأنباء من خلال التشجيع على تعبئة القبائل”.
وجاء البيان الأمريكي بعد أن اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ “اختطاف وإعدام” حاكم ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر. وقد وقع الحادث بعد ساعات من إدلائه بتصريحات منتقدة لقوات الدعم السريع في مقابلة على الهاتف مع قناة تلفزيونية سعودية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه بإرسال مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية إلى السودان بحرًا
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستمرارًا لدور مصر الفاعل تجاه دولة السودان الشقيق، وصلت سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية إلى ميناء بورتسودان بدولة السودان محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من وزارتي الدفاع والتضامن الاجتماعي وجمعية الهلال الأحمر المصرية وبيت الزكاة والصدقات المصري، وسيتم دفع تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة والأكثر احتياجًا بدولة السودان الشقيق.
ومن جانبهم أعرب مسئولي الجانب السوداني عن تقديرهم للجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية، مقدمين الشكر والتقدير للقيادة السياسية المصرية على ما تبذله من جهود متواصلة للتغلب على كافة الشدائد التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق.
وفى سياق متصل وصل إلى جمهورية مصر العربية عدد من الرعايا المصريين والسودانيين قادمين من دولة السودان على متن سفينة الإمداد المصرية التي قدمت المساعدات بالسودان.
ووجه الرعايا فور وصولهم إلى مصر الشكر إلى الدولة المصرية التي وفرت لهم كافة أوجه الرعاية والاهتمام.
يأتي ذلك انطلاقًا من الروابط التاريخية والقومية التي تجمع مصر والسودان الشقيق وتأكيدًا على عمق روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين الشقيقين.