السودان في أسبوع.. ضحايا الحرب يتجاوزون 9 آلاف قتيل والحكومة عاجزة عن دفع رواتب الموظفين
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
حصيلة ضحايا النزاع في السودان تتجاوز 9000 قتيل
أوقع هجوم شنته قوات الدعم السريع على بلدة “جبل الأولياء” الواقعة جنوب الخرطوم، ما لا يقل عن 10 قتلى، أمس السبت، وفق ما أفاد نشطاء، فيما تجاوزت حصيلة النزاع المستمر منذ ستة أشهر في السودان تسعة آلاف قتيل.
وأفادت “لجنة المقاومة” المحلية بسقوط قنابل داخل منازل المدنيين في البلدة الصغيرة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب الخرطوم.
وأفادت “لجنة المقاومة” في جبل الأولياء بأن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف مدفعية ثقيلة على البلدة، في أحدث هجوم لها على مناطق كانت في السابق بمنأى من القتال.
وتدور الحرب أساساً في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهتها، قالت منظمة “أكليد” (ACLED) المتخصصة في جمع بيانات النزاعات وأحداثها، إنه بحلول أكتوبر تم تسجيل “أكثر من 9000 حالة قتل” في السودان، مؤكدةً أن تقديراتها متحفّظة.
وأدى القتال إلى نزوح ما يقرب من 4.3 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى حوالي 1.2 مليون آخرين فروا عبر الحدود.
وفي الأسابيع الأخيرة، امتدت أعمال العنف أيضاً إلى الجنوب، ما يهدد الوضع الهشّ لأكثر من 366 ألف سوداني لجأوا إلى ولاية الجزيرة جنوب العاصمة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بين الخرطوم وود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم.
ولم تشهد الخرطوم حيث لا يزال ملايين الأشخاص محاصرين، يوماً واحداً من الهدوء منذ بدء النزاع.
وتحدث شهود عيان في شمال المدينة السبت مرة أخرى عن وقوع ضربات مدفعية وقتال في الشوارع.
وزير المالية: السودان عاجزة حاليا عن دفع رواتب الموظفين كاملة
قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إن من غير الوارد زيادة رواتب الموظفين في الوقت الحالي بينما الدولة عاجزة أصلا عن دفع هذه الرواتب كاملة بسبب الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف الوزير السوداني :”جزء كبير من موظفي القطاع العام لا يحصلون على أكثر من 60% من أجورهم”.
وتابع :”الموظفون الآن يحصلون على 60% من رواتبهم. نحن نسعى إلى منحهم 100% من رواتبهم، ولو كان لديهم علاوات أخرى انقطعت يمكن أن نعيدها لهم في وقت قريب مع اطّراد زيادة الإيرادات، لكن لم نتحدث عن زيادة مرتبات”، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
أما بخصوص الخسائر الناجمة عن الحرب، قال الوزير “الدمار الذي حدث غير مسبوق وكبير جدا، وإعادة الإعمار تتطلب مبالغ طائلة وضخمة”.
اقتصاد السودان ينكمش 12% بسبب تداعيات الحرب
توقع البنك الدولي ان ينكمش اقتصاد السودان 12 في المئة في العام الحالي 2023 وذلك بسبب التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب المستمرة منذ نحو 6 أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من مناطق البلاد الأخرى.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل؛ توقفت عجلة الإنتاج في العاصمة الخرطوم التي تعتبر مركز الثقل الاقتصادي في البلاد؛ إضافة إلى مناطق عديدة في إقليمي دارفور وكردفان المتأثران بالحرب أيضا.
وخرجت نحو 400 منشأة تعمل في مجال الصناعات الغذائية والدوائية ومختلف المجالات الأخرى في الخرطوم عن الخدمة تماما بعد التخريب الكبير الذي تعرضت له بسبب الفوضى المصاحبة للقتال. كما تأثرت المشروعات الإنتاجية والزراعية في كافة انحاء البلاد بسبب نقص التمويل وحالة عدم الاستقرار الإداري.
وقدر وزير المالية الأسبق إبراهيم البدوي حجم الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية للبلاد بنحو 60 مليار دولار؛ وسط توقعات بأن ترتفع لخسائر بشكل كبير في ظل استمرار الحرب. وتوقع البدوي في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي أن يتراجع الناتج المحلي بنحو 20 في المئة إذا لم تتوقف الحرب سريعا.
وفي ظل الفوضى الواسعة التي صاحبت القتال؛ تعرض نحو 100 فرع من أفرع المصارف العاملة في البلاد للنهب والحرق والتدمير الكامل بما فيها أجزاء كبيرة من بنك السودان المركزي الذي تشير تقارير إلى أنه يعاني حاليا من شح كبير في النقد وسط أنباء عن خطط لطباعة أوراق نقدية في الخارج وهو أمر مكلف للغاية.
وتضاعفت أسعار بعض السلع الغذائية الرئيسية بأكثر من ثلاث مرات بسبب توقف سلاسل الإمداد وانخفاض قيمة الجنيه السوداني؛ حيث يجري حاليا تداول الدولار الواحد عند 840 جنيها.
ووفقا لمستثمرين في القطاع الصناعي؛ فقد تعرضت البنية الصناعية في الخرطوم والتي تشكل نحو 70 في المئة من القطاع الصناعي في البلاد؛ إلى دمار وتخريب كامل.
وبالتزامن مع العمليات القتالية؛ ينتشر المئات من اللصوص والمتفلتين في المناطق الصناعية في مدن العاصمة الثلاثة وينهبون كل شيء بما في ذلك الماكينات وأجزاؤها والمواد الخام والمخزون الإنتاجي وحتى أسقف المباني وأجهزة التكييف والإضاءة في مشهد لم تره الخرطوم طوال تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.
وقال عبدالرحمن عباس الأمين العام السابق لاتحاد الغرف الصناعية في مقابلة سابقة مع موقع سكاي نيوز عربية إن حجم الدمار الذي تتعرض له المصانع كان كبيرا للغاية؛ وأوضح: “فقد العديد من رجال الأعمال مصانع عملاقة استغرق بناؤها عشرات السنين وصرفت عليها أموال ضخمة للغاية”.
وأضاف “الأزمة كبيرة وستعيق الإنتاج الصناعي تماما مما سيشكل خطرا على إمدادات الغذاء والدواء على المدى القصير وسيؤدي إلى تراجع كبير في الناتج الاقتصادي”.
ويشير عباس إلى أن الدمار الحالي الذي تتعرض له المصانع ستكون له عواقب وخيمة وستفقد بسببه آلاف الأسر مصادر رزقها حيث يستوعب القطاع الصناعي في الخرطوم وسلاسل الإمداد المرتبطة به أكثر من 100 ألف وظيفة.
وخلال ايام الحرب التي شارفت على الـ 180 يوما؛ ظلت قطاعات الخدمات والصناعة والبنوك تتأثر بشكل مستمر بالقصف العشوائي الذي طال كل شيء تقريبا.
وتشهد أكثر من 80 في المئة من مناطق العاصمة شحا كبيرا في إمدادات الكهرباء والمياه بعد أن دمر القتال الكثير من المنشآت والشبكات الرئيسية؛ ولا تزال العديد من مناطق العاصمة تعيش في ظلام دامس وتوقف كامل لإمدادات المياه منذ الأسبوع الاول من بدء القتال.
ووفقا لمستثمرين في القطاع الصناعي؛ فقد تعرضت البنية الصناعية في الخرطوم والتي تشكل نحو 70 في المئة من القطاع الصناعي في البلاد؛ إلى دمار وتخريب كامل.
وبالتزامن مع العمليات القتالية؛ ينتشر المئات من اللصوص والمتفلتين في المناطق الصناعية في مدن العاصمة الثلاثة وينهبون كل شيء بما في ذلك الماكينات وأجزاؤها والمواد الخام والمخزون الإنتاجي وحتى أسقف المباني وأجهزة التكييف والإضاءة في مشهد لم تره الخرطوم طوال تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.
وقال عبدالرحمن عباس الأمين العام السابق لاتحاد الغرف الصناعية في مقابلة سابقة مع موقع سكاي نيوز عربية إن حجم الدمار الذي تتعرض له المصانع كان كبيرا للغاية؛ وأوضح: “فقد العديد من رجال الأعمال مصانع عملاقة استغرق بناؤها عشرات السنين وصرفت عليها أموال ضخمة للغاية”.
وأضاف “الأزمة كبيرة وستعيق الإنتاج الصناعي تماما مما سيشكل خطرا على إمدادات الغذاء والدواء على المدى القصير وسيؤدي إلى تراجع كبير في الناتج الاقتصادي”.
ويشير عباس إلى أن الدمار الحالي الذي تتعرض له المصانع ستكون له عواقب وخيمة وستفقد بسببه آلاف الأسر مصادر رزقها حيث يستوعب القطاع الصناعي في الخرطوم وسلاسل الإمداد المرتبطة به أكثر من 100 ألف وظيفة.
وخلال ايام الحرب التي شارفت على الـ 180 يوما؛ ظلت قطاعات الخدمات والصناعة والبنوك تتأثر بشكل مستمر بالقصف العشوائي الذي طال كل شيء تقريبا.
وتشهد أكثر من 80 في المئة من مناطق العاصمة شحا كبيرا في إمدادات الكهرباء والمياه بعد أن دمر القتال الكثير من المنشآت والشبكات الرئيسية؛ ولا تزال العديد من مناطق العاصمة تعيش في ظلام دامس وتوقف كامل لإمدادات المياه منذ الأسبوع الاول من بدء القتال.
مسئولة أممية تدعو إلى المزيد من التضامن العالمى مع السودان حتى لا يسقط إلى الهاوية
قالت كليمنتين نكويتا سلامي نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشئون الإنسانية المقيمة للمنظمة الدولية، إن هناك حاجة إلى أن يظهر العالم المزيد من التضامن وإلا فقد يسقط السودان إلى الهاوية.
وأضافت – في بيان الخميس في جنيف- أن الشهور الستة الماضية للنزاع في السودان تسببت في معاناة لاتوصف للشعب هناك، في الوقت الذي وصل عدد من يفرون من منازلهم إلى حوالى 30 ألف شخص يوميًا (4.5 مليون شخص حتى الآن) وهم اليوم نازحون داخل السودان أو في البلدان المجاورة، والعديد منهم يفرون بلا شيء سوى الملابس التي يرتدونها، مؤكدة أن السودان أصبح أزمة النزوح الأسرع نموًا في العالم.
وقالت سلامي إن نصف سكان السودان (24.7 مليون شخص) يحتاجون الآن إلى المساعدات الإنسانية والحماية، حيث يهدد الصراع والنزوح وتفشي الأمراض باستهلاك البلاد بأكملها، لافتة إلى أن الصراع أدى بالفعل إلى شل القطاع الصحي هناك حيث لم تعد 70% من جميع المستشفيات تعمل.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الصراع قد يصل إلى مناطق مثل ولاية الجزيرة (سلة غذاء السودان)، مؤكدة أن هذا ستكون له عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في البلاد.
ودعت أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وأكدت أن الاستجابة الإنسانية هي شريان الحياة لملايين الأشخاص في السودان الآن، لافتة إلى أن المنظمة بحاجة للوصول إلى 18 مليون شخص، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي وتحسين الوصول إلى الأشخاص المحتاجين وتوفير الأمان للعمليات.
وقالت سلامي إن النداء الإنساني للاستجابة في السودان والبالغ 2.6 مليار دولار، لم يمول إلا ثلثه فقط، وحثت جميع الجهات المانحة على زيادة التمويل لسد فجوة التمويل للمنظمات التي تقدم المساعدة الحيوية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب