السودان في أسبوع.. الحرب كارثة لـ24 مليون طفل والخرطوم ترفض تواصل إيجاد والأمم المتحدة مع حميدتي
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اليونيسيف: الحرب “كارثة لجيل” من 24 مليون طفل في السودان
أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان أنه إذا استمرت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة ستشهد البلاد “كارثة جيلية” أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.
في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قالت مانديب أوبريان إن “النزاع في السودان يعرض للخطر صحة 24 مليون طفل وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها”.
من جانبه، قال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية “اوتشا” في أحدث تقرير له إن اكثر من نصف مليون شخص تضرروا من الاشتباكات في ولاية الجزيرة بوسط البلاد.
وأوضح المكتب “أكثر من 500 ألف شخص تضرروا من الاشتباكات التي دارت بين الجيش والدعم السريع في أجزاء من ولاية الجزيرة، وذلك وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب التقرير، فقد نزح حوالي 275 الف شخص من محليتي ود مدني الكبرى وشرق الجزيرة في ولاية الجزيرة، بينما لجأ حوالي 234 الف شخص من ولاية الخرطوم إلى ولاية الجزيرة وشهدوا نزوحًا ثانويًا بعد اندلاع أعمال العنف في ولاية الجزيرة في منتصف ديسمبر.
وأشار المكتب إلى قطع الطرق المؤدية إلى القرى الواقعة شرقي ولاية الجزيرة، مما أدى إلى نقص في السلع الغذائية الأساسية ومضاعفة أسعارها بنحو ثلاث مرات.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل وحتى الآن، قتل أكثر من 12 ألف شخص، وأجبر نحو 7 ملايين على النزوح إلى مناطق داخلية أقل خطورة، وعبور الحدود إلى بلدان مجاورة.
الخارجية السودانية تستنكر دعوة حميدتي لقمة “إيغاد” الطارئة
اتهمت الخارجية السودانية الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيغاد” بالتحول إلى “أداة للتآمر على السودان وشعبه”، وانتقدت في بيان لها الهيئة لدعوتها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” لحضور القمة التي تعتزم عقدها في العاصمة الأوغندية كمبالا يوم الخميس الثامن عشر من يناير.
وقال بيان الخارجية السودانية إن الخيارات مفتوحة بعد دعوة حميدتي لحضور للقمة، مضيفا “هذه السابقة المشينة لن تؤدي فقط إلى تدمير مصداقية إيغاد كمنظمة إقليمية، لأنها لا تحترم وثائقها ونظمها الأساسية وتعمل على تقويض سيادة الدول الأعضاء”.
وفي ذات السياق؛ قالت الحكومة السودانية في بيان منفصل صادر عن مجلس السيادة إنه لا داعي للقمة الجديدة التي تعتزم “إيغاد” عقدها الخميس ما لم يتم تنفيذ مخرجات القمة السابقة التي انعقدت في التاسع من ديسمبر في جيبوتي، رغم إعلان الخارجية السودانية رفضها في حينها.
وأوضح البيان: “ظللنا نتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات وبشكل خاص جهود الإيغاد في الوصول إلى سلام في السودان إلا أن إيغاد لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي”.
وكانت قمة جيبوتي قد أقرّت عقد لقاء بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحميدتي في الثامن والعشرين من ديسمبر لمناقشة سبل الحرب المستمرة بينهما منذ منتصف أبريل، لكنها أعلنت لاحقا عن تأجيل اللقاء بسبب عزمها توسيع المشاركة وإتاحة الفرصة لرؤساء الدول الأعضاء وممثلي المجتمع الدولي لحضور اللقاء وهو ما لم يكن ممكنا في ذلك التوقيت بسبب عطلات نهاية العام.
وقبل تأجيل الاجتماع كانت الخارجية السودانية قد رفضت مخرجات قمة جيبوتي، وقالت في بيان إن “بيان سكرتارية الإيغاد لا يعبّر عن ما خرجت به القمة، ولا يعتبر وثيقة قانونية”.
وطالبت الخارجية السودانية بحذف بعض فقرات البيان وتصحيح موافقة البرهان على لقاء قائد الدعم السريع لأنه “اشترط وقف دائم لإطلاق النار وخروج القوات من الخرطوم”.
المبعوث الأممي إلى السودان يبدأ مباحثات رسمية لإنهاء الحرب
بدأ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، مباحثات رسمية مع مسئولين سودانيين، بعد وصوله إلى بورتسودان، في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه.
وأفادت مصادر دبلوماسية لقناة «الشرق» للأخبار، بأن لعمامرة يبحث إنهاء الحرب في السودان، والأوضاع الإنسانية المتفاقمة في البلاد مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وعدد من المسئولين، من بينهم وزير الخارجية المكلف علي الصادق.
وأشارت المصادر إلى تركيز الزيارة على جهود الأمم المتحدة لتحسين الأوضاع الإنسانية في السودان.
وفي نوفمبر الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان.
وأكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في السودان، أنه إذا استمرت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة ستشهد البلاد «كارثة جيلية» أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قالت مانديب أوبريان إن «النزاع في السودان يعرض للخطر صحة 24 مليون طفل وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها».
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» في أحدث تقرير له إن أكثر من نصف مليون شخص تضرروا من الاشتباكات في ولاية الجزيرة بوسط البلاد.
السودان يحتج رسميا للأمم المتحدة على المكالمة الهاتفية بين غويتريش وحميدتي
احتجت وزارة الخارجية السودانية رسميا ً على الاتصال الذي جرى بين قائد الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش.
وكان حميدتي كشف على منصة اكس انه تحدثه هاتفيا الى غويتيريش وناقشا الأوضاع في السودان، والآثار الناجمة عن الحرب وسبل تخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين، وأفاد بتقديمه شرحا حول الأوضاع الراهنة والانتهاكات الخطيرة التي تمارسها من اسماها “مليشيا البرهان الانقلابية” بحق المدنيين الأبرياء من قصف للطيران والقتل والاعتقال على أسس عرقية إلى جانب منع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين والتضييق على العاملين في الحقل الإنساني.ونقل وزير الخارجية السوداني علي الصادق الى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان العمامرة، “رفض السودان للاتصال الهاتفي للأمين العام أنطونيو غوتيرش وحميدتي”.
وقال في تصريح صحفي، عقب استقباله المبعوث بفندق البصيري ببورتسودان، “أبلغنا المبعوث بان الاتصال سبب غضبا ورفضا كبيرا في الشارع السوداني، ونحن نرفض هذا الاتصال مع زعيم حركة قامت بارتكاب انتهاكات فظيعة ادانتها بعض مؤسسات الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي”.
وأوضح أن مثل هذا الاتصال يعطي التمرد شرعية يفتقدها ويحقق أهدافه في الحصول على دعاية إعلامية.
“شهادات فظيعة” عن حالات اغتصاب لسودانيات على يد الدعم السريع
في منتصف أبريل 2023 دخل السودان في دوامة صراع مسلح بين أكبر مكونين عسكريين في البلاد، بعد أزمة بين جنرالين انقلب تحالفهما القديم لعداوة واقتتال وحرب شوارع أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف ونزوح وتهجير الملايين، ناهيك عن انتشار جرائم اغتصاب لنساء في عدة مدن وقرى سودانية.
تقول جلليان كيتلي، مديرة مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان في السودان “نزح خمسة ملايين و800 ألف شخص بسبب القتال، وشهدنا انتهاكات خطيرة من الطرفين للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان”.
وأضافت “غارات وقصف عشوائي لمناطق مكتظة بالسكان أدى لارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين واستهداف للمستشفيات والمدارس”.
عمليات اغتصاب
وتوالت التقارير عن تعرض نساء وفتيات للعنف الجنسي على يد مقاتلين، وهناك روايات عن أفراد عائلات قتلوا أو اغتصبوا، ومنها شهادة فظيعة عن فتاة في الخامسة عشرة، هوجمت واغتصبت، وخطفت بعيدا عن أسرتها.
وبينما ترفض معظم الضحايا الإبلاغ عن تعرضهن للاغتصاب خوفا من الانتقام أو الوصم، وافقت ضحى، وهو اسم مستعار، التحدث للحرة شرط إخفاء هويتها واسمها الحقيقي.
وتقول “كنا في البيت بالليل، نسمع صوت الضرب (القصف) الذي اعتدنا عليه، وبعد قليل الصوت بدأ يعلو، قمنا أنا وأختي (تدعى متاب) بالاختباء تحت السرير”.
وقالت إنها وأختها تعرضتا للاغتصاب في منزلهما بأم درمان بحضور أمهما وشقيقهما الأصغر بعد شهر من بدء المعارك.
وتتابع “دخلوا علينا ثلاثة عسكريين يلبسون لباس الدعم السريع، واحد كان يفتش في الغرفة، والثاني خفض رأسه لأسفل ورآنا (…) ومن ثم سحبني من رجلي وجرني على الأرض، ورفعني من شعري، والثاني كان ينظر إلى متاب”.
وأضافت “بدأ ينظر إلي، بصقت في وجهه، ثم بصق علي ورماني على السرير، وحاولت مقاومته دون جدوى، قبل أن يضربني على بطني (…) وبعدها لم أعد أشعر بشيء”.
لا تبدو حالة ضحى فردية أو استثناء، إذ تقول كيتلي إن فريقها سجل مئة وخمس حالات لعنف جنسي.
وتضيف “تلقينا ادعاءات واسعة النطاق بشأن العنف الجنسي ضد المدنيين، منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، يجب أن أقول إنه في معظم الحالات الموثقة، تم التعرف على الجناة على أنهم من قوات الدعم السريع أو أفراد يرتدون زي هذه القوات”.
ونسبت مفوضية حقوق الإنسان الأممية 70 في المئة من حوادث العنف الجنسي المؤكدة لمقاتلين يرتدون زي قوات الدعم السريع، وحادثة من بينها، يتهم بارتكابها مقاتل بلباس قوات الجيش.
وتقول سليمى إسحاق، رئيسة الوحدة الحكومية السودانية لمكافحة العنف ضد المرأة “الحالات الموجودة خاصة التي لها علاقة باقتحام المنازل والاختفاء القسري أو الاسترقاق الجنسي، هي كلها على حسب ما أوردت الناجيات ارتكبت من أشخاص يرتدون زي الدعم السريع”.
وتابعت “جملة الحالات المسجلة عندنا هي 136 حالة عنف جنسي متصل بالنزاع. هي فعليا لا تمثل أكثر من 2%، وتوجد الكثير من الحالات غير الموثقة، لأن طريقة الإبلاغ تكون صعبة، في ظل انقطاع الاتصال أو تردي الوضع الأمني نفسه، ومعظم الحالات قد لا تصل للمرافق الصحية ولا تبلغ”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب