السودان في أسبوع.. انقطاع كامل لخدمات الإنترنت و700 ألف طفل يواجهون الموت بسبب الجوع
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. البرهان يرفض أي تدخل خارجي وتقارير أممية تؤكد وفاة أشخاص بسبب الجوع
“مأساة إنسانية جديدة”.. انقطاع الاتصالات والإنترنت يثير المخاوف في السودان
توقفت خدمات شركات الاتصالات الثلاث “سوداني” و”ام تي ان” و “زين” بشكل جزئي في معظم ولايات السودان؛ ثم عادة بشكل متذبذب قبل أن تنقطع بشكل كلي في الثلاثاء المنقضي، الأمر الذي تسبب في شلل شبه كامل لأنشطة المصارف وبعض خدمات التحصيل الضريبي والجمركي في موانئ البلاد.
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) ومصدران من قطاع الاتصالات لوكالة “رويترز”، إن قوات الدعم السريع قطعت الاتصالات عن مقدمي الخدمة للضغط على الحكومة، من أجل إصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي تسيطر الدعم السريع على أجزاء منها.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مساحات كبيرة من العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات. ونقلت المصادر لرويترز أن “قوات الدعم السريع تمكنت من إغلاق الشبكات دون التسبب في أضرار دائمة”.
ونددت وزارة الخارجية السودانية بما وصفته “اعتداء الدعم السريع على المرافق العامة وضرب شركات الاتصالات”، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية لإدانة هذه “الجريمة البربرية”، بينما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن انقطاع الإنترنت في البلاد.
وأبلغ بعض الأشخاص عن تعطل خدمات الإنترنت وعدم الوصول إلى الشبكة منذ يوم الجمعة الماضي، لكن الوضع ازداد سوءا بعد ذلك.
وقالت شركة زين، في بيان نشرته على فيسبوك، إنها “تعمل في ظل ظروف صعبة وقاسية وخطيرة للغاية”، مشيرة إلى أن “الانقطاع الحالي للشبكة يعود لظروف خارجة عن إرادتها”.
فيما كانت شركتا الاتصالات “أم تي إن سودان”، المملوكة لجنوب أفريقيا وشركة “سوداني” المملوكة للدولة، بدون أي خدمة إنترنت منذ يوم الجمعة، وفقا لـ نت بلوكس، الأمر الذي يضاعف الأزمات التي يعاني منها السودان بسبب الحرب الجارية.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل تتعرض العديد من مرافق البنية التحتية والمباني العامة لدمار هائل بسبب عمليات القصف الجوي والأرضي من قبل طرفي القتال.
وحذرت 4 منظمات مدنية من أن يؤدي انقطاع خدمات الاتصالات إلى زيادة معاناة السكان، خاصة في أوساط العالقين في مناطق القتال.
وفي هذا الصدد اعتبرت منظمة “حاضرين” والجمعية الطبية السودانية الأميركية ومبادرة نساء القرن الأفريقي أن قطع شبكات الاتصالات يهدد حياة المدنيين الذين يعتمدون بصورة شبه كلية على التطبيقات البنكية والحلول الأخرى التي توفرها شركات الإتصالات في تعاملاتهم اليومية، كما أنها تُعيق وصول المساعدات الإنسانية، مما يهدد حياة ملايين المدنيين في مختلف بقاع البلاد.
كما قالت لجان الطوارئ التي تقدم الخدمات والمساعدات الصحية والإنسانية للعالقين في مناطق القتال في الخرطوم إن قطع شبكات الاتصالات تسبب في تعطيل توصيل الأدوية المنقذة للحياة، وأغذية الأطفال والعناصر المهمة التي تستخدمها النساء للمحافظة على صحتهن الإنجابية والبدنية.
وأوضحت “درج شابات و شباب المحليات في عملية جمع المساعدات وتوزيعها على المتضررين بتكوين مبادرات غرف الطوارئ؛ لكن منذ أيام حدث تذبذب في خدمات الإنترنت والاتصالات، ثم تم قطع الإنترنت والاتصالات نهائيا عن كافة أرجاء البلاد مما تسبب في صعوبة التواصل وعقد الوضع الإنساني في مناطق القتال حيث ظل الآلاف من المواطنين محتجزين”.
ويعتمد المتطوعين على شبكة الإنترنت في عملية تواصل المنسقين من اللجان الميدانية وممثلي الأحياء والمانحين.
غوتيريش: ما يحدث في السودان مروّع.. والقتال لن يحقق أي حل
حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي على التعبئة وبذل كل ما هو ممكن لوقف الحرب في السودان، قائلا إن “ما يحدث مروع”.
وقال غوتيريش إنه لا يوجد حل عسكري للصراع بين القوات الداعمة للجنرالين المتنافسين والذي بدأ في منتصف أبريل 2023، وشدد على أن استمرار القتال “لن يحقق أي حل لذا يجب علينا وقف ذلك في أقرب وقت ممكن”.
وصرح غوتيريش في مؤتمر صحافي للأمم المتحدة، أن الوقت قد حان لكي يبدأ الخصمان المتحاربان – قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الفريق أول محمد حمدان دقلو- في الحديث عن إنهاء الصراع الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وأدى إلى فرار أكثر من 7 ملايين من منازلهم.
وتعمل الأمم المتحدة مع كل من الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وأعرب غوتيريش عن أمله في أن يلتقي بهم في قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة يومي 17 و18 فبراير في أديس أبابا بإثيوبيا، “لنرى كيف يمكننا توحيد جهودنا لجلب هذين الجنرالين إلى الطاولة” وتحقيق وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أولئك اليائسين في السودان.
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيثس في مؤتمر صحافي في جنيف يوم الأربعاء، إن الجنرالين المتنافسين أكدا له مؤخرا أنهما سيحضران اجتماعا في سويسرا لبحث القضايا الإنسانية والمدنيين المحاصرين في السودان. أضاف غريفيثس: “ما زلت أنتظر لمعرفة متى سيحدث ذلك”.
وانزلق السودان إلى الفوضى في أبريل الماضي مع اندلاع معارك في الشوارع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، والتي امتدت إلى مناطق أخرى. وكانت ولاية غرب دارفور، التي مزقتها إراقة الدماء والفظائع في عام 2003، بؤرة للصراع الحالي، وهي ساحة للعنف العرقي حيث تشن القوات شبه العسكرية والميليشيات المتحالفة هجمات على المجموعات العرقية الإفريقية.
شددت الحكومة السودانية، على التزامها بالتفاوض مع الدعم السريع في منبر جدة، الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ورفضت نقل التفاوض إلى أي مكان آخر.
السودان – 700 ألف طفل معرضون لسوء تغذية حاد بسبب القتال
أعلنت الأمم المتحدة أن الحرب الدائرة في السودان قد تتسبب في سوء التغذية الشديد بالنسبة إلى أكثر من 700 ألف طفل هذا العام، محذّرة من أن عشرات الآلاف قد يموتون في غياب مساعدات إضافية كبيرة.
وحضّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) العالم على التوقف عن غض النظر عن الكارثة التي أحدثتها الحرب الأهلية الدائرة منذ عشرة شهور.
وقال الناطق باسم المنظمة جيمس إلدر للصحافيين في جنيف إن “تداعيات الأيام الثلاثمئة الماضية تعني أن أكثر من 700 ألف طفل سيعانون على الأرجح من أكثر أشكال سوء التغذية تسببا للموت هذا العام”. وأفاد إلدر الذي عاد للتو من زيارة للسودان “لن يكون بإمكاننا علاج أكثر من 300 ألف منهم من دون تحسين إمكان الوصول إليهم وفي غياب الدعم الإضافي”. وتابع “سيموت عشرات الآلاف على الأرجح”.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل العام الماضي بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو عن مقتل آلاف الأشخاص حتى الآن، وفق خبراء الأمم المتحدة.
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، اذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
ويعني تفاقم سوء التغذية إضافة إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا أن الأطفال يموتون بالفعل. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم المكتظ للنازحين في دارفور.
وتسببت الحرب بإحدى أكبر أزمات النزوح في العالم إذ فر حوالى ثمانية ملايين شخص من منازلهم، نصفهم أطفال.
وأشار إلدر إلى أن ذلك يعادل “13 ألف طفل كل يوم على مدى 300 يوم”. ولفت إلى “زيادة بنسبة 500 في المئة” خلال عام واحد في حالات القتل والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال للقتال. وقال “يعني ذلك أعدادا صادمة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم. وهذه الأرقام ليست إلا قمة جبل الجليد”، مشددا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وزيادة المساعدات.
الأمم المتحدة: طرفا حرب السودان توافقا على “اجتماع إنساني”
أعلنت الأمم المتحدة، أن طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع، على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، للصحافيين إنه خلال الأسبوعين الماضيين، أجرى اتصالات مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بلقب حميدتي، “للوفاء بالتزامهما” بشأن إيصال المساعدات.
كما أشار إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن طرفي النزاع في السودان لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان، الذين يحتاج نصفهم تقريباً، أي حوالي 25 مليون شخص، للمساعدة، وفق فرانس برس.
كذلك أكد أن “كلاً منهما قال نعم وأعرب عن سعادته بالحضور”، مضيفاً: “لكنني أنتظر تأكيد موعد ومكان الاجتماع”، لافتاً إلى أن الطرفين “اقترحا القدوم إلى سويسرا”.
وأشار غريفيث إلى أن ما يشغله ليس مكان الاجتماع ولكن أن يناقش الطرفان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.
كما أعرب عن أمله في أن يتم هذا الاجتماع حضورياً، وعن استعداده لتنظيم أول اتصال “افتراضي” اعتباراً من الأسبوع المقبل.
منذ منتصف أبريل
يذكر أنه منذ 15 أبريل 2023، يدور قتال في السودان بين الجيش والدعم السريع. وفشلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مفاوضات سلام حتى الآن.
والأربعاء الماضي أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى 4.1 مليار دولار في 2024 لتوفير مساعدة إنسانية للسكان في السودان، وللاجئين منهم في الدول المجاورة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب