الرئيسيةالسوداننشرة الأخبار

السودان في أسبوع.. الجيش يسيطر على الخرطوم والخناق يضيق على الميليشيات

الخرطوم – مركز العرب

جددت المعارك التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأيام الماضية الآمال في استعادة الجيس للسيطرة كاملة على المواقع التي سيطرت عليها ميليشيات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية، ليسجل نصرا جديدا بإعلان استعادة السيطرة على القصر الجمهوري أحد أهم المواقع الاستراتيجية في العاصمة، وسط تعهدات باستكمال المسيرة لإحكام السيطرة على كامل التراب السوداني.

السودان القصر الجمهوري

الجيش السوداني يعزز قبضته على الخرطوم بعد سيطرته على سوق ليبيا في أم درمان

أحكم الجيش السوداني قبضته على العاصمة الخرطوم بعد إعلانه السبت سيطرته على سوق ليبيا الكبيرة في مدينة أم درمان المجاورة، التي لطالما استخدمتها قوات الدعم السريع منطلقا لهجماتها.

وفي سياق متصل قال الجيش السوداني، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية، فيما أعلنت «الدعم السريع» أن المعركة للسيطرة على القصر «لم تنته بعد»، مشيرة إلى تنفيذها عملية ضد قوات الجيش ومؤكدة قتل العشرات من عناصره.

وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري… والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وأعلن الجيش سيطرته أيضا على الوزارات ومبان رئيسية أخرى في وسط الخرطوم. وأفادت مصادر عسكرية بانسحاب مقاتلي «قوات الدعم السريع» مسافة 400 متر تقريبا.

السودان الخرطوم

في السياق، أفاد مصدر عسكري سوداني «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة بأن «قوات الدعم السريع» استهدفت القصر الجمهوري في الخرطوم بـ«مسيرة انتحارية» بعد إعلان الجيش استعادة السيطرة عليه.

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

 

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

السودان الخرطوم

لا تفاوض مع الدعم السريع 

وبدوره قال رئيس مجلس السيادة فى السودان عبدالفتاح البرهان: “لا تفاوض مع الدعم السريع ونعمل على إزالتهم”، مشيرا إلى أن الجيش السودانى مصمم على إنهاء التمرد وإزالة الطغمة المجرمة.

وأضاف ” التمرد يملك أسلحة وهناك من يزودهم بالسلاح”.

وأكد رئيس مجلس السيادة أنه “فى المستقبل سنكشف عن الدول والأطراف التى تزود المتمردين بالسلاح النوعى”، مشيرا “لا تراجع عن استكمال تحرير كامل السودان”.

وأضاف البرهان “الدعم السريع يتعمد استهداف السودانيين بالمسيرات، مؤكدا أن “الجيش ملتحم مع الشعب في معركته ضد الميليشيات”.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الانتصار على قوات “الدعم السريع” بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربى ومبانى القصر الجمهورى والوزارات بالعاصمة السودانية.

وذكرت القيادة العامة – فى بيان أوردته وكالة الأنباء السودانية (سونا) – “فى ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق (قوات الدعم السريع) بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربى ومبانى القصر الجمهورى (رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية) والوزارات.. ودمرت قواتنا أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة”.

السودان مجلس السيادة الحرب

بعد الخرطوم سيتوجه الجيش لكردفان ودارفور

وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف، أن استعادة الجيش للقصر الرئاسي وللمقار الحكومية الرئيسية في الخرطوم “هي الخطوة ما قبل الأخيرة لاستعادة وتحرير” العاصمة السودانية.

وقال يوسف في مقابلة تلفزيونية، إن قوات الدعم السريع “انتهجت تدمير المؤسسات”، لذا فإن “العمل الرسمي لن يبدأ بصورة سريعة في الخرطوم”.

وكشف أنه “بعد تحرير الخرطوم، سيتوجه الجيش إلى جيوب (الدعم السريع) في كردفان ودارفور، وستتواصل العمليات العسكرية”.

وشدد وزير الخارجية السوداني على أن “الانتصار العسكري هو الحل لتحقيق السلام في السودان وليس التفاوض”، موضحاً أنه “بعد انتهاء الحرب يمكن التفاوض مع قوات الدعم السريع”.

كما أكد أن “الحكومة عرضت وقف إطلاق النار وخروج قوات الدعم السريع دون سلاح عبر أماكن محددة”.

كما قال يوسف إنه سيتم استثناء القوى السياسية التي “ارتكبت جرائم”، و”المتحالفين مع الدعم السريع” من العملية السياسية في المرحلة المقبلة.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية السوداني إن أي دولة تعترف “بحكومة المنفى”، التي شكلتها قوات الدعم السريع وحلفائها، سيتم قطع علاقات السودان بها، موضحاً أنه “لا يمكن الاعتراف بحكومتين”.

وشدد على أن “سياسة السودان الخارجية لا تحمل متناقضات، وهي تُبنى على مصالحه”. وفي هذا السياق أوضح أن “روسيا وقفت إلى جانب السودان.. وعلاقتنا بها ليست مرتبطة بالقاعدة العسكرية على البحر الأحمر”.

السودان البرهان جولة افريقية

الجامعات السودانية تنتظر قرار عودة الدراسة

وعلى الجانب المدني لا تزال الجامعات السودانية تنتظر قرار العودة لاستئناف العملية التعليمية، حيث دعا طلاب وأساتذة سودانيون السلطات إلى إعادة النظر في قرار استئناف مؤسسات التعليم العالي لأنشطتها واستقبال الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة في ظل الحرب، مشيرين إلى أن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق ما زالت غير مستقرة، فضلاً عن التحديات اللوجيستية.

وأصدر وزير التعليم العالي السوداني محمد حسن دهب، في فبراير الفائت، قراراً يطالب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بتوفيق أوضاعها توطئة للعودة وممارسة عملها من داخل السودان، موضحاً أن هذا القرار جاء “تماشياً مع الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش، الأمر الذي أدى إلى توسيع الرقعة الأمنية في البلاد”، بحسب قوله.

وشدد الوزير على ضرورة تنفيذ القرار، واصفاً عودة الدراسة بجميع الولايات الآمنة بأنها “ملحمة يخوضها منتسبو التعليم العالي”.

وقبل اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان نحو مليون طالب يدرسون في 155 جامعة وكلية متخصصة، يقع معظمها في العاصمة الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، لكن الصراع المسلح أدى إلى توقف الدراسة في مختلف أنحاء البلاد، واضطرت بعض المؤسسات التعليمية إلى ممارسة نشاطها في الخارج، مثل جامعات الخرطوم والسودان والنيلين التي لجأت إلى مصر، وجامعة العلوم الطبية إلى رواندا والسعودية، كما توجه طلاب إلى تركيا وماليزيا ودول شرق إفريقيا لإتمام دراستهم الجامعية على نفقتهم الخاصة.

وأدى الصراع المسلح في السودان إلى تعرض البنية التحتية لمعظم المؤسسات التعليمية إلى أضرار كبيرة، وخاصة الجامعات الواقعة وسط الخرطوم، والتي تدور فيها وحولها معارك شرسة.

وقال مسؤولون إن مباني جامعة الخرطوم، أعرق الجامعات السودانية والتي تأسست عام 1902، تعرضت إلى دمار شديد سيحتاج لأعوام طويلة ومئات ملايين من الدولارات لإعادة بنائها من جديد.

كما ذكر صلاح الدين محمد العربي مدير جامعة الجزيرة وسط السودان أن “قوات الدعم السريع تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية للجامعة، بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 300 مليون دولار، منها 167 مليون دولار خسائر متعلقة بأصول الجامعة، بينما تشمل القيمة المتبقية خسائر ومفقودات العاملين فيها”.

وأعلن العربي عن تدشين وثيقة إعمار جامعة الجزيرة تحت شعار “منتمون.. ملتزمون بإعادة الإعمار”، وذلك بهدف حشد الدعم المحلي والدولي للمساهمة في إعادة إعمار الجامعة.

واستعاد الجيش السوداني ولاية الجزيرة في يناير الماضي بعد ما يزيد عن عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى