السودان في أسبوع.. الحرب تدخل أسبوعها الثامن ومجلس الأمن يطالب بوقف العمليات القتالية
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
- اقرأ أيضا: النفس بين (مطمئنة وأمارة بالسوء) وعلاقتها بمنهج الله وأساطير الشيطان.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي
لا أفق للتهدئة.. نزاع السودان يدخل أسبوعه الثامن
بغياب أي أفق للتهدئة، دخل النزاع في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، أسبوعه الثامن.
فيما ارتفع عدد الضحايا، والحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية.
فقد حذرت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا أليونا سينينكو، من أن الوضع الإنساني في البلاد سيئ للغاية، لافتة إلى أن المدنيين يعانون الأمرين، ومضيفة أن “هذه المعاناة مستمرة”.
كما أردفت في مقابلة مع أن الوضع في غاية الصعوبة، فيما يحاول الناس مغادرة العاصمة الخرطوم، ودارفور، وسط انعدام الأمن والكهرباء والماء وغيرها.
إلى ذلك، أشارت إلى أن الصليب الأحمر يتواصل مع طرفي الصراع والمدنيين لتيسير تسليم المساعدات لمتضرري الحرب.
أتت تلك التحذيرات، فيما علقت المحادثات بين الطرفين في جدة، بعد الانتهاكات العديدة التي شابت الهدنة القصيرة التي أعلن عنها مطلع الأسبوع الحالي.
في حين تجددت الاشتباكات، أمس السبت، بين الجانبين في الخرطوم، وإقليم دارفور على السواء.
وكان العديد من الخبراء نبهوا سابقا إلى خطورة استمرار القتال، وعدم التوصل إلى هدنة دائمة بغية إطلاق المفاوضات السياسية لاحقا. واعتبر الخبير في الشأن السوداني أليكس دي فال أن “مسار انهيار الدولة” يهدد الآن “بتحويل السودان كله، بما في ذلك الخرطوم، إلى ما يشبه دارفور قبل 10 أو 15 عاما، حيث يحدد المال والرصاص كل شيء”، وفق ما نقلت عنه سابقا وكالة فرانس برس.
كما حذروا من أن مستقبلاً مريرا ينتظر البلاد إذا استمرت الحرب.
يشار إلى أن النزاع العسكري كان تفجر بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، ولم تفلح عشرات الهدن في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بل كانت تشهد العديد من الاختراقات والانتهاكات.
ولا يزال القتال مستمرا على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من كارثة إنسانية مقبلة، وصراع كبير قد تمتد نيرانه إلى دول الجوار، فضلا عن فرض واشنطن مؤخراً عقوبات على مسؤولين وشركات عائدة للطرفين.
مجلس الأمن يدعو إلى وقف القتال فى السودان
دعا مجلس الأمن الدولى طرفى الصراع في السودان إلى وقف الأعمال القتالية، وذلك في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم، بعد انهيار محادثات استهدفت الحفاظ على وقف إطلاق النار وتخفيف أزمة إنسانية.
وندد المجلس بنهب المساعدات الإنسانية والهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في السودان.
وقال البيان، الذي وافق عليه المجلس، المكون من 15 عضوًا، إن المجلس يعبر عن «القلق البالغ» إزاء الاشتباكات، وأدان جميع الهجمات على المدنيين وموظفى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.
وذكر البيان أن المجلس شدد على ضرورة قيام الجانبين بوقف الأعمال القتالية على الفور وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار واستئناف العملية نحو التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان.
كما وافق مجلس الأمن بالإجماع على قرار بتمديد تفويض «بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان» 6 شهور أخرى حتى 3 ديسمبر، رغم اتهامات قائد الجيش السودانى عبدالفتاح البرهان لرئيسها فولكر بيرتس بتأجيج الصراع، ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.
وبيرتس الذي كان متواجدًا في نيويورك عندما اتهمه البرهان بتأجيج النزاع، يتوقع أن يعود «إلى المنطقة» في الأيام المقبلة. وهو سيزور أديس أبابا للقاء مسؤولين في الاتحاد الإفريقى، وفق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق.
وتم إنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، في يونيو عام 2020، لدعم العملية الديمقراطية الانتقالية بعد نحو عام على الإطاحة بالرئيس عمر البشير، ومنذ ذلك الوقت كان يتم تجديد تفويضها سنويًّا لمدة عام.
وأكدت الدول أعضاء المجلس دعمها للبعثة الأممية في السودان، وحثت على استمرار انخراطها في عملية سياسية يقودها السودانيون.
ودعا مجلس الأمن، في بيان نقلته بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إلى وقف الأعمال العدائية والاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية تفضى إلى الديمقراطية في السودان.
وعبّر المجلس في بيانه عن «القلق» من تأثير الصراع في السودان على دول الجوار، ودعا المنظمات الدولية وأعضاء الأمم المتحدة إلى الاستجابة بسرعة للاحتياجات الإنسانية. وأشار البيان إلى أن اتفاق جوبا للسلام «ملزم لجميع الموقعين عليه، ويجب تنفيذه بالكامل، خصوصًا فيما يتعلق بوقف دائم لإطلاق النار في دارفور».
إلى ذلك، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانيال بنعيم: «الولايات المتحدة والسعودية على استعداد لاستئناف المباحثات السودانية المعلقة بمجرد أن توضح الأطراف فعليًّا جديتها في الامتثال لوقف إطلاق النار».
وأكد «بنعيم»، في تصريحات صحفية، أن التعاون الدفاعى بين الولايات المتحدة والسعودية ما زال قويًّا، وأن العلاقة الأمنية بين البلدين ركيزة للدفاع والأمن الإقليميين، مضيفًا أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع السعودية لإنجاز عدة قضايا، خاصة إنهاء الحرب في اليمن.
في سياق آخر، قال الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن الصراع في السودان قد استنفد موارد جمعية الهلال الأحمر السودانى، ما دفعه إلى مضاعفة نداء الطوارئ إلى 60 مليون فرنك سويسرى.
وأعلن الاتحاد عن إطلاق نداء إقليمى ثانٍ بقيمة 40 مليون فرنك سويسرى، وذلك لدعم تدفق الأشخاص الفارين إلى البلدان المجاورة.
وأكدت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السودانى، عايدة السيد، في بيان في جنيف، أنه دون هذا الدعم فإن شعب السودان سيعانى آثارًا إنسانية لأنهم لن يكونوا قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، لافتة إلى أنه إذا تم تمويل النداء المنقح فإن الهلال الأحمر السودانى سيمكنه الاستمرار في عمليات الإجلاء وتوفير المياه والغذاء والمأوى والإسعافات الأولية والدعم النفسى، بالإضافة إلى لمّ شمل العائلات.
ولفت المدير الإقليمى للاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإفريقيا، محمد مخير، إلى أن أكثر من 330 ألف شخص فروا من الصراع في السودان بحثًا عن الأمان في البلدان المجاورة. إلى ذلك، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير أولى طلائع الجسر البحرى الإغاثى السعودى، من ميناء جدة الإسلامى، إلى ميناء بورتسودان بجمهورية السودان، حيث تشتمل على 50 طنًّا من السلال الغذائية للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشعب السودانى حاليًا.
وميدانيًا تجددت الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما أعلن الهلال الأحمر السودانى دفن 179 جثة مجهولة دون التعرف على هوياتهم عبر فرق الطوارئ بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال والى الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، إن الولاية تعيش حالة حرب كاملة وإن حكومته تعمل مع القوات المسلحة لتعزيز الأوضاع الأمنية في المناطق التي تشهد استقرارًا نسبيًا، موضحًا أن الهم الأساسى هو الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، إذ إنه بخلاف العمليات العسكرية تنشط العصابات في نهب ممتلكات المواطنين.
وأشار إلى التفاهمات التي تمت مع القيادة الجديدة للشرطة بإنزال القوات بالتدرج للقيام بأعمال التأمين، خاصة المرافق العامة والأسواق، مشيدًا بتأمين المواطنين أحياءهم السكنية.
وأشاد بجهد العاملين في الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء وهيئة مياه الخرطوم، لصيانة أعطال المحطات والمحولات والخطوط الناقلة، ما أسهم في عودة التيار الكهربائى والإمداد المائى لأجزاء واسعة من الولاية، باستثناء محطات المياه الواقعة في المناطق الملتهبة.
الرياض وواشنطن تدعوان طرفي حرب السودان للتفاوض على وقف إطلاق نار جديد
دعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” الاحد أنّ “الميسرَيْن على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية”، كما يدعوان “الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية”.
وتابع البيان “ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام”.
وجاءت الدعوة غداة قصف جوي ومدفعي هز الخرطوم السبت بغياب أي أفق للتهدئة في نزاع دخل أسبوعه الثامن ويواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرف على هوياتهم.
وزادت حدة المعارك في اليومين الماضيين بعدما لاقت هدنة موقتة أبرمت بوساطة سعودية-أميركية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.
منذ اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف نيسان/أبريل، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.
الا أن مسعفين ووكالات إغاثة ومنظمات دولية حذّروا مرارا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.
وقد أعلن الجيش الأربعاء تعليق مشاركته في محادثات جدة واتهم قوات الدعم بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسميا.
تبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة في السادس من حزيران/يونيو وتنتهي في الثامن منه.
وكانت الولايات المتحدة أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نيات “جدية” على صعيد الالتزام بوقف النار.
الطيران يحلق في الخرطوم.. وقصف لمواقع الدعم السريع
للأسبوع الثامن على التوالي، يغرق السودان في أتون النزاع والقتال العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع.
فقد تواصلت الاشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، وفق ما أفاد مراسل العربية/الحدث.
كما أشار إلى أن اشتباكات تدور حالياً في شمالي مدينة الخرطوم بحري مع قصف جوي نفذه سلاح الجو على المدينة، مصحوبا بقصف مدفعي من قاعدة كرري ضد مواقع الدعم السريع.
فيما سمعت أصوات إطلاق نار ودوي أسلحة خفيفة ومتوسطة مع تحليق لطيران الاستطلاع والمروحيات في جنوب أمدرمان، التي تشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي في عدة مناطق .بالتزامن تتفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة وسط استمرار المعارك والقيود الأمنية التي تعيق وصول المساعدات المختلفة.
إذ حذرت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا أليونا سينينكو، في مقابلة سابقة مع العربية/الحدث من أن الوضع الإنساني في البلاد سيئ للغاية، لافتة إلى أن المدنيين يعانون الأمرين، مضيفة أن “هذه المعاناة مستمرة”.
يشار إلى أن النزاع العسكري كان تفجر بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، ولم تفلح عشرات الهدن في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بل كانت تشهد العديد من الاختراقات والانتهاكات.