السودان في أسبوع.. الحرب تتوسع في المدن ومخاوف من انهيار الوضع الصحي
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
السودان.. المعارك تتسع و”الحرب الشاملة” تقترب
اتسعت رقعة القتال الذي يشهده السودان، فبالإضافة الخرطوم وما حولها وولايات دارفور الخمس، دخلت مناطق جديدة في كردفان والنيل الأزرق والجزيرة دائرة المعارك خلال اليومين الماضيين، مما أثار مخاوف من سيناريو الحرب الشاملة.
وأسفر القتال حتى الآن عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وتشريد 4 ملايين في السودان، منهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
وأوقعت الحرب خسائر اقتصادية قدرت بأكثر من 50 مليار دولار، وتسببت في دمار هائل في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
ويعد إقليم كردفان من أكثر المناطق التي تأثرت بالقتال في السودان، فمنذ الأيام الأولى لاندلاع الصراع ظلت مدينة الأبيض أكبر مدن الإقليم تشهد معارك عنيفة، ولا تزال تشهد كرا وفرا وتبادلا في السيطرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وخلال الساعات القليلة الماضية، وقعت اضطرابات كبيرة في عدد من مدن الإقليم، خصوصا النهود وكادوقلي.
وأشارت تقارير إلى سيطرة الدعم السريع على رئاسة الشرطة ومعسكر الاحتياطي المركزي في ولاية غرب كردفان، بعد اشتباكات استمرت أكثر من ساعة مع قوات الجيش.
وحتى الآن لم يصدر أي بيان من الجيش أو الحكومة السودانية، ينفي أو يؤكد تلك التقارير.
ومع تردي الأوضاع الأمنية في شمال الإقليم، أعلنت السلطات حظر التجوال الليلي في النهود، إحدى أكبر مدن كردفان.
أما في غرب الإقليم فقد استمر القصف المدفعي من قبل الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، على مدينة كادقلي، مما إحداث موجة هلع ونزوح وسط المواطنين.
وفي تطور خطير، شهدت بعض المدن في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، العديد من الهجمات المسلحة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
والخميس استمرت الاشتباكات في مدينة نيالا ومناطق أخرى بإقليم دارفور غرب السودان، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل خطير في معظم مناطق الإقليم، وسط تقارير تشير إلى ارتفاع عدد القتلى خلال الاشهر الأربع الماضية لأكثر من ألفي قتيل، من بينهم عدد كبير من الأطفال، فضلا عن نزوح نحو 500 ألف شخص إلى تشاد المجاورة وعدد من المناطق الداخلية في الإقليم.
وتزداد الأوضاع الأمنية في الإقليم سوءا مع استمرار الاقتتال وعمليات الاغتصاب والسلب والنهب والحرق، التي طالت أكثر من 50 منطقة سكنية.
ويواجه الآلاف من السكان العالقين خطر الموت جوعا وسط مخاوف من نفاد المخزون الغذائي، وفي ظل صعوبات كبيرة تواجه المنظمات الإنسانية، حيث تعيق الأوضاع الأمنية المتدهورة وصول الغذاء والدواء للجوعى والمرضى.
ويعيش الفارون من مناطق القتال في دارفور أوضاعا إنسانية خطيرة، فقد أفضى تزايد أعداد الذين يعبرون الحدود إلى دولة تشاد والمقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف شخص يوميا إلى تكدس عشرات الآلاف في المناطق المحيطة بمدينة أدري التشادية القريبة من الحدود السودانية، في ظل ظروف بالغة التعقيد حيث يعيشون في العراء ويعانون شحا كبيرا في المواد الغذائية والمعينات الطبية.
الطائرات تحلق في الخرطوم.. وأعمال النهب مستمرة
رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، فالقتال يتواصل بين قوات الجيش والدعم السريع.
فقد أفاد تقرير إعلامية بأن الجيش قصف عدة مواقع للدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
كما أوضح أن الهدوء النسبي عاد إلى الأحياء المحيطة بسلاح المهندسين عقب جولة من الاشتباكات شهدتها المنطقة ليلاً.
فيما شكا مواطنون من أعمال نهب تقوم بها قوات الدعم السريع في حي المربعات منذ الأمس.
كذلك شكا مواطنون وتجار من حي الفتيحاب أيضا من أعمال توقيف ونهب واسعة قام بنفذها عناصر الدعم السريعوكان القتال اشتد أمس في مدينة أم درمان القديمة، إلى جانب منطقة المربعات بالقرب من سلاح المهندسين.
فيما أكد الجيش أن “قوات العمل الخاص قامت بعمليات تمشيط في منطقة أم درمان العسكرية كبدت خلالها الدعم السريع خسائر جمة”.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها نفذت عملية عسكرية نوعية في منطقة كرري دمرت خلالها دبابة وعددا من المدافع، إلا أن الجيش نفى الأمر.
يشار إلى أن السودان انزلق في 15 أبريل الماضي إلى الفوضى، بعد أن تفجر نزاع دام بين القوتين العسكريتين، فيما كان الحوار جاريا بين المكون العسكري والمدني من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي ودمج القوات المسلحة.
وعمت الفوضى في الأيام الأولى العاصمة الخرطوم، حيث شهدت العديد من المناطق عمليات سرقة ونهب، استمرت لاحقاً، وإن بوتيرة أقل، لكن دون أن تختفي.
تفاقم الوضع الإنسانى فى السودان.. الجثث تفترش الطرقات ومرضى الكلى بلا علاج
يتعرض الملايين من السودانيين إلى معاناة متزايدة وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية يوميًا، نتيجة استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي دفع العديد من الدول والمنظمات الأممية للتحذير من استمرار الحرب، والتأكيد على ضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات لحل الصراع من أجل السيطرة على الوضع الإنساني الذي يهدد السودان ودول الجوار.
كشفت تقارير دولية عن نزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخل وخارج البلاد بسبب الصراع الذي اندلع في 15 أبريل، حيث نزح ما يقرب من 3.3 مليون شخص داخليًا اعتبارًا من 8 أغسطس، وفقًا لقائمة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (IOM DTM).
وأصدرت منسق الشئون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، بيانًا في 9 أغسطس دعا أطراف النزاع إلى السماح للمدنيين بالمرور الآمن من مناطق النزاع في الخرطوم ودارفور، ومناطق القتال النشط الأخرى.
وأشارت إلى أن هذا تم الاتفاق عليه في جدة في 11 مايو 2023 من قبل الموقعين على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، وحثت الأطراف على متابعة التزاماتها باحترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
ووفقًا لتقرير تابع لبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، فبات الوضع في إقليم دارفور، لا سيما في غرب ووسط دارفور مريعا، حيث هُجرت البلدات والقرى في أعقاب نزوح جماعي للسكان بسبب الصراع.
وكشف برنامج الأغذية العالمي عن أن معظم من بقوا من النساء وأطفالهن، وهم معرضون بشدة للخطر ولم يفروا لأنهم خائفون للغاية من المغادرة.
وبهذه الكلمات وصف تقرير برنامج الغذاء العالمي الوضع في السودان: “العائلات في دارفور بالكاد تعيش، معظمهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم، تقاسم ما لديهم من طعام مع الجيران وبيع ما يمتلكونه لمجرد شراء الطعام”في 8 أغسطس، أصدرت منظمة إنقاذ الطفل بيانًا حول المخاطر الصحية الجسيمة في ولاية الخرطوم، حيث ورد أن آلاف الجثث تتحلل في الشوارع والمشارح؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم كفاية القدرة على تخزين الجثث.
وقال التقرير: “نظرًا لعدم وجود طاقم طبي في المشرحة، تُترك الجثث، وفقًا لنقابة الأطباء السودانيين”، لافتًا أن من بين 89 مستشفى رئيسيًا في العاصمة والولايات، هناك 71 مستشفى خارج الخدمة، والباقي يعمل بطاقة جزئية.
كما أشار إلى احتلال الجماعات المسلحة بعض المرافق الصحية، وأخذت العلاج المنقذ للحياة بعيدًا عن ملايين الأطفال وأسرهم.
من جانبه، حذر المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، في 10 أغسطس الجاري، من أنه من المتوقع أن يعاني 39% من سكان السودان من سوء التغذية خلال الأشهر الستة المقبلة بسبب القتال الذي حدث.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب