السودان في أسبوع.. الجيش يطلق عملية “عملية الالتحام” لتحرير الخرطوم والبرهان يعلن تشكيل حكومة تكنوقراط
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع

تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية الذي لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. الجيش يسيطر على قاعدة الزرق بدارفور وفيضانات غير مسبوقة تضرب البلاد
الجيش السوداني يعلن انطلاق “عملية الالتحام” بالعاصمة الخرطوم
فيما يستمر التصعيد والاقتتال بالسودان، أعلن المصباح أبو زيد، قائد لواء “البراء بن مالك” الذي يقاتلُ إلى جانب الجيش السوداني، انطلاق ما وصفها بعملية “الالتحام الواسعة” في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأكد أبو زيد أن مهلة مُنحت لعناصر الدعم السريع لمغادرةِ الولاية انتهت في العاشرة من مساء اليوم، متوعدا بالقضاء عليهم جميعا.
في المقابل، توعدت قوات الدعم السريع باستعادة المناطق التي خسرتها ومعها العاصمة الخرطوم، وفقا لما ذكره قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
واشتعلت المواجهات في محيط جسر سوبا الاستراتيجي، كونه يربط غرب الخرطوم بشرقها وسط غارات عنيفة يشنها الجيش السوداني.
وكان مصدر عسكري سوداني أفاد، الخميس، بتقدم الجيش باتجاه وسط الخرطوم “من عدة محاور” واقتراب جنوده من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
ويشن الجيش الذي يخوض حربا مع قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، منذ بضعة أسابيع، هجوما عنيفا لبسط سيطرته على كامل العاصمة.
وأعلن الجيش، الأربعاء، أنه “طهّر” حيي الرميلة والمنطقة الصناعية في قلب الخرطوم، على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وقال شهود عيان، الخميس، إن قوات الجيش تضطر إلى شق طريقها عبر قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين على مبان شاهقة في ما كان حيّ الأعمال والحكومة في الخرطوم.
ويعد تقدم الجيش نحو العاصمة أكبر انتصار له منذ عام، عندما استعاد أم درمان عبر نهر النيل التي تشكل إلى جانب الخرطوم بحري ووسط المدينة، الخرطوم الكبرى.
البرهان يعلن عن تشكيل حكومة جديدة خلال الفترة القادمة في السودان
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتشكيل “حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب” خلال الفترة القادمة.
ونقلت صحيفة “سودان تريبيون” عن البرهان قوله خلال لقاء مع قوي سياسية في مدينة بورتسودان “إن الفترة القادمة ستشهد تكوين حكومة لاستكمال مهام الانتقال، ويمكن تسمية هذه الحكومة بحكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب”، وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة.
وأضاف “أن الغرض من هذه الحكومة إعانة الدولة لإنجاز ما تبقى من الأعمال العسكرية والمتمثلة في تطهير كل السودان من المتمردين”، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة ستكون من الكفاءات الوطنية المستقلة.
وأكد البرهان أن المرحلة السياسية المقبلة لن تستوعب أي قوى سياسية ما تزال تساند قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني.
وقال في هذا الإطار “إننا لا نعادي الناس بسبب آرائهم، وأي شخص لديه الحق في الحديث ضد النظام وانتقاده، ولكن ليس له الحق في هدم الوطن والمساس بثوابته، ونرحب بكل شخص رفع يده من المعتدين وانحاز للصف الوطني”.
وشدد البرهان على أن لا تفاوض مع قوات الدعم السريع، قائلا “لا تفاوض مع المتمردين، وإذا وضع المتمردون السلاح وخرجوا من منازل المواطنين والأعيان المدنية، بعد ذلك يمكننا الحديث معهم”.ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا.
وأضاف “هناك من عرض علينا وقف إطلاق النار في رمضان بغرض تسهيل وصول المساعدات إلى مدينة الفاشر، ولكننا أكدنا بأننا لن نقبل وقف إطلاق نار في ظل الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع الإرهابية على المدينة” عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وتابع “أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون متبوعا بانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور وتجميع القوات في مراكز محددة”.
وتتزامن تصريحات البرهان مع تقدم كبير للجيش السوداني في القتال ضد قوات الدعم السريع ولاسيما في ولايتي الجزيرة والخرطوم.
الأمم المتحدة: ارتفاع حاد لعدد القتلى المدنيين في السودان
قالت الأمم المتحدة، إن حصيلة القتلى المدنيين في السودان تسجل ارتفاعا حادا، محمّلة مسؤولية ذلك إلى الطرفين المتحاربين لإخفاقهما في حمايتهم.
شنّ الجيش الذي يخوض منذ أبريل 2023 حربا مع قوات الدعم السريع، في الأسابيع الأخيرة هجوما واسع النطاق لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها وثّقت مقتل 275 مدنيا على الأقل بين 31 يناير و5 فبراير، جراء قصف مدفعي وضربات جوية وهجمات بواسطة مسيّرات في الخرطوم وشمال دارفور وجنوب دارفور وشمال كردفان وجنوب كردفان.
ولفتت إلى إن الأرقام أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بـ”العدد المرتفع بالفعل” البالغ 89 قتيلا الذي تم تسجيله في الأسبوع السابق.
وقال المتحدّث باسم المفوضية سيف ماغانغو إن “الارتفاع الحاد في حصيلة القتلى المدنيين يؤكد جسامة المخاطر التي يواجهونها وسط إخفاق مستمر لطرفي النزاع وحلفائهما في حماية المدنيين”.
الألغام في السودان.. الموت المختبئ تحت الأقدام
في السودان، لم تعد الحرب وحدها التهديد الأكبر. الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المتفجرة تحوّلت إلى شبح يومي يطارد المدنيين، خصوصاً في المناطق التي شهدت معارك ضارية. المزارعون، الأطفال، وحتى العائدون إلى منازلهم بعد نزوح طويل، جميعهم باتوا أهدافًا غير مقصودة لهذه الفخاخ القاتلة، التي لا تميز بين قدم عابرة وأخرى مدججة بالسلاح.
قبل 22 شهرا، كانت الألغام تهديداً محصوراً في مناطق النزاع. اليوم، باتت مدن وقرى بأكملها أشبه بحقول موت مفتوحة. في ولاية الجزيرة، انفجر لغم في الفريجاب غربي مدينة الحصاحيصا، فقتل سائقًا كان يعبر شارعاً ترابياً الأسبوع الماضي. وفي جبل مويا بولاية سنار جنوب شرقي البلاد، أسفر انفجار آخر عن سقوط 13 ضحية في لحظات. أما طريق شندي، فشهد أول حادثة من نوعها، مما يعكس توسع نطاق التهديد. وفي الخرطوم، كشفت الأمطار الأخيرة بضاحية الجيلي شمالي العاصمة، عن ألغام مدفونة، لتصبح حتى الشوارع الرئيسية أفخاخًا غير مرئية.
وعلى مدار الأشهر الماضية، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابات السودانيين بتلك المنصات التفاعلية، بمقاطع فيديو وصور تُوثِّق انتشار الألغام في الأحياء السكنية وعلى الطرقات، إلى جانب مشاهد مؤلمة لضحايا تلك المتفجرات، الذين فقدوا أطرافهم إلى عائلات فجعت بفقدان أحبائها بسبب انفجارات مفاجئة. تلك المواد المصورة شكّلت صدمة للرأي العام، وكشفت حجم الكارثة التي تهدد حياة آلاف المدنيين حتى إن توقّفت الحرب.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن الدعم السريع توسّعت في استخدام الألغام بشكل عشوائي في ارتكازاتها في الشوارع الرئيسية وداخل الأسواق والأحياء لإعاقة تقدم القوات المسلحة وتأمين فرارها، خصوصاً في ولاية الجزيرة. لكن تلك الألغام لم تبقَ في ساحات القتال، بل أصبحت كابوساً يطارد المدنيين، مما دفع السلطات المختصة بنزع الألغام إلى إطلاق تحذيرات مشددة بعدم لمس أي أجسام غريبة.
في مواجهة هذا الخطر، أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام إزالة أكثر من 6,000 جسم متفجر في الخرطوم وحدها. لكن حجم المشكلة أكبر بكثير، إذ لا تزال مساحات واسعة ملوثة، ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عن العدد الفعلي للألغام المزروعة، خاصّة أن المعارك ماتزال مستمرة.
من سوء الحظ، أن الحرب لا تنتهي بانتهاء القتال. فهناك تحت التراب تظل الألغام الأرضية كامنة لعقود، كأنها أشباح تنتظر اللحظة المناسبة للفتك بضحاياها. منذ عام 1955، خلّفت الصراعات المتتالية في السودان، إرثًا قاتلًا من الشراك الخداعية والمتفجرات غير المنفجرة، لتصبح الأرض ساحة موت صامتة تحصد الأرواح بلا إنذار.
بدوره، يؤكد خبير في إزالة الألغام لـ”العربية.نت” أن “الواقع أبشع من التصورات العابرة. فالألغام ليست مجرد أدوات حرب، بل هي قنابل مؤجلة، تقتل حتى بعد أن يسود السلام”. تلك المتفجرات لا تفرّق بين جندي ومدني، بين طفل ومزارع، وتستمر في حصد الأرواح لعقود طويلة، إذ يمكن لبعضها البقاء نشطًا لأكثر من 50 عامًا، ما يجعلها قنبلة موقوتة تهدد الأجيال القادمة.
الألغام لا تترك أثرها فقط على الأجساد، بل تدمر المجتمعات بالكامل. جسديًا، تتسبب في البتر، العمى، العقم، والإجهاض. اقتصاديًا، تعرقل الزراعة، الرعي، والتعدين، كما تعطل التنمية، وتخفض دخل الأسر. بيئيًا، تلوّث المياه والتربة، وتحول الأراضي الخصبة إلى حقول موت. أما اجتماعيًا ونفسيًا، فهي تزرع الخوف، الرعب، تعزل المجتمعات، وتخلق صدمات قد تستمر مدى الحياة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب