السودان في أسبوع.. الجيش يحقق في واقعة الرؤوس المقطوعة والبلاد تتكبد خسائر مروعة بسبب الحرب
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. البرهان يرفض أي تدخل خارجي وتقارير أممية تؤكد وفاة أشخاص بسبب الجوع
الجيش السوداني يعلق على فيديو “الرؤوس المقطوعة”
أثار مقطع فيديو يظهر مجموعة مقاتلين يعتقد أنهم تابعون للجيش السوداني وهم يحتفلون بقطع رؤوس أشخاص ويحملونها على أياديهم غضبا كبيرا في الشارع السوداني. وقال بيان صادر عن الناطق الرسمي للجيش إنه سيجري تحقيقا في الواقعة.
وجاء في بيان الجيش، المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنه “على خلفية المحتوى الصادم لفيديوهات تم تداولها، الخميس، يعرض بها أفراد رأسين مقطوعين، توضح القوات المسلحة أنها تجري حاليا تحقيقا في الأمر وستتم محاسبة المتورطين إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون لقواتنا”.
وأكد البيان أن الجيش السوداني “ملتزم بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية”.
وظهر في المقطع عدد من الجنود؛ بعضهم يرتدي زي الجيش السوداني؛ وكانوا يحتفلون بطريقة “هيستيرية” ويحمل أحدهم واحدا من الرؤوس المقطوعة، ويتوعد مقاتلي قوات الدعم السريع.
بعد 300 يوما من القتال.. السودان يواصل نزيف الخسائر الفادحة
أكملت الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع 300 يوما مخلفة 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح ودمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار.
وشهدت الأيام الأربع الأخيرة المزيد من التصعيد خصوصا في أم درمان والخرطوم بحري شمال العاصمة الخرطوم وفي عدد من مناطق كردفان ودارفور وسط أنباء عن مقتل المئات من المدنيين.
وقالت نقابة أطباء السودان إن “آلة الحرب تواصل حصد أرواح السودانيين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم وحياتهم العامة”، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني الكارثي أصبح أكثر تعقيدا”.
وتواجه العديد من الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والحوامل صعوبة كبيرة في الخروج من مناطق القتال أو الأماكن غير الآمنة مما يعرض حياتهم للخطر.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” فإن أكثر من 20 مليون طفل يدفعون ثمنا باهظا للتدهور الأمني في معظم مناطق البلاد.
ونبهت “يونسيف” إلى أن مئات الآلاف من المواليد الجدد يحتاجون إلى رعاية نوعية عند الولادة وهو أمر تتضاءل إمكانية حدوثه بسبب وقوع الملايين في الحصار في مناطق الحرب أو اضطرارهم للنزوح في ظل نقص خطير في الإمدادات الطبية.
منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي، تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم إما بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
ودمرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسورا ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوكا وجامعات وغيرها.
واعتبر مراقبون أن الدمار الكبير الذي لحق بالخرطوم ومناطق أخرى في البلاد يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية المترتبة على الحرب.
وإضافة إلى القصر الجمهوري الذي يبلغ عمره أكثر من 190 عاما، فقد تعرضت أجزاء كبيرة من مطار الخرطوم الدولي والقيادة العامة للجيش السوداني في وسط العاصمة الخرطوم لدمار هائل أيضا.
السودان.. “تنسيقية القوى المدنية” تبحث “وقف الحرب” مع المبعوث الأممي
التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة مع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك الذي ترأس وفداً من “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم)، على هامش القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال حمدوك إنه بحث مع لعمامرة “الأزمة السودانية بأبعادها الإنسانية والأمنية والسياسية”، مشيراً إلى أنه أكد “موقف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) حول ضرورة الوقف الفوري للحرب، وإنقاذ الشعب السوداني من خطر المجاعة”.
وقالت مصادر في “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) لـ”الشرق”، إن وفد التنسيقية برئاسة حمدوك، بحث مع لعمامرة “وقف الحرب في البلاد”، ورؤية “تقدم” للأوضاع، فيما من المرتقب أن يلتقي حمدوك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، السبت.
وأكد حمدوك في منشور على منصة “إكس”، “الدور المحوري للأمم المتحدة في استنفار وقيادة جهود الأسرة الدولية للتصدي لآثار الكارثة الإنسانية”، في السودان. وأشار إلى طرح “أهمية توحيد جهود المجتمعين الإقليمي والدولي لوقف الحرب، والتأسيس لسودان مدني ديمقراطي”.
وذكرت المصادر لـ”الشرق”، أن وفداً من التنسيقية برئاسة حمدوك بحث أيضاً، الجمعة، إطلاق عملية سياسية بعد إنهاء الحرب، مع السكرتير التنفيذي لمنظمة “إيقاد” ورقنا قبينهو.
ويعيش السودان قتالاً مدمراً بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، منذ منتصف أبريل الماضي، ما أسفر عن تداعيات كارثية على مستوى سياسي، واقتصادي، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية، وتردي المنظومة الصحية، وتهديد الأمن الغذائي للملايين من المواطنين.
ومن المرتقب أن يلتقي حمدوك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في أديس أبابا، السبت، على رأس وفد من “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية”.
وفي السياق، كشف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ودبلوماسيون، الخميس، أن فرنسا ستعقد اجتماعاً وزارياً في منتصف أبريل، لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين، وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وحثت الأمم المتحدة الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، وناشدتها جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة.
ووفقاً للأمم المتحدة، يحتاج نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون نسمة، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بينما فر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان.
وقال سيجورنيه في جلسة برلمانية: “لا يمكن أن تصبح أزمة (السودان) منسية”، مضيفاً أن المؤتمر سيعقد في 15 أبريل.
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية لوكالة “رويترز”، أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة، وجهات إقليمية فاعلة، ودولاً غربية، بالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة.
وصرح دبلوماسيون أن المحادثات ستشمل أيضاً الوضع السياسي، رغم أنه من غير المقرر دعوة ممثلين لطرفي الصراع الدائر حالياً، وهما قوات الدعم السريع، والجيش الوطني السوداني.
كما سيلتقي حمدوك ووفد “تقدم” مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في، والمبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي مايك همر في أديس أبابا.
منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر مجاعة “كارثية” في السودان في الأشهر القادمة
حذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، من أن مناطق نزاع في السودان معرضة لخطر مجاعة “كارثية” بين أبريل، يوليو، وهي “فترة عجفاء” بين موسمي الحصاد، في وقت يكافح الملايين هناك من أجل إطعام أنفسهم.
وحذر بيتر غراف، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، من أن “عاصفة حقيقية” تتشكل مع وقوع أشخاص أضعفهم الجوع ضحية أمراض معدية، بينما انهار النظام الصحي على وقع القتال المتواصل في البلاد.
وقال عبر رابط فيديو من القاهرة: “هناك خشية من أن يؤدي الموسم المقبل إلى مستويات كارثية من الجوع في المناطق الأكثر تضررا”.
وخلال التي تسبق الحصاد مباشرة، والتي تستنفد فيها الحبوب من المحصول السابق، وتمتد من نيسان/أبريل إلى يوليو، ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مع انخفاض المخزونات.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، عن مقتل آلاف الأشخاص حتى الآن.
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
وقال غراف إن خمسة ملايين شخص يعيشون في حالة طوارئ بسبب الجوع.
ويتعرض الأطفال الذين يعانون نقصا في التغذية لخطر متزايد للوفاة بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، خصوصا في سياق يفتقرون فيه إلى خدمات صحية حيوية.
وأشار إلى أن “النظام الصحي بالكاد يعمل… والأمراض المعدية تنتشر. أبلغ عن أكثر من 10 آلاف حالة كوليرا و5 آلاف حالة حصبة وحوالي 8 آلاف حالة حمى الضنك، وأكثر من 1,2 مليون إصابة سريرية بالملاريا”.
وتسبب القتال في فرار 1,8 مليون شخص من البلاد، ونزوح 6,1 ملايين داخليا.
وأضاف غراف: “شهدت عمليات نزوح داخل السودان وإلى تشاد المجاورة. وما رأيته مثير للقلق ومأساوي”.
وتابع: “يواجه شعب السودان حالة حياة أو موت، بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية. ويبدو أن الأمل ضئيل في التوصل إلى حل سياسي في الأفق”.
ودعا إلى وصول آمن ومن دون عوائق إلى الخدمات الصحية الحيوية.
حرب السودان.. البرهان يؤكد استمرار القتال حتى “القضاء” على الدعم السريع
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أن “الجيش السوداني لن يترك السلاح إلا بعد القضاء على المتمردين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
ووفق بيان من الجيش السوداني، أضاف البرهان خلال مخاطبته ضباط وجنود” الفرقة الثالثة مشاة” بمدينة شندي في ولاية نهر النيل: “معركة الكرامة مستمرة حتى دحر هذا التمرد ومن عاونهم نهائيًا”.
البرهان يؤكد مواصلة القتال
ودعا البرهان الذي يقود الجيش السوداني، قوات الدعم السريع إلى “الاحتكام لصوت العقل والخروج من ولايتي الجزيرة والخرطوم (وسط)”. وخاطبهم قائلًا: “طالما أنكم تقتلون وتنهبون وتسرقون فلا مجال للحديث معكم إلّا بعد انتهاء المعركة”.
ولم تنجح مساع إفريقية تقودها “الهيئة الحكومية للتنمية شرق إفريقيا” (إيغاد)، بالجمع بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تمهيدًا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
نجاح المرحلة الأولى من “القضاء” على قوات الدعم السريع
وكان الجيش السوداني، أعلن الجمعة نجاح المرحلة الأولى من خطة “القضاء” على قوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.
وتأتي تحركات الجيش وتصريحات البرهان بعد ما لم تتمكن مفاوضات رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية بين الجيش و”الدعم السريع” من إحراز اختراق يقود لوقف الحرب التي خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل، وفقا للأمم المتحدة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب