محمد فتحي الشريف يكتب.. السعودية تضمد جراح العرب في الجائحة
الكاتب رئيس مركز العرب 2030 للدراسات والأبحاث
السعودية تضمد جراح العرب
بعد ساعات من الآن ستكون العاصمة الرياض على موعد هام، كعادتها تنشط الدبلوماسية السعودية في وقت الأزمات العربية، لمؤازرة الإخوة ومد يد العون، لكن هذه المرة لن يقتصر الأمر على حد التكافل العربي/ العربي، والذي تتصدره المملكة، لكن سيتضمن تخطيطا عميقا لمواجهة آثار جائحة كورونا المستجد التي أضرت بالاقتصاد العالمي، وأضرت أكثر باقتصادات بلدان عربية ناشئة كانت تحاول التعافي، بينما صمدت بلدان أخرى اعتمادا على قدرة الموارد ودقة التخطيط والاستقرار السياسي.
وغدا الإثنين تحتضن العاصمة السعودية الرياض، اجتماع الدورة رقم (41) لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وذلك على مدار أربعة أيام بغرض مناقشة تداعيات أزمة كوفيد19 على البلدان العربية خصوصا من الناحية الاجتماعية وكيفية مواجهتها، إذ إن الأمر لا يتوقف على حد التأثيرات الصحية والاقتصادية.
ويدشن فعاليات المؤتمر وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي كما يسبقه اجتماع تحضيري تقني مسبق للخبراء من الحكومات المشاركة.
في هذا المؤتمر يشارك وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية العرب، وهو ما يعطي زخما واسعا للحدث، وبحضور رؤساء المكاتب التنفيذية لمجلسي وزراء الصحة والشباب والرياضة العرب، والمجلس العربي للسكان والتنمية. وتشارك في المؤتمر عدة جهات ومنظمات عربية ودولية، من ضمنها برنامج إدارة التحولات الاجتماعية MOST باليونسكو ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، وكل من جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا”، ومنظمة الصحة العالمية، وتشارك في المؤتمر أيضا المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة (ألكسو) ويحضره نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين والمنظمات الدولية.
الجدير بالإشادة أيضا هو عنوان اللقاء الذي جاء “الآثار المتباينة لـجائحة كوفيد19 رسم مسارات التعافي للمنطقة العربية ودعم الفئات الضعيفة والهشة في الأوبئة والأزمات”.
وشهدت معدلات الفقر ارتفاعًا في المنطقة العربية نتيجة جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي العربي الإجمالي بمقدار 500 مليار دولار بسبب الوباء، وتلاه خسارة 6 ملايين وظيفة وتفاقم الوضع نتيجة الأزمة.
ويعيش العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص ظروفا استثنائية بسبب التراجع الاقتصادي الناتج عن تداعيات فيروس “كورونا” الذي أنهك اقتصاديات أغلب دول المنطقة والعالم.
يمكن لخطط التعافي في المنطقة العربية أن تعالج أوجه التفاوت، بما في ذلك الفوارق طويلة الأمد بين المناطق الحضرية والريفية، والفئات العمرية، ومستويات الدخل، والجنس، وبينما تكثف الحكومات العربية استجابتها لـجائحة كوفيد-19، هناك فرصة سانحة لتعزيز نهج متكامل وشامل إزاء تدخلات السياسة الاجتماعية التي تفضي إلى الانتعاش الشامل، وهذا ينطبق على كل من التدابير التقليدية والاستجابات المصممة حديثا.
تعدّ أعمال المؤتمر والمنتدى الأولى من نوعها إقليمياً، وذلك بجمعها كافة المجالس الوزارية المعنية بالقطاعات الاجتماعية (وزراء الشؤون الاجتماعية والتنمية والمكاتب التنفيذية لوزراء الرياضة والصحة والشباب) والخبراء الدوليين ومنظمات الأمم المتحدة لبحث سُبل التعافي من تداعيات كوفيد 19 ودعم الجهود العربية لمواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.
ويهدف المؤتمر إلى دعم الحوار بين الوزراء المسؤولين عن الشؤون الاجتماعية والمجالس الوزارية المتخصصة في الأبعاد الاجتماعية الأخرى، وفي مقدمتها الصحة والشباب والرياضة، والسكان والتنمية، من خلال مشاركة الوزراء رؤساء مكاتبها التنفيذية، بشأن تجارب الدول في التعامل مع الآثار الاجتماعية المختلفة لفيروس كورونا المستجد، وعلى مسارات السياسات الرامية إلى تحقيق التعافي الشامل في المنطقة العربية.
كما يسعى المؤتمر إلى تنفيذ عدد من النقاط المهمة منها:
1. تسهيل التبادل القائم على الأدلة لتجارب الدول، والدروس المستفادة بشأن تأثير التفاوت لفيروس كورونا المستجد في المنطقة.
2. دعم المشاركة، والالتزام بالإجراءات والسياسات الاجتماعية والصحية والشبابية والسياسات ذات الصلة بالسكان والتنمية، لحماية المعرضين للخطر من المزيد من الانتكاسات، والسماح بالتعافي الشامل في المنطقة العربية.
3. دعم التعاون الإقليمي، في إطار برنامج إدارة التحولات الاجتماعية MOST باليونسكو، بشأن التعافي الشامل القائم على الأدلة.
4. تقديم التوجيه للعمل المقبل في العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة الدول العربية اليونسكو، لدعم التعافي في المنطقة.
5. رسم خريطة طريق للتعافي من جائحة كورونا من خلال اقتراح مسارات عربية مختلفة لآلية التعافي من الجائحة.
جدير بالذكر، أن برنامج إدارة التحولات الاجتماعية يساعد، من خلال التعاون مع السلطات الوطنية والأوساط العلمية والمجتمع المدني، الدول الأعضاء في اليونسكو على تعزيز الروابط بين البحوث والسياسات وبين المعارف والإجراءات؛ وهو أساسي لدعم حدوث التغيير الاجتماعي الإيجابي نحو التنمية المستدامة والشاملة للجميع.
بعد أن تناولنا موضوع السعودية تضمد جراح العرب يمكنك قراءة ايضا
وزراء الشؤون الاجتماعية العرب يجتمعون في الرياض لبحث معالجة آثار جائحة كورونا
ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك