د . أيمن ابراهيم الرقب يكتب.. القمة العربية و فرصة تغيير رؤية حل الصراع
تعقد القمة العربية في المملكة العربية السعودية اليوم في ظل متغير جديد ، ألا وهو عودة الجمهورية السورية لاجتماع الجامعة بعد غياب استمر لمدة تقترب من اثني عشر عاما، ولغط يديره الاحتلال الإسرائيلي والبيت الأبيض ، حول اقتراب توقيع اتفاق بين الاحتلال والمملكة العربية السعودية ، والذي نفت المملكة أكثر من مرة و أشارت إن أي عملية تطبيع مع المملكة والاحتلال لن تتم قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، خاصة أن المملكة العربية السعودية هي صاحبة المبادرة العربية للسلام التي تم إقرارها في قمة بيروت عام 2002 وأصبحت جزء من قرار أممي لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: د . أيمن ابراهيم الرقب يكتب.. غزة تضمد جراحها
القمة تعقد ولم تنتهي ملفات تخص الشأن الفلسطيني اقرتها لقمة العربية الأخيرة في الجزائر في نوفمبر من العام الماضي ، تتعلق بملفات المصالحة الفلسطينية ، والدعم المالي ، و عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
سيكون الملف الفلسطيني حاضر في هذه القمة بشكل كبير نتيجة التحديات الكثيرة ، و تأجيج الصراع الديني من قبل حكام تل آبيب ، والاعتداءات المستمرة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية .
يهمني كمتابع للمتغيرات في الشأن الفلسطيني ، أن تتقدم القمة العربية بمبادرة جديدة للسلام ، بسقف أعلى من مبادرة قمة بيروت 2002م ، وان تكون المبادرة الجديدة من المملكة العربية السعودية التي طرحت المبادرة القديمة ، ولم يعيرها الاحتلال لي اهتمام ، بل وصمها شارون رئيس حكومة الاحتلال حينها ، بأنها لا تستحق الحبر الذي كُتبت به .
المبادرة الجديدة يجب أن تقطع على الاحتلال والبيت الأبيض أي محاولة للتطبيع بين المملكة العربية السعودية و لا اي دولة عربية أخرى قبل تحقيقها ، وتكون المبادرة مستنده لقرار التقسيم 181, والذي عليه شرعن العالم قيام دولة المحتلين .
قرار التقسيم الذي أقر قيام دولة يهودية على ما يقارب 54 بالمائة من فلسطين التاريخية مقابل قيام دولة عربية على حدود 44 بالمائة من ارض فلسطين مع تدويل مدينة القدس .
الفكرة من هذه المبادرة الرد على اليمين الصهيوني الرافض لفكرة قيام أي دولة فلسطينية ولا بأي عملية سياسية مع الفلسطينيين ، وهي مناورة عربية لرفع السقف تحت قاعدة القانون الدولي ، وطالما الاحتلال يرفض المبادرة التي تمثل الحد الأدنى للحقوق الفلسطينية العربية ، وتم التساهل في تنفيذها ومن ضمنها تبادل الأراضي حسب الحاجة الأمنية الاسرائيلية ، ولم تجد إلا تجاهل من الاحتلال لكل المحاولات العربية .
لتكن مبادرة عربية تعيد القضية الفلسطينية للاهتمام الدولي ، والسعي لإنقاذ حل الدولتين الذي انهاه الاحتلال من خلال توسعه الاستيطاني ، و نترك للأجيال القادمة إن تحدث متغيرات تفرض على الاحتلال الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب