رأينوافذ الفكر

محمد فتحي الشريف يكتب.. الخلاف والفرقة والصراع أهم معاول هدم الدول العربية

الكاتب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات

أزمات متتالية تعيشها الدول العربية، إذ أثرت الأزمات السياسية المتلاحقة على اقتصاديات بعض الدول لدرجة الانهيار، حتى أن بعضها عجز عن توفير الكهرباء مثل الأزمة الحالية في لبنان، التي شهدت انهيارًا غير مسبوق في القوة الشرائية بعد حال التضخم التاريخية عندما انهارت العملة الوطنية (الليرة) مقابل الدولار، فبعد أن كانت في عام (2019) 1500 ليرة مقابل الدولار أصبحت 90 ألف ليرة مقابل الدولار، وهذا يؤكد حجم التردي والانهيار.

لقد عجزت لبنان عن توفير الكهرباء، خاصة أن العراق توقف عن إمدادها بالوقود بعد تراكم الديون عليها ولم تستطع سدادها، واليوم تعيش مدن وقرى لبنان في ظلام أغلب الأوقات مما يعرض الاقتصاد المنهار إلى مزيد من الانهيار والتراجع، وهذا الأمر يجعلنا ندرك حجم الأزمات التي تعيشها بعض الدول العربية، ناهيك عن أن لبنان مستهدفة بشكل يومي من الاحتلال الصهيوني.

المشهد السابق هو أحد مشاهد الأوضاع العربية التي يندى لها الجبين، والتي تسببت فيها الفرقة والصراع والخلاف بين المكونات العربية وغياب دور الجامعة العربية في التعاطي الإيجابي مع الأزمات العربية.

لقد أظهرت الحرب على غزة ما تعانيه الشعوب العربية والإسلامية من تفرق، حتى أنهم لم يستطيعوا أن يضغطوا على أمريكا لوقف مجازر الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، على الرغم من امتلاك الدول العربية والإسلامية القوة في حال توافق قرارهم، ولكن الخلافات حتى بين الدول العربية جعلتنا نعيش هذا المشهد المتردي.

نعود إلى النقطة المفصلية التي يجب أن نعمل جميعًا على إصلاحها حتى يصبح للعرب قوة وتأثير، وهي تنحية الخلافات والعودة إلى الوحدة والترابط بين الدول العربية، هنا فقط تحل الأزمة السورية المعقدة، ويحل السلام والتوافق في لبنان، وتعود العراق إلى سيادتها، وينصلح حال الأشقاء في اليمن، وتقف الحرب الأهلية في السودان، ويتم التوافق بين الأشقاء في ليبيا، وتصبح الدول العربية قوية وتستطيع أن تنعم بثرواتها.

فالخلاف والنزاع هما أساس الفرقة، وهما ما يمكنان منا الأعداء، ويجب أن يعلم الجميع أن أمريكا لديها مخطط استعماري في المنطقة تنفذه إسرائيل، ولن يكون هناك قرار أمريكي إيجابي تجاه غزة إلا من خلال الضغط الحقيقي للدول العربية والإسلامية، ودعونا من جولات بلينكن وتصريحات جو بايدن، فكل هؤلاء لا يهمم سوى مزيد من الهيمنة والسيطرة.

لقد أدرك كل إنسان على كوكب الأرض أن القوة هي ما تحكم العالم، وأن المنظمات الدولية تعمل لحساب هؤلاء الأقوياء، وأن أمريكا تدرك أن إسرائيل هي إحدى أدوات تمكين الأمريكان في الشرق الأوسط، ولذلك علينا العمل في التخطيط لبناء استراتيجية عربية موحدة تكون مظلة حقيقية للوحدة والتكاتف بين العرب.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى