إعداد: إسلام مجدي شاكر
باحثة في الشأن الإفريقي – جامعة القاهره
مقدمة
جمهورية الكونغو الديمقراطية تعتبر من أغنى البلاد بالثروات المعدنية خاصة “الكولتان”، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر دولة في أفريقيا، وعلى الرغم من ذلك، فهي من أكثر البلاد فقرًا في العالم بسبب النزاعات التي انهكتها خلال السنوات الماضية.
وتعتبر الجماعات المسلحه والعنف المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عوامل رئيسية لمعاناة الانسان الكونغولي وانتهاك حقوق ملايين الأشخاص منهم والذي يصل في بعض الظروف الي الموت.
وتنشط أكثر من 120 مجموعة مسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية – التي تتميز بإحتوائها علي نسبة كبيرة من المعادن الثمينة – وعدد كبير منها يعتبر إرث الحروب التي اندلعت منذ سنوات في المنطقة. ومن بين هذه الجماعات المسلحة والأشهر إجراما “القوات الديمقراطية المتحالفة”، “حركة ام23″، وجماعة “الماي-ماي” (القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو).
وبالحديث عن العنف والنزاع المسلح، فنأتي للتوغل في ذكر جماعة ام 23 والتي تلعب دورا كبيرا في عدم استقرار إقليم شرق الكونغو بل ويمتد تأثيرها لقلاقل الجيران.
اقرأ أيضا: تأثيرات مُتباينة: وسائل التواصل الاجتماعي في أفريقيا.. بين المُكتسبَات والمُهدِّدَات
من هي جماعة ام 23 ؟
ام 23 هو اختصار لاسم حركة 23 مارس التي قاتلت الحكومة الكونغولية بين عامي 2006 – 2009م.
وهي جماعه مسلحه متمرده لعرقية التوتسي تشكلت في 2012م ومتمركزه في المنطقة الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، ونشأت نتاج المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب الذي وقع معاهدة سلام في 23 مارس 2009م مع الحكومة الكونغولية و دُمج جنود الحركه مع القوات المسلحة الكنغولية ومنذ ذلك الحين اتخذت لنفسها اسم حركة 23 مارس.
إن حركة “23 مارس” كانت احتلت عام 2012م، مدينة “غوما” في شرق الكونغو الديمقراطية لمدة 10 أيام مما تسبب في تدخل دولي لإيقاف إطلاق النار.
وبعد محادثات توسطت فيها مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي، أنهت الحركة تمردها عام 2013م
إلا أنه سرعان ما اندلع الاقتتال الداخلي داخل حركة “23 مارس” الذي أدي الي انقسامها لمجموعتين؛ الأولى مكونة من حوالي 1700 جندي وفرّت إلى أوغندا،فيما فرت الثانية إلي رواندا ومكونة من 700 مقاتل، ليتم تسريحهم لاحقًا طواعية أو عن طريق التفاوض مع الجيش الوطني لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
تستند ام 23 بحركتيها الي ادعاء مفاده بأن التوتسي الكونغوليين وغيرهم من الجماعات الإثنية في شمال وجنوب كيفو يتعرضون للتمييز ، وهي تعارض بالأساس ميليشيا القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التابعة للهوتو.
عودة الظهور
بالارتكاز على الدعم اللوجستي الذي تقدمه القوات العسكرية الرواندية، استأنفت حركة “إم 23” هجماتها منذ نوفمبر 2021م، ووسعت عملياتها في المنطقة، وفي مارس 2022م، كانت الحركة قد سيطرت على أجزاء كبيرة من إقليم “روتشورو” على الحدود مع أوغندا ورواندا. كما اجتاحت قواتها قاعدة “رومانجابو” العسكرية -أكبر منشأة عسكرية تابعة للقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية – في كيفو الشمالية. ثم اندفعت القوات جنوباً نحو العاصمة الإقليمية، جوما، وعبر مدينة جيسيني الحدودية في رواندا.
مؤخرا ، قامت حركة 23 مارس في يونيو 2024 بالتقدم في شرق الكونغو الديمقراطية والاستيلاء علي مناطق جديده بها، حيث انتشرت الحركه في مدينة كيرومبا بإقليم شمال كيفو وهي أكبر مدينة في جنوب إقليم لوبيرو ومركز تجاري رئيسي يبلغ عدد سكانه أكثر من 120.000 نسمة.
وتقوم الحركة باستئناف الهجوم والوصول الي مدينة كانيابايونغا علي بعد كيلومترات من كيرومبا والتي تعتبر ملجأ لالاف النازحين الذين لجأو الي المدينة.
وتعتبر كانيابايونغا محور استراتيجي للمرور لمدينتي بوتمبو وبيني وهما مركزان تجاريان كبيران في البلاد.
إن التركيز الجغرافي لعمليات حركة “إم 23” له منطق اقتصادي معروف؛ فهو يغطي منطقة غنية بالكولتان وهو معدن نادر يستخدم في صناعة المفاعلات النووية ومحركات الطائرات والصواريخ والأجهزة الدقيقة، وتمتلك الكونغو الديمقراطية وحدها 80% من الاحتياطي العالمي. وتتركز معظم هذه الثروة في المنطقة الشرقية من البلاد،تمتد من بوناغانا بالقرب من الحدود مع أوغندا إلى غوما الواقعة في الحدود الإقليمية الكونغولية مع رواندا. وقد تأزمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أكتوبر 2022م، عندما طرد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، السفير الرواندي؛ وفي نوفمبر 2022م، لم يحضر الرئيس الرواندي بول كاغامي قمة البحيرات العظمى في كينشاسا. و بجانب الأمور المتعلقة بحركة “إم 23“، لم تكن العلاقات بين كينشاسا وكيغالي جيدة منذ عام 2021م.
تداعيات العنف المسلح في شرق الكونغو الديمقراطية
العنف الجنسي
عرفت المنطقة الشرقية لجمهورية الكونغو الدريمقراطية بأنها ” عاصمة الإغتصاب في العالم ” وانتشار جميع وسائل العنف الجنسي فيها هي الأسوأ علي الإطلاق.
وتعتبر مسألة العنف الجنسي ليس جديده على البلاد، إلّا أن معدلات العنف الجنسي قد تزايدت مع النزاعات المسلحة التي انتشرت في أوائل التسعينيات من القرن العشرين والسنوات التي بعدها.
وتذكر معظم الأبحاث التي أجريت علي مسألة العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية أن العنف والإغتصاب الذي تتعرض له النساء له صلة وثيقة بالنزاعات المسلحة خاصة في المنطقة الشرقية التي تشهد أعلي معدلات للعنف الجنسي وان مرتكبيه من هذه الميليشيات المسلحة.
ولا يقتصر ذكر العنف الجنسي في شرق الكونغو الديمقراطية علي النساء فقط، بل يعاني منه أيضا الرجال والأطفال ، حسب ما وصفتة تقارير الأمم المتحدة أن العنف الجنسي هو سلاح حرب يدمر المجتمع ككل.
وازدادت حالات عدم الاستقرار والعنف بشكل كبير في الآونة الأخيرة وذلك منذ تمرد أعضاء حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وإنشاء حركة التمرد ام 23 والتي ادانتها من قبل منظمة الأمم المتحدة بإرتكاب جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي في البلاد.
سوء التغذية
بفضل الموارد الطبيعية الهائلة – بما في ذلك المعادن والمعادن الثمينة ومساحة هائلة من الأراضي الصالحة للزراعة – تتمتع جمهورية الكونغو الديمقراطية بالقدرة على أن تصبح واحدة من أغنى البلدان في أفريقيا، لكن بالرغم من ذلك، تعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من أكبر أزمات الجوع في العالم، فالكثير من سكان المنطقة الشرقية يعانون من سوء التغذية وقلة مصادر الغذاء نتيجة لسوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
و ما يقرب من ثلاثة عقود من الصراع وعدم الاستقرار حالت دون تحقيق هذه الإمكانية، حيث أن الجوع والعنف يغذيان بعضهما البعض، ولذلك، تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية من أفقر البلدان في العالم و نتيجة للصراع المسلح المتنامي خلال السنوات الماضية تؤدي الأزمات الصحية والطقسية والاقتصادية المتعددة الأخرى إلى تفاقم التحديات الإنسانية.
إن وضع الأمن الغذائي في جمهورية الكونغو الديمقراطية آخذ في التدهور، ففي خلال السنوات الماضية، كان ما يقدر بنحو 5.9 مليون شخص تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويعاني ما يقرب من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم وهو ما يمثل 12 % من حالات سوء التغذية الحاد في العالم. وتشمل المناطق الأكثر تضرراً منطقة كاساي الكبرى والمقاطعات الشرقية لشمال كيفو وجنوب كيفو وتنجانيقا.وفي عام 2023م، بدأ برنامج الأغذية العالمي توسيع نطاق مساعداته الغذائية والنقدية الطارئة في المقاطعات الثلاث المتضررة من النزاع، وهي إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو. وتتطور جهود البرنامج في التصدي لأزمة الجوع لتقديم المساعدة الغذائية المنقذة للحياة مع الانتقال نحو الأنشطة الإنمائية ومبادرات الأمن الغذائي طويلة الأجل.وتعكس مبادرة برنامج الأغذية العالمي واليونيسف أيضاً الأهداف الإنمائية الأوسع نطاقاً لتعزيز تعليم الفتيات من خلال وسائل مثل الحصص الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي للمنزل ويحدث في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي والصراع المسلح منذ سنوات.
نزوح المواطنين
إن تدهور الوضع الأمني منذ نهاية عام 2016م أجبر ملايين الاشخاص على مغادرة منازلهم ، ونتيجة للصعوبات الاقتصادية والوضع السياسي، يوجد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ما يقرب من 6.3 مليون نازح داخليًا، وهو أعلى رقم في أي بلد في أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك، تستضيف جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من نصف مليون لاجئ من البلدان المجاورة.
فمنذ مارس 2022م، اضطر 3.3 مليون شخص للنزوح في ولايات كيفو الشمالية والجنوبية وإيتوري، وسط انتهاكات حقوق الإنسان للمدنيين.
ومع استمرار هجمات عنف المسلحين في إلحاق الضرر بالمدنيين في المناطق الشرقية من البلاد، يسود شعور الخوف والقلق لدي السكان من تكرار تلك الأضرار، لذلك يقومون بترك ديارهم والنزوح بعيدا ووجدوا مأوى لهم مع العائلات المضيفة في مدينة مانجينا، ولجأ البعض إلى الكنيسة، بينما يفتقر البعض الآخر إلى المأوى المناسب ويجبرون على النوم في العراء.
وعاشت ولاية كيفو الشمالية موجة عنف شديدة بنهاية عام 2023م، وقد أودت بحياة عشرات المدنيين وأجبرت ما لا يقل عن 450,000 شخص على النزوح، مما أضاف ضغوطات جديدة تتعرض لها المجتمعات المضيفة، ووقوع المدنيون في دائرة مفرغة من العنف والنزوح مما يجعل المنطقة بؤرة دائمة للمعاناة الإنسانية.
وفي جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية، يحتاج ما يقرب من 25.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، لذلك يجب حل الصراع في المحافظات الشرقية، حتي يحدث تحسن في الوضع الإنساني وأوضاع النزوح.
في ظل هذه الظروف، تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين المساعدات الحيوية للسكان النازحين ومحاولة تلبية الاحتياجات الهامة للفئات الأكثر ضعفاً. وتتولى المفوضية قيادة عمليات توفير المأوى وخدمات الحماية وتنسيق وإدارة المخيمات بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.\
الجهود الإقليمية لمساعدة الكونغو الديمقراطية في تحقيق الإستقرار
مجموعة شرق إفريقيا
انضمت جمهورية الكونغو الديمقراطية رسمياً إلى مجموعة شرق إفريقيا في مارس 2022م، و صوتت المجموعة على تشكيل قوة عسكرية إقليمية للتصدي للجماعات المسلحة التي تجتاح شرقي الكونغو الديمقراطية منذ سنوات عدة.
وقالت المجموعة في بيان صدر في أبريل2022م إنها صوتت لصالح الإسراع بتشكيل قوة إقليمية لمحاولة إحتواء الميليشيات المسلحة، وقتالها إذا لزم الأمر.
واتفق القادة على ضرورة نزع سلاح كافة الجماعات المسلحة في الكونغو الديمقراطية وفي حال عدم الالتزام بذلك، ستتعامل معها المنطقة عسكرياً.
ولكن عمل هذه المجموعه واتفاقتها لم يستمر طويلا، حيث اتهمت “كينشاسا” بالتواطأ وقررت عدم تجديد تفويضها وتم انسحاب هذه البعثه وحلت محلها قوة عسكرية تابعة للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.
مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك)
أعلنت المجموعة في مايو 2022م، حشد القوات في المنطقة الشرقية للكونغو الديمقراطية للتصدي للجماعات المسلحة واستعادة الامن والاستقرار.
الدعم الكيني
في منتصف عام 2022م، وقعت كينيا مع جمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاقية تتضمن قيام الأولي بتدريب عدد من جنود جيش الكونغو الديمقراطية للتصدي للجماعات المسلحة وتحقيق الاستقرار في البلاد.
الدعم البوروندي
في أوائل عام 2022م ، وقعت الكونغو الديمقراطية مع بوروندي اتفاقية تتضمن بيع أو إعارة العتاد العسكري بين الدولتين، إضافة الي التدريب والتخطيط والتنفيذ لعمليات عسكرية مشتركة.
الدعم الأوغندي
في أواخر عام 2021م، وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية إتفاقية مع دولة أوغندا تنص علي تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة للتصدي للجماعات المسلحه علي الحدود.
دور منظمة الأمم المتحدة وقوات حفط السلام
لعبت الأمم المتحدة العديد من الأدوار الفاعله في ظل الظروف العنيفة التي تعيشها الكونغو الديمقراطية – خاصة المنطقة الشرقية منها – من حيث تقديم المساعدة للقضاء علي المجاعة وتحسين مستوي المعيشة للمواطنين، ومساعدة النازحين وتحسين الصحة النفسية والجسدية في اطار مبادرات دورية لأجهزتها المختلفة.
أما عن الجهة الأمنية، فنشرت الأمم المتحدة قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية محاولة تحقيق الأمن والإستقرار والتصدي للميليشيات المسلحة، لكن في الفترات الأخيرة ، تذمأر السكان من الوجود المعدم للقوات والفشل في حماية المواطنين واستمرار هجمات العنف والاجرام للميليشيات المسلحة ، وتواترت العلاقات وطلب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي من الأمم المتحدة الانسحاب من البلاد، ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة علي طلب الرئيس الكونغولي وهو ما سوف يتم علي مراحل لنهاية عام 2024م.
ختاماً
الصراع المسلح في شرق الكونغو الديمقراطية معقد وعنيف ويحتاج الي تخطيط ومساعدة فعلية من جميع الجهات الدولية والإقليمية، بالإضافة الي حاجه الجيش الي التسلح بأحدث الاليات لمواكبة تطور تسليح تلك الجماعات. إضافة الي حل النزاع مع الدول المجاوره للكونغو الديمقراطية حتي تتوقف عن دعم تلك الجماعات.
المفاوضات السلمية تعتبر من الحلول الواردة أيضاً مع تلك الجماعات المسلحة كخطة لوقف ذلك العنف المسلح ونزع السلاح وإصلاح الجيش واتخاذ الإجراءات لمعالجة ديناميكيات الصراع، حفاظاً علي حياة الانسان الكونغولي الذي يدفع ثمن تلك النزاعات ذات الطابع الاقتصادي والجيوسياسي وان ينعم بتعايش الأمن والاستقرار في البلاد.
References:
MSF.2023. “Violence Exacerbates Malnutrition in North Kifu, DRC”, Available at: https://www.msf.org/violence-exacerbates-malnutrition-north-kivu-drc
USAID. 2017. “Food Assistance Fact Sheet Democratic Republic of the Congo.” Available at: https://www.usaid.gov/sites/default/files/documents/1866/FFP_Fact_Sheet_DRC_2017.12.27.pdf.
OCHA. 2017. “Democratic Republic of The Congo Overview.” Available at: https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/OCHA-DRC-Overview-Nov2017.pdf. PEPFAR. 2017.
“Democratic Republic of Congo Country Operational Plan (COP) 2017 Strategic Direction Summary.” Available at: https://www.pepfar.gov/documents/organization/272010.pdf.
Population Reference Bureau. 2017. “2017 World Population Data Sheet.” Available at: http://www.prb.org/pdf17/2017_World_Population.pdf.
UNICEF 2021. “France’s support gives kids a boost on learning in Eastern DRC”, Available at: https://www.unicef.org/drcongo/en/press-release/frances-support-gives-boost-learning
USAID2018. “Democratic Republic of the Congo: Nutrition Profile”, Available at: chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://2017-2020.usaid.gov/sites/default/files/documents/1864/DRC-Nutrition-Profile-Mar2018-508.pdf
UNHCR. 2024. Available at: https://www.unhcr.org/news/press-releases/unhcr-urges-protection-civilians-and-aid-access-amid-surging-violence-eastern
UNHCR. 2024. “DR Congo emergency”, Available at: https://www.unhcr.org/emergencies/dr-congo-emergency
UNHCR. 2020. “Thousands flee armed group attacks in eastern DR Congo
”, Available at: https://www.unhcr.org/news/briefing-notes/thousands-flee-armed-group-attacks-eastern-dr-congo
WFP.2024. “Annual Country Reports – Democratic Republic of the Congo”, Available at: https://www.wfp.org/publications/annual-country-reports-democratic-republic-congo