تقارير ومنوعات

ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا – كيف تُحدث شركة ميتا تحولاً في حياة المستخدمين

التوأمة الرقمية Digital twin

إعداد- د. محمد محسن رمضان

رئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات

 

في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، تظهر مفاهيم جديدة تُغير من شكل حياتنا وتعاملاتنا اليومية. واحدة من هذه المفاهيم هي “التوأمة الرقمية”. فما هي التوأمة الرقمية؟ وكيف تستفيد منها الشركات الكبرى مثل ميتا؟ هذا ما سنستعرضه معا اليوم في هذا المقال.

التوأمة الرقميةDigital twin

التوأمة الرقمية هي عبارة عن نسخة رقمية دقيقة لشيء مادي، سواء كان هذا الشيء جهازًا، عملية، أو حتى إنسانًا. يتم إنشاء هذه النسخة الرقمية باستخدام البيانات الحقيقية والنماذج الرياضية، مما يسمح بمحاكاة وتحليل الأداء والوظائف في الزمن الفعلي. التوأمة الرقمية تُستخدم لفهم وتحسين الأداء، التنبؤ بالمشاكل، وتقديم حلول مبتكرة.

اقرأ أيضا: بالفيديو.. أمراض الدم من التشخيص الى العلاج… مع اللواء طبيب عصام على عبد المحسن

وتكمن أهمية التوأمة الرقمية فى

  1. تحسين العمليات والصيانة:

باستخدام التوأمة الرقمية، يمكن للشركات مراقبة أداء الأصول بشكل دقيق والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، مما يقلل من فترات التوقف غير المخطط لها ويزيد من كفاءة التشغيل.

  1. تطوير المنتجات:

تُمكِّن التوأمة الرقمية من اختبار النماذج الأولية وتحسين التصميمات قبل إنتاجها فعليًا، مما يوفر الوقت والموارد.

  1. التخصيص الشخصي:

يمكن استخدام التوأمة الرقمية لفهم تفضيلات وسلوكيات المستخدمين بشكل أفضل، مما يسمح بتقديم خدمات ومنتجات مخصصة لكل مستخدم.

  1. التدريب والمحاكاة :

تُستخدم التوأمة الرقمية في محاكاة بيئات العمل المعقدة، مما يسمح بتدريب الموظفين وتحسين مهاراتهم دون المخاطرة بالأصول الحقيقية.

ميتا والتوأمة الرقمية للمستخدمين:

قامت شركة ميتا بخطوة جريئة في هذا المجال عبر إنشاء توائم رقمية للمستخدمين. هذه التوائم الرقمية ليست مجرد نسخ افتراضية للمستخدمين، بل هي كيانات ذكية قادرة على التفاعل والتعلم من البيانات الحقيقية للمستخدمين حيث قال مؤسس فيسبوك (مارك ) ببساطة لا يوجد ما يكفي من الساعات في اليوم” للمبدعين للتفاعل مع مجتمعهم بالطريقة التي يريدها المجتمع” أنه “سيكون بإمكان هذه النسخ أو التوائم الرقمية، الرد على الرسائل المباشرة والدردشة مع المتابعين وأداء مهام أخرى”، مضيفا “الأمر الجميل الآخر هو تمكين الناس من بناء وكلاء رقميين مدربين على مواد تمثلهم بالطريقة التي يريدونها”.

وأشار إلى أنه سيكون بإمكان المستعملين “إنشاء وكلائهم الخاصين لجميع أنواع الاستخدامات المختلفة. سيكون بعضها أشياء مفيدة مخصصة.. وبعضها سيكون للترفيه”.

وتقوم ميتا بأنشاء التوائم الرقمية من خلال:

  1. جمع البيانات:

تعتمد ميتا على جمع كميات ضخمة من البيانات حول المستخدمين، مثل تفاعلاتهم على الشبكات الاجتماعية، تفضيلاتهم، ونمط حياتهم.

  1. تحليل البيانات:

تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات وإنشاء نماذج دقيقة لكل مستخدم.

  1. التفاعل المستمر:

تستمر التوائم الرقمية في التعلم من البيانات الجديدة التي يتم جمعها، مما يجعلها أكثر ذكاءً ودقة بمرور الوقت.

  1. تقديم الخدمات:

تُستخدم هذه التوائم الرقمية لتقديم خدمات مخصصة لكل مستخدم، مثل توصيات المحتوى، تحسين تجربة المستخدم، وتقديم حلول متكاملة تلبي احتياجاتهم.

التحديات والمخاطر:

على الرغم من الفوائد العديدة للتوأمة الرقمية، إلا أن هناك تحديات يجب مواجهتها، مثل:

  1. الخصوصية والأمان:

جمع كميات ضخمة من البيانات قد يشكل خطرًا على خصوصية المستخدمين، لذا يجب تطبيق سياسات صارمة لحماية هذه البيانات.

  1. الاعتماد الزائد على التكنولوجيا:

التوأمة الرقمية تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا المتقدمة، مما يعني أن أي خلل تقني قد يؤثر على الأداء.

  1. الاعتبارات الأخلاقية:

يجب التعامل بحذر مع فكرة إنشاء نسخ رقمية للبشر، حيث تثير هذه الفكرة تساؤلات أخلاقية حول حقوق وخصوصية الأفراد.

وفى الختام التوأمة الرقمية تمثل ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا، وتعد بتقديم حلول مبتكرة لتحسين حياتنا اليومية. ومع تبني شركات مثل ميتا لهذا المفهوم، سنشهد تطورات هائلة في كيفية تقديم الخدمات والتفاعل مع التكنولوجيا. يجب علينا أن نواكب هذا التطور بحذر وذكاء، لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية مع الحفاظ على حقوق وخصوصية الأفراد.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى