عميد عماد اليماني يكتب: بين وهم التنمية البشرية وحقيقة تطوير الذات
الكاتب هو الأمين العام لمركز العرب
القوة البشرية المؤهلة المدربة تشكل القوة الحقيقية لأي دولة، وهنا لا بد أن نعرف أن هذا الأمر ينطبق فقط على الأشخاص المدربين المؤهلين، في حين نجد أن الأفراد غير المدربين والمؤهلين يشكِّلون عبئًا كبيرًا على الدولة، فبين القوة الحقيقية لدفع عجلة التنمية والعبء على الدولة يكون الإنسان.
هنا يبرز السؤال الشائك والمهم: ما التنمية البشرية؟ هذا المصطلح الذي يتردد بشكل كبير في كل وسائل الإعلام وفي أروقة الجامعات والمؤسسات الصغيرة والكبيرة، وحتى نستطيع أن نضع تعريفًا سهلًا وميسرًا ومعبرًا عن المصطلح لا بد أن نعرف ما المقصود من التنمية البشرية؟
فالتنمية البشرية يمكن تعريفها بأنها (تطوير الذات) من خلال التوجه نحو بناء فرد قوي قادر على مواجهة المجتمع وتغيراته المختلفة، ويستطيع أن يطور قدراته للتعامل مع المتغيرات من خلال التفكير الإيجابي العميق والبعد عن السطحية والعشوائية في طريقة تعاطيه مع القضايا المختلفة.
وتواجه التنمية البشرية تحديات جسيمة وعراقيل كثيرة حتى نستطيع أن نحقق أهدافها منها، منها نوعية التعليم وغياب التدريب والتأهيل بشكل صحيح واقعي، والفجوة بين إمكانات القوى العاملة والمهارات التي يتطلبها سوق العمل في القطاعين العام والخاص على حدٍّ سواء.
فالتنمية البشرية ليست مجرد زيادة الإنتاج، بل تتوسع إلى نطاق أكبر، من خلال اكتشاف القدرات لدى العامل، والعمل بشكل علمي مدروس على تطوير تلك القدرات، فالتنمية البشرية ليست تعظيم المنفعة المادية فقط، بل تمتد إلى تقوية الروافد في العلم والثقافة والتغيير المناسب مع الحفاظ على الهوية في نفس الوقت.
وهم التنمية البشرية
هناك بعض المتخصصين في مجال التنمية البشرية يعرفونها بأنها كلمة تُطلق على العلوم التي تصُبُّ في تنمية البشر والمُجتمع كعلم النفس، والإدارة، وعلوم الاجتماع.
ومن هذا التعريف ندرك أن التنمية البشرية تشمل كل العلوم التي تنمي القدرات البشرية العملية والعلمية لدى مجموعة من الأفراد في كل المجالات الحياتية.
وينظر الدين الإسلامي إلى التنمية البشرية على أنها الحياة الطيبة، وهو بذلك سبق وفاق ما كان عليه مفهومها وما آل إليه وما اختلف في مسماها، فهو لا ينظر لصنع الثروة بقدر ما ينظر إلى صانع تلك الثروة وهو الإنسان.
وبعد استعراض كل ما سبق أؤكد أن رأيي يختلف تمامًا عما تحدثت عنه فيما يخص التنمية البشرية، فمن وجهة نظري يجب تعديل المصطلح والاسم والحديث عن تطوير الذات فقط، لأن التنمية البشرية بالمفهوم المنتشر هي أكاذيب وخرافات يزينها مجموعة من الناس ويروجونها على أنها حقيقة مثل ما يطلقون عليه البرمجة اللغوية والعصبية وغيرها من الأمور غير الحقيقية، وأن ما يحدث مع الإنسان هو تطوير ذات ليست له علاقة بمصطلح التنمية البشرية، وعلينا أن ندرك أن تطوير الذات هو المصطلح الأصح والأدق لأن التنمية تكون في الأمور المادية أما المعارف الإنسانية فهي تطوير ذات وهي مجموعة من النصائح مبنية على العلم أو على التجربة الشخصية أو على نجاح أناس سابقين، وهذه النصائح تساعدك في النجاح في حياتك.