د. سيد عيسى يكتب.. حان وقت التكاتف العربي لنصرة غزة.. وموقف مصر بطولي يدعم السلام
الاستقرار والأمن يحققان التنمية، إنها الحقيقة التاريخية المعروفة، وعندما نتحول من الأمن إلى الخوف، يختفي الاستقرار وتحل الفوضى، ولذلك نجد أن الدولة الرشيدة تبحث عن الأمن والاستقرار وتتجنب الفوضى وغياب الأمن، هذا الكلام هو تمهيد لما سوف اتحدت عنه اليوم في السطور التالية وهو الحرب على غزة وتداعياتها على مصر والشرق الأوسط.
- اقرأ أيضا: د. سيد عيسى يكتب.. برامج التوعية بممارسة الرياضة إحدى ركائز الاستفادة من الطاقات البشرية المهدرة
إن ما يحدث في غزة الآن هو حدث إجرامي تجاه (المدنيين) من الأطفال والشيوخ والنساء، من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، حدث يؤكد بشكل قاطع مدى الإجرام والوحشية التي تسكن هؤلاء المجرمين، الذين طمسوا هويتهم الإنسانية ليتحولوا إلى خنازير باطشة في صورة آدميين.
إن ما ينتقل إلينا من مشاهد دموية وصور تقشعر منها أبدان الناس تقف أمام وصفها الكلمات وتجف أحبار الأقلام عندما نقدم على كتابة تفاصيلها، وهنا لابد أن ندرك أن نتنياهو المجرم ليس الفاعل الوحيد في كل المجازر التي شهدناها على مدار الشهر الماضي، بل إن الغرب وأمريكا شركاء في الجريمة.
لقد استخدم المجرمون في إسرائيل وأمريكا إعلامهم لتعمية الشعوب، ولكن بعد أن تكشفت الحقائق وتعالت صرخات المظلومين المقهورين في غزة، تحولت الشعوب من تعاطفهم مع الاحتلال إلى مساندة ودعم المقاومة فكانت التظاهرات الشعبية في بريطانيا وأمريكا والغرب، ورفضت الشعوب هذا الهجوم البربري الوحشي الهمجي على الأبرياء في قطاع غزة.
حتى إن خطاب جو بايدن شريك نتنياهو في الجريمة اختلف وتغير، وهذا ظهر واضحا في الاتصال الهاتفي مع الرئيس السيسي الأخير الذي أكد على رفض التهجير والسعي إلى وقف إطلاق النار، وبمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة أثبت للجميع أن مجلس الأمن والأمم المتحدة هم مجموعة من العصابات الإجرامية تفرض سطوتها وسلطتها على الضعفاء في العالم.
وفيما يخص الموقف المصري في الحرب على غزة، هو موقف وطني عروبي واضح وراسخ ومساند للأشقاء في فلسطين، وهنا لابد أن نحيي القيادة السياسية الرشيدة على رفضهم تهجير الأشقاء الفلسطينيين إلى مصر، لأن تهجيرهم سوف يكرر ما حدث في عام 1948، ويفقد أهالي غزة أرضهم وقضيتهم التاريخية.
وفي النهاية لابد أن نؤكد على أمرين مهمين الأول عودة القضية إلى الشارع العربي والإسلامي والإنساني، وهذا يتطلب مزيدا من الضغط العربي لدعم ومساندة فلسطين حتى نستطيع أن نصل إلى حل الدولتين وفق حدود 67 وأن تكون القدس عاصمة فلسطين، الأمر الثاني السعي بكل قوة لوقف عدوان الاحتلال الإجرامي على غزة ومحاسبة كل مجرمي الاحتلال على إجرامهم في الجنائية الدولية.
حفظ الله أهالينا في غزة وأنعم عليهم بالأمن والأمان، وحفظ جشينا الباسل وقيادتنا السياسية الرشيدة، وأبعد عن وطننا العربي شر الانقسام والخلاف والصراع والحروب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب