البعد عن الخطاب الإلهي الصحيح والجهل بالدين مدخل فسيح للإرهاب والتطرف
رسائل تنويرية يكتبها محمد فتحي الشريف حول أفكار الشرفاء الحمادي.. الحلقة الرابعة
الملخص
تحدث الباحث السعودي محمد بن ناصر بن محمد القرني في بحث له بعنوان (إطلالة على الإرهاب من شرفة حديثية) عن أسباب التطرف والإرهاب التي أجملها في الجهل بالإسلام وتعاليمه والمضي في طريق التطرف الفكري، وهذا يتوافق مع ما ينادي به المفكر علي الشرفاء الحمادي بالعودة إلى المنهج الصحيح والبعد عن منهج الروايات التي فرقت المسلمين ونالت من وحدتهم وغزت المناهج الإسلامية بالكثير من الأساطير والخرافات التي أسست للجهل بالدين الصحيح والمنهج القويم وأفرزت التطرف الفكري.
التفاصيل
الجهل بالإسلام
في بحث بعنوان (إطلالة على الإرهاب من شرفة حديثية) أطلق مؤلفه الباحث السعودي محمد بن ناصر بن محمد القرني، في الخاتمة عبارات مهمة أذكر منها على سبيل المثال أربع جمل يقول فيها:
الانحراف الفكري
1- أن الجهل بالشريعة الإسلامية رأس كل بلية. 2- أن الانحراف الفكري أخطر على الأمة من الغزو العسكري.
الشبه الشيطانية
3- أن شياطين الإنس والجن يزينون الشبه الشيطانية باسم العقيدة الإسلامية مثل جهاد المسلمين واعتبارهم من المشركين والمنافقين وإهدار دم الذميين والمستأمنين.
التطرف والغلو
4– أنه من المهم جدا التركيز على العلم الشرعي الصحيح في توعيه الناس، لأن الإسلام ينهى عن التطرف والغلو ويحفظ المواثيق والعهود ويمنع الظلم والجوار ويحفظ الحقوق.
رسائل تنويرية
بعيدا عن منهج الباحث ومصادره التي نختلف أو نتفق عليها في الوصول لتلك النتائج ، إلا أن محصلة النتائج تتطابق مع صحيح الدين الذي جاء في القرآن الكريم، لذلك سوف أحاول النظر إلى خلاصة ما جاء في البحث من خلال إلقاء الضوء على النتائج والتوصيات التي اختتم بها الباحث بحثه، ولقد اخترت عددا من النقاط المهمة لعرضها في تلك الحلقة من (رسائل تنويرية).
أفكار الشرفاء الحمادي
وسوف أسلط الضوء على ما كتبه الباحث بشيء من التحليل والعرض والمقارنة مع ما يقدمه المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء من أفكار تنويرية ودعوة مخلصة نحو عودة المسلمين إلى منهج الله القويم (القرآن الكريم) الذي أوضح كافة الأحكام الشرعية دون لبس، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدث عنها، كما وضع لنا منهجا قويما نسير عليه لنصل إلى الخير والنجاح والفلاح.
الخطر الداهم
ففي أولى العبارات يقول الباحث السعودي، إن الجهل بالشريعة الإسلامية رأس كل بلية وإن الانحراف الفكري أخطر على الأمة من الغزو العسكري.
توافق فكري
تلك العبارة تتوافق مع فكر الشرفاء الحمادي، الذي ينادي بالعودة إلى المنهج الصحيح والبعد عن منهج الروايات التي فرقت المسلمين ونال من وحدتهم وغزت المناهج الإسلامية بالكثير من الأساطير والخرافات التي أسست للجهل بالدين الصحيح والمنهج القويم، وأفرزت التطرف الفكري الذي وصفه الباحث بأنه الخطر الأكبر من الغزو العسكري.
معالجة الجهل والظلام
هنا نؤكد أن الشرفاء الحمادي وضع المعالجة الحقيقية للعودة إلى الإسلام الصحيح بعيدا عن الجهل والظلام وهو الأخذ من المصدر الصحيح الذي لا يعتريه الباطل وهو القرآن الكريم.
شياطين الإنس
يقول الباحث السعودي في خاتمة البحث: (إن شياطين الإنس والجن يزينون الشبه الشيطانية باسم العقيدة الإسلامية مثل جهاد المسلمين واعتبارهم من المشركين والمنافقين وإهدار دم الذميين والمستأمنين).
الأساطير والقتل
وفي هذا الإطار نجد أن الشرفاء الحمادي أدرك أن الشبه الشيطانية تأتي من الأساطير التي دست على الدين، وتسببت في مشهد القتل والتفكير والنيل من المخالفين، وفي هذا يقول الشرفاء في إحدى أطروحاته حول فلسفة الجهاد في الإسلام: (وليس توظيف الجهاد في غزو الأوطان وسفك دماء الأبرياء حين خدعوا الناس بمبررات الفتوحات، واستحلوا كل المحرمات التي حذرهم الله من ارتكابها بغيا وظلماً وعدواناً).
فلسفة الجهاد
ويضيف الشرفاء في مقال فلسفة الجهاد قائلا: (إن الله عز وجل حذر رسوله عليه السلام بعدم إكراه الناس على الدخول في الإسلام في قوله سبحانه “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، وهنا يظهر جوهر وحقيقة الإسلام السمح الصحيح الذي جاء به القرآن الكريم).
منع الظلم والجور
ويقول محمد بن ناصر في ختام بحثه: (إنه من المهم جدا التركيز على العلم الشرعي الصحيح في توعيه الناس، لأن الإسلام ينهى عن التطرف والغلو، ويحفظ المواثيق والعهود، ويمنع الظلم والجوار ويحفظ الحقوق).
تشتيت الأفكار
فالقول يتطابق مع القرآن الكريم والخطاب الإلهي الذي يدعو الشرفاء الحمادي إلى اتباعه في مؤلفه الشهير (المسلمون بين الخطاب والديني والخطاب والإلهي) حيث يصف الحطاب الإلهي بأنه: (إنَّ المستهدف هو أن يبتعد المسلمون عن القرآن الكريم لكي يسهل اقتيادهم ويتشتت فكرهم ويغرقوا في الفتن ويحدث الصراع بينهم والاقتتال).
نجاح الأعداء
وإذا استعرضنا أحداث التاريخ نجد خططهم قد نجحت، وأنَّ أعداء الإسلام حصدوا فيما خططوا له بعزل القرآن وآياته عن المسلمين، وأصبح المسلمون في ظلمات يُتَخَطّفُونَ من كل جانب، فلا نجاة للمسلمين إلا بالعودة للخطاب الإلهي، القرآن الكريم، تأكيدًا لَقوله تعالى “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إلى النَّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إلى الظُّلُماتِ أولٰئِكَ أصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ” (البقرة 275).
قوة الإسلام
وفي النهاية نقول، إن الطريق المستقيم واضح، وهو السير على منهج الله القرآن الكريم الذي يدعو إلى الاعتصام وعدم الفرقة، وترك كل الروايات والأساطير والخرافات، حينها فقط يعود للإسلام قوته وسماحته واستقراره.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب