الرئيسيةدراساتسياسية

  البعد السيبراني في السياسة الخارجية: روسيا والصين نموذجا

اعداد:  سهيله محمد احمد  / صفاء عبد الباسط

مقدمه:

أدى التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات، وخصوصًا في مجال الشبكات، إلى تحول جذري في مفهوم القوة، مما أتاح للعالم دخول مرحلة جديدة تُعَدّ فيها هجمات الفضاء السيبراني عنصرًا أساسيًا في تعزيز القوة أو الاستحواذ على مقوماتها الرئيسية، وبالتالي أضاف بعداً جديداً للسياسة الخارجية. وفي هذا الإطار،  تستعرض الدراسة التغيرات التي طرأت في مجال القدرات السيبرانية وتأثيرها على العلاقات الدولية، مع التركيزعلى دور التطورات التكنولوجية في تغيير ديناميكيات الصراعات الدولية ووسائل التنافس. وباعتبار  أن روسيا والصين من أبرز القوى الرائدة في هذا المجال، تسلط الدراسة الضوء على كليهما، حيث تشهدان تطوراً سريعاً كقوى اقتصادية كبرى وتستثمران بشكل كبير في تعزيز قدراتهما السيبرانية. في هذا السياق، تتناول الورقة البحثية النقاط التالية ( اهم استراتجيات روسيا والصين في سياستهما السيبرانيه، تاثير الانشطه السيبرانيه علي العلاقات الدوليه والنظام العالمي، الاستراتجيات السيبرانيه التي تعتمدها روسيا والصين لتحقيق اهدافها ،  تحليل اهم التحديات التي تواجهه الصين وروسيا في المجال السيبراني).

اشكاليه البحث:

يسعي البحث لمعرفه كيف استخدمت كلا من الصين وروسيا الفضاء السيبراني لتحقيق اهدافها،
إلى جانب استعراض وتحليل القدرات السيبرانية لكل من روسيا والصين، مع تقديم رؤية شاملة حول استراتيجياتهما وأهدافهما في هذا المجال،  وتسليط الضوء على تطور تلك القدرات وكيفية استخدامها لتعزيز مكانة البلدين في الساحة الدولية، بالإضافة إلى دور هذه القدرات في مواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة.

الإطار النظري للبعد السيبراني

يشير البعد السيبراني الي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفضاء الافتراضي لتحقيق اهداف سياسية واقتصادية وامنية .يتضمن ذلك الأنشطة المتعلقة بالحرب السيبرانية ، التجسس السيبراني ، الدبلوماسية السيبرانية ، أمن المعلومات.

دور البعد السيبراني في السياسة الخارجية

يلعب البعد السيبراني دور هام في السياسة الخارجية للدول من خلال تمكين الحكومات من تنفيذ استراتيجاتها وتحقيق اهدافها دون الحاجة الي التدخل العسكري التقليدي ، يمكن للدول استخدام الهجمات السيبرانية لجمع المعلومات ، تعطيل البنية التحتية ، او التأثير علي الرأي العام في دول اخري، تعطيل الخدمة وإجبار الدولة علي تغير القرار، مثال ذلك ما حدث في قرغيزستان في يناير 2009 عندما أدت الهجمات السيبرانية الروسية إلى توقف اثنين من مزودي خدمة الانترنت عن العمل وذلك بهدف الضغط علي رئيس قرغيزستان لإزالة قاعدة عسكرية أمريكية (وهو ما تحقق بعد ذلك بالفعل)، أوالاختراق واحداث الفوضي كما حدث في اوكرانيا 2014، 2022.

تأثيرالأمن السيبراني علي موازين القوي العالمية

ساهم الفضاء السيبراني في ظهور فاعلين جدد بالنظام الدولي كوسائل التواصل الأجتماعي ،والجماعات الإرهابية، علاوة علي الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ، وعزز الأمن السيبراني  من دور بعض القوي القائمة وزودها بأدوات جديدة للتأثير وتحقيق أهدافها وخلق تحديات جديدة أمام بعض الفاعلين الرئيسين علي الساحة الدولية كالدول التي مازالت هي الفاعل الأبرز علي الساحة الدولية، ومن جانب آخر، اصبحت القوة السيبرانية ساحة للتغلب علي القوي العظمي كبديل للقوة العسكرية التقليدية ،وذلك في ظل العسكرة المتزايدة للفضاء الإلكتروني،وغياب الإنذارالمبكر في الصراعات السيبرانية. وفي ظل نظام عالمي يجمع بين ملامح الصراع والردع السيبراني من ناحية، والتعاون بالمجالات السيبرانية كمدخل لإعادة التوازن بين مقدرات القوي بالنظام العالمي الجديد من ناحية أخرى،اصبح الأمن السيبراني ضمن مجالات التعاون الثنائي لتعزيز العلاقات الدولية.

السياسة السيبرانية الروسية

بدأ الاهتمام الروسي بالأبعاد السياسية للأمن السيبراني في التسعينات بعد تأسيس مجلس الأمن الروسي في عام 1992 ،والذي يعد من اهم المؤسسات المسؤلة عن الأمن السيبراني في روسيا إلى جانب جهاز الأمن الفيدرالي، جهاز الحرس الفيدارلي،والجهاز الفيدارلي للتحكم التقني ، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ولقد تبلور الاهتمام الروسي بقضايا الأمن السيبراني في عام 2000 ، عندما قامت روسيا بتطوير استراتيجية أمنية تبني علي اساس الإيمان الكامل بالدور الذي يلعبه الأمن السيبراني في تحقيق المصالح القومية وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي.

ولقد اعلنت روسيا عام 2010 عن العقيدة العسكرية الخاصة بها والتي اشارت الي ان الصراعات العسكرية الحديثة تتضمن الاستخدام المتكامل للقدرات العسكرية وغير العسكرية، مع ابراز اكبر لحرب المعلومات ، هذا إلى جانب  تشكيل قيادة مستقلة للأمن السيبراني ، ومن جانب آخر، بلغ الانفاق العسكري الروسي علي حرب الفضاء الالكتروني 127مليون دولار من اجمالي انفاق عسكري بلغ 20 مليار دولار في روسيا عام 2022، كما تحتل روسيا المركز الرابع عالميا في مجال تطوير قدرات الاسلحة الالكترونية.

 

 

وفي سياق متصل، ومن خلال تجمع بريكس اعتزمت روسيا علي تأسيس فضاء إلكتروني خاص بها مستقل عن شبكة الانترنت الحالية بهدف التخلص من الهيمنة وعمليات التجسس الالكتروني الامريكية ‘ واتخذت خطوات فعلية لذلك ‘ حيث تقوم البرازيل ببناء منظومة الكابلات التي يمكن أن تربطها بروسيا والصين وجنوب افريقيا .كما قامت الحكومة الروسية في السنوات الأخيرة بعمليات تقييم لمخاطر التهديدات الإلكترونية ،إلا ان نتائجها وما اسفرت عنه من سياسات لم يتم الأعلان عنه ولكن بشكل عام يمكن القول بأن روسيا تضع المخاطر الالكترونية في المرتبة الخاصة بالتطرف والمخاطر البيئية والجريمة المنظمة العابرة للحدود ،وتأتي الهجمات الالكترونية ضمن قائمة أكثر عشرة مخاطر تهدد البنية التحتية ، وذلك وفقا لأستراتيجية الأمن القومي الروسي .

ومن ناحية أخرى، تعتمد الاستراتيجية الروسية الخاصة بالحرب الإلكترونية الهجومية علي استخدام الأسلحة الإلكترونية الهجومية باعتبار انها قوة مضافة في الحرب حيث تزيد من القدرات القتالية للدولة إذا ما تم استخدامها الي جانب قدرات عسكرية اخري ، كما تعتمد الاستراتيجية الروسية علي تعطيل البنية التحتية المعلوماتية، والاتصالات المدنية والعسكرية، تعطيل عمليات التداول المالية والائتمانية ،التأثير في الرأي العام قبل البدء في العمليات العسكرية التقليدية في الدولة الخصم.

دور الفضاء السيبراني في السياسة الخارجية الروسية

أصبح الفضاء السيبراني أحد العناصر الرئيسية التي تؤثر في النظام الدولي بما يحمل من أدوات تكنولوجية تلعب دورا هام في عملية التعبئة والحشد في العالم والثأثير في القيم السياسية . ولقد سارعت روسيا في سياق حربها الباردة في الميدان السيبراني مع الولايات المتحدة الأمريكية إلي تعزيز أمنها في مواجهة أي هجمات محتملة من الأطرف الأخري ،حيث أنشأ جهاز الأمن الفيدارلي الروسي عام 2018 تزامنا مع اعتماد الاستراتيجية الأمريكية في الفضاء السيبراني ، مركزا وطنيا لتنسيق مكافحة الهجمات السيبرانية علي البنية التحتية الحيوية في روسيا ، ومن اهم المهام التي يقوم بها مهام الكشف والوقاية والقضاء علي تداعيات الهجمات الإلكترونية ، وتبادل المعلومات بين الهيئات المتخصصة في الداخل والخارج ، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فالهجمات الالكترونية وفقا لاستراتيجية الأمن الروسي تحتل المرتبة الثانية في عملية تطوير القدرات التكنولوجية للقوات المسلحة حتي يتحقق الردع الإلكتروني . تدفع استراتيجية الأمن القومي الروسي عمليا الي وضع ملف المواجهة السيبرانية وأمن المعلومات في مقدمة معركتها مع الغرب ،
ومن بين الاليات التي وضعتها الاستراتيجية الروسية لتحقيق هذا الهدف هو إنشاء فضاء أمن لتداول المعلومات الموثوق بها وكذلك تحصين البنية التحتية الخاصة بالمجال المعلوماتي في روسيا ومنع التأثير التخريبي بالوسائل التكنولوجية علي الموارد المعلوماتية الروسية مع تهيئة الظروف الملائمة لكشف ومنع جرائم الإنترنت أو السيطرة الأجنبية علي أنشطته.

 

 

أستخدام روسيا للهجمات السيبرانية كأداة سياسية

اصبحت الهجمات السيرانية الروسية مصدر قلق كبير علي المستوي الدولي ، حيث قامت روسيا بالعديد من الهجمات الكبري استهدفت البنية التحتية الحيوية والمؤسسات السياسية في دول مختلفة ومن ابرز الامثلة علي ذلك التدخل الروسي في الأنتخابات الأمريكية عام 2016 حيث تم أتهامها بتوجيه هجمات سيبرانية للتأثير علي نتائج الأنتخابات، عن طريق اختراق البريد الألكتروني للحزب الديمقراطي واختراق شبكات الحواسيب وتثبيت البرامج الضارة التي سمحت لهم بالتجسس علي المستخدمين والتقاط نقرات المفاتيح والصور وسرقة الملفات ، بالإضافة إلي اختراقهم لجنة الحزب الديمقراطي ، قاموا باختراق المجالس المحلية للانتخابات في الولايات الأمريكية الأمر الذي يرفع من نسبة الشكوك حول تأثير هذه الاختراقات علي مجمل عدد الأصوات التي حصل عليها المرشحين الرئاسيين. .

أمثلة علي الهجمات السيبرانية الروسية وتأثيرها الدولي

قام الروس باستعراض تقنياتهم في الحرب الإلكترونية منذ الهجوم الإلكتروني علي إستونيا عام  2007  ، كذلك استفادت روسيا خلال صراعها مع جورجيا عام 2008 من الهجمات الإلكترونية لتوظيف عمليات المعلومات للتأثير في عملية صنع القرار لدي الخصوم، وفي عام 2018 استخدمت روسيا العمليات السيبرانية لاستهداف إمدادات الطاقة في كييف  في اطار ضمها لشبه جزيرة القرم،وفي الحرب الجارية مع أوكرانيا منذ عام 2022 استهدفت الهجمات السيبرانية الروسية تعطيل الأجهزة اللاسلكية الأوكرانية ومنع الاتصال بالطائرات بدون طيار، إلى جانب التأثير على مراكز القيادة والسيطرة والتشويش علي الرادارات.

تحليل الهجمات السيبرانية الروسية

أدى الهجوم السيبراني علي أستونيا في تعطيل الخدمة وشل البنية التحتية ,وذلك نتيجة لاعتماد إستونيا بشكل كبير علي الانظمة الالكترونية لإدارة شؤن الدولة , وتقديم خدمات للمواطنين ،
كان من شأن هذا الهجوم أن يعطل حركة الاقتصاد والمعاملات البنكية الخاصة والحكومية.
ولكن يعتبر الأثر الأكبر للهجوم كان معنويا أكثر منه ماديا إذ لم ينتج عن الهجوم أي أثر تدميري علي البنية التحتية لإستونيا.

في حين تمثل الهجوم علي جورجيا في الاختراق وتعطيل الخدمة، حيث اختلفت تداعيات الهجوم  السيبراني في حالة جورجيا عن إستونيا ففي إستونيا كان الضررالاكبر هو الحيلولة دون قدرة المواطنين علي الوصول الي خدمات الكترونية حيوية يقدمها كل من القطاع العام والخاص ،
أما في الحالة الجورجية كان الضرر الأكبر هو الحد من قدرة الدولة علي إيصال رؤيتها للعالم ,وإيصال المعلومات للمواطنين من خلال الأنترنت.

أما في الحالة الأوكرانية فقد حققت روسيا الأختراق وإحداث الفوضي والتأثير علي الرأي العام، والتأثير على القرارت السياسية والعسكرية بما يتناسب مع المصالح الروسية في أوكرانيا، حيث قاد ذلك في النهاية إلى ميل المواطنين في الأجزاء الشرقية من أوكرانيا إلى الإنضمام إلى روسيا.

  ابرز الهجمات السيبرانية الروسية ضد أوكرانيا

*خلال عام 2014 تمكن المهاجمون السيببرانيون الروس من الوصول الي نظام عدد الاصوات في أوكرانيا اثناء الانتخابات العامة ،مما أدي الي تدمير السجلات الإلكترونية وإجبار السلطات الأوكرانية علي فرز الأصوات يدويا.

* في عام 2015 تسبب هجوم إلكتروني في انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات في غرب أوكرانيا وجزء من كيف.

* خلال عام 2017 وقع هجوم سيبراني ، نجح في إصابة مايقرب من 10% من  جميع أنظمة الكمبيوتر الإلكترونية بحزمة برامج ضارة .

في 15 ينلير 2022 كشفت مايكروسوفت عن برامج ضارة متخفية في شكل برنامج فدية تسهدف العشرات من المنظمات الحكومية والغير الهادفة للربح ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات الموجودة في أوكرانيا.

*في 19 يناير أدي هجوم الكتروني الي تعطيل وظائف معينة للشئون العالمية بكندا ، بعد ان صرح المسئولون الكنديون دعمهم لأكروانيا

*في الأول من فبراير 2022 كشفت مايكروسوفت عن استهداف المكاتب العسكرية الأوكرانية والشبكات الحكومية من قبل مجموعة أكتينيوم التي يعتقد انها مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية ، بهدف التجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية.

*في 24/2/2022 أتجه بعض القراصنة الروس الي تشكيل فرق خاصة كي يتسببوا في المزيد من الأضرار السيبرانية لأوكرانية ،تسببت فرقة مكونة من 6 قراصنة في اغلاق عدد من المواقع الحكومية الأوكرانية مؤقتا ، كما استغلت تلك الفرقة احدي صفحات الويب العسكرية الأوكرانية غير متصلة بالأنترنت وارسلت عبر البريد الألكتروني 20 تهديدا يفيد بوجود قنابل في المدارس الأوكرانية.

*في 16/8/2022 تعرضت مؤسسة الطاقة النوووية الأوكرانية لهجوم سيبراني روسي علي مواقعها بالتوازي مع تصاعد حدة التوتر حول محطة زايوريجيا في جنوب أوكرانيا ، حيث استخدمت مجموعة الجيش السسيبراني الروسي حوالي أكثر من 7ملايين روبوت انترنت لمهاجمة الموقع الالكتروني لمدة ثلاث ساعات .

هجمات إلكترونية أوكرانية ضد روسيا 2024

في عام 2024 بدأ متخصصو الإنترنت العاملون كجزء من المديرية الرئيسية للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية وجهاز الأمن الأوكراني العديد من الهجمات السيبرانية علي التكنولوجيا والبنية التحتية الروسية بما في ذلك الهجمات علي القطاع المصرفي الروسي وموفري الإنترنت الروس وموارد الويب للإدارة الإقليمية والمطارات الروسية والعديد من المؤسسات الحكومية الروسية والشركات الخاصة.

في منتصف يناير تم حذف 280 خادما و2 بيتابايت من البيانات من بلانيت وهو مركز أبحاث الأرصاد الجوية المائية الفضائية ،كلف الهجوم السيبراني روسيا ما يقرب من 10 ملايين دولار أمريكي ،كما أثر الهجوم علي المستودعات ومبني مركز الأبحاث بما في ذلك أجهزة الترطيب وتكييف الهواء والخوادم وإمدادات الطاقة في حالات الطوارئ، كما أدت الهجمات السيبرانية الأوكرانية في جزيرة بولشفيك الي قطع الاتصال تماما بالشبكات الروسية .

في الرابع من نوفمبر تمكنوا من الوصول الي نظام ادارة المستندات الالكترونية وكشفوا عن معلومات مفصلة حول كبار العسكريين والمتخصصين الروس ،تمكنوا ايضا من استهداف البرامج العسكرية الروسية المستخدمة لتعديل طائرات دي جيه اي مما ادي الي منع القوات من الوصول الي الخادم لعمليات الطائرات بدون طيار ، كما منع الهجوم السيبراني القوات من تكوين لوحات التحكم ونقل مقاطع الفديو الي مراكز القيادة وتشغيل الطائرات بدون طيار باستخدام وجهات الكمبيوتر مما ادي الي إيقاف العديد من أساطيل الطائرات بدون طيار وإيقاف العمليات .

في ابرايل ،أدت الهجمات التي شنها جهاز الأمن الأوكراني علي شركة الاتصالات موسكوليكتور إلي إغلاق 87000جهاز استشعار إنذاريستخدم لمراقبة الصرف الصحي والتحكم في جميع أنحاء منطقة  العاصمة موسكو مما أدي الي تدمير 70 خادما ومالايقل عن 90 تيرابايت من بيانات الشركة ورسائل البريد الإلكتروني والنسخ الاحتياطية .

في يونيو ، أدت الهجمات السيبرانية الي تعطيل الأنظمة الإلكترونية لمطارات روسية مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية.

في يوليو 2024، أدت الهجمات السيبرانية الأوكرانية الي اغلاق صفحات الويب المتأثرة واستبدالها بصورة لرأس خنزير مقطوع الرأس ملطخ بالدماء وملون بعلم روسيا .

تأثير الهجمات السيبرانية الروسية علي السياسة الخارجية

أستخدمت روسيا الهجمات السيبرانية كأداة ضغط قوية لتعزيز موقفها السياسي والعسكري في الصراع مع أوكرانيا ، هذه الهجمات لم تكن تهدف فقط الي الحاق الضرر باالبنية التحتية الأوكرانية ، بل كانت تهدف ايضا الي زعزعة استقرار الحكومة الاوكرانية وبث الرعب بين المواطنين ، مما أدي الي توتر العلاقات بين روسيا والدول الغربية التي دعمت أوكرانيا.

علي الجانب الاخر ، أدت الهجمات السيبرانية الروسية الي فرض عقوبات دولية علي روسيا.

فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي مجموعة من العقوبات علي روسيا كان من اهمها ما يلي :

 

 

التدابير المالية

تمت إزالة البنوك الروسية من نظام سويفت ( هو نظام مركزي عالمي لتنفيذ الحوالات المالية المتبادلة بين البنوك العالمية الكترونيا وذلك باعتماد مقايس دولية ومن خلال رمز محدد لكل بنك يسمي سويفت كود)، وضع قيود علي الودائع التي يمكن للروس ايداعها في البنوك البريطانية ، بهدف اضعاف الاقتصاد الروسي

النفط والغاز

فرضت الولايات المتحدة حظر كامل علي واردات النفط والغاز الروسي ، جمدت المانيا خططها    Nordstream2لافتتاح خط انابيب الغاز

استهداف الأفراد

فرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة ودول اخري عقوبات علي الأفراد التي يطلق عليها حكم القلة وتم فرض العقوبات علي اكثر من 1000فرد وشركة روسية .

سلع وخدمات

حظرت كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج ، حظرت جميع الرحلات الجوية الروسية ، وحظر استيراد الذهب الروسي، وحظر تصدير السلع الكمالية الي روسيا.

مكاسب روسيا من استخدام الهجمات ضدخصومها

يساعدها في تحقيق اهدافها التي تعجزأدوات القوة التقليدية عن تحقيقها ،خاصة بما تتميز به هذه القوة من خاصية التخفي والقدرة علي اصابة اهداف الخصم ،واتساع نطاق تدمير الأهداف الالكترونية مع التحكم في امكانية إصابة الاهداف من دون ووقع خسائر بشرية غير مقصودة

السياسه السيبرانية للصين:

دعمت الصين جهود بناء وتوسيع نطاق التقنيات الرقمية في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وعلى الرغم من أن البلاد كانت متأخرة نسبيًا في مجال الاتصالات،
إلا أنها الآن تضم أكثر من 900 مليون مستخدم، مما يجعل الصين تحتوي على أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم. وبالفعل، أصبحت الصين اليوم الدولة الوحيدة التي تتمتع بقوة اقتصادية رقمية يمكن مقارنتها بقوة اقتصاد الولايات المتحدة. قامت الصين بدمج عدة مجالات سيبرانية في قواتها المسلحة. تشمل هذه التدابير الإدارة الثالثة في جيش التحرير الشعبي المسؤولة عن حماية الشبكات الحاسوبية، وجمع المعلومات الاستخبارية، واستغلال الشبكات الحاسوبية، والقسم الرابع المسؤول عن الحرب الإلكترونية في شبكة متكاملة، وهجمات الشبكات الحاسوبية، وتكامل الدعم الاستراتيجي مع الاستخبارات والاتصالات لبناء قوة حرب المعلومات المتكاملة.

اصبح قطاع التكنولوجيا الرقمية في الصين علامة على قوتها ونفوذها عالميًا، وأصبح جبهة رئيسية في الصراع المستمر مع الولايات المتحدة. ورغم وجود العديد من السياسات السيبرانية والتكنولوجية والرقمية المعمول بها في الصين، فإن “إستراتيجية الصين الرقمية” الشاملة، التي تم نشرها في فبراير 2023، تسعى إلى تعزيز التنمية الرقمية في الصين بشكل متقدم وتحويل الصين إلى اقتصاد رقمي بالكامل بحلول عام 2025 كهدف متوسط المدى،  وجعل بكين رائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا الرقمية بحلول عام 2035 كهدف طويل المدى.

وقد برز مفهوم “القوة السيبرانية العظمى” كإطار رئيسي لاستراتيجية الصين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حرص الرئيس الصيني على التأكيد في معظم خطبه على أهمية
أن تصبح بكين قوة سيبرانية رائدة، حيث شدد  مرارًا على أن تعزيز الابتكار التكنولوجي المحلي هو العامل الأساسي لبناء القوة السيبرانية العظمى للصين. ويهدف هذا إلى تعزيز القدرة التكنولوجية الصينية وجعلها محورية على الصعيد الدولي، دون الاعتماد الكبير على التكنولوجيا الأجنبية.
وفي خطابه عام 2016 حول استراتيجية الصين للتفوق التكنولوجي، أشار شي جين بينج إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا الغربية يشكل “خطرًا خفيًا” لأن التكنولوجيا تمثل شريان الحياة للصين. وأضاف أن هيمنة الغرب على سلاسل التوريد التكنولوجية تهدد تقدم الصين.

ومن هنا بدأت الصين في التفكير ببناء استراتيجية سيبرانية عام 2016، خلال المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني، حيث أكدت السلطات العليا على أهمية النطاق السيبراني. وقد حظيت هذه الاستراتيجية بدعم قانوني من خلال تبني أول قانون صيني للأمن السيبراني في عام 2017. حددت الاستراتيجية تسع مهام أساسية، مع التركيز على تعزيز السيادة والدفاع الإلكتروني، وعملت اللجنة المركزية للحزب على تطويرها ، بالإضافة إلى تنظيم القضايا ذات الصلة بوسائل الإعلام والسيادة السيبرانية في جميع القطاعات. وهذا يمكن الصين من بناء وتطوير استراتيجية سيبرانية تتمكن من المنافسة بقوة في المنافسات الدولية.

استراتجيات الصين للسيطره علي الانترنت

تهدف الصين أيضًا إلى تعزيز التقدم الرقمي من خلال تعزيز بنية التحتية السيبرانية ونظام موارد البيانات، إلى جانب تعزيز التكامل بين التقنيات الرقمية وقطاعات البنية التحتية، وتسريع بناء شبكات الجيل الخامس. تستخدم الصين قدراتها السيبرانية بشكل أساسي لتلبية الاحتياجات والمصالح المحلية، بهدف تعزيز الازدهار والحفاظ على النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. يتم التركيز بشكل أساسي على “تطهير” الإنترنت في الصين من الأفكار والمعلومات التي قد تشكل تحديًا لسلطة الحزب الشيوعي الصيني، مما يجعل تكنولوجيات المراقبة والرقابة أمرًا حيويًا. .

حققت الصين هذه الإنجازات بدون اعتماد على قيم الإنترنت الحر والمفتوح كما يفعل الغرب، والتي كانت تُعتبر أساسية لتطوير قطاع رقمي ناجح. كما تعتمد استراتجيه الصين الالكترونيه علي تحقيق السياده السيبرانيه كأساس لتوجه جديد لحوكمه الفضاء السيراني, وتهدف الصين لضمان ممارسه الحكومه الصينيه السياده الكامله في الفضاء السيبراني، مما قاد إلى نجاح  الحكومه في تعزيز صناعه ديناميكيه تكنولوجيا المعلومات من خلال الشركات الخاصه التي تسيطر علي المجال دون استقلاليه عن الحكومه. ولجأت الحكومه الي سياسه الرقابه علي الانترنت و شددت القيود علي وسائل التوصل الاجتماعي، كما حجبت مواقع مثل فيس بوك و يوتيوب و تويتر و دعمت انشاء مواقع بديله تخضع لسيطره الحكومه.

وفي إطار التنسيق والعمل المشترك، طبقت كل من روسيا والصين نموذج “السيادة الإلكترونية” بدلاً من حرية الفضاء السيبراني بهدف حمايه امنهم القومي. ما يجعل هاتان الدولتان لهما تأثير دولي في هذا السياق هو السلطة التي تمتلكها للتحكم في بيانات الإنترنت الخاصة بالمواطنين ومراقبتها من أجل فرض القوانين الوطنية التي تنظم الخطاب العام ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى القدرة على تنظيم النشاط السياسي . كما وقعت روسيا والصين عدة اتفاقيات ثنائية للتعاون في مجال التكنولوجيا وحوكمة الإنترنت. ففي عام 2015، اتفق كل منهما على التعاون داخل منظمة شنغهاي للتعاون لحماية حقوق الدولة في تحديد وتنفيذ السياسات العامة المتعلقة بالاتصالات والمعلومات، بما في ذلك الإنترنت. وفي عام 2016، أكد البيان المشترك للبلدين على مبدأ احترام السيادة الوطنية في مجال المعلومات وضمان تنظيم فعال لـ “مساحة المعلومات”. تم تعزيز التعاون من خلال معاهدة ثنائية في عام 2019 تركز على حوكمة الإنترنت وإدارة المحتوى عبر الويب. بالإضافة إلى ذلك، دعم كل من البلدين مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة التي تشجع على مبادئ السيادة الإلكترونية في مناقشات حوكمة الإنترنت، وعارضوا مبادرات الأمم المتحدة في هذا الإطار المرتكزة على حقوق الإنسان بدعم من الولايات المتحدة وحلفاؤها.

 استخدام القوة السيبرانية الصينيه فى التفاعلات الدولية: 

لا تتردد الصين في استخدام القوة السيبرانية في إدارة علاقاتها الدولية السياسية والعسكرية، بهدف تعزيز قوتها وتحقيق أهدافها التي قد تعجز الوسائل التقليدية عن تحقيقها. تتميز هذه القوة بقدرتها على التخفي وإلحاق الأذى بأهداف الخصوم، بالإضافة إلى قدرتها على توسيع نطاق تدمير الأهداف الإلكترونية. وفي إطار استراتيجيتها السيبرانية، تسعى الصين إلى التأثير على تايوان من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية، مما يساهم في زعزعة الثقة في نزاهة العملية السياسية. يواجه الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي ينتمي إليه الرئيس التايواني الحالي المعروف بموقفه المؤيد للاستقلال هجمات سيبرانية متكررة. وتشير الأحداث السابقة إلى تصاعد وتيرة هذه الأنشطة السيبرانية الصينية خلال فترات الانتخابات الرئاسية في تايوان. في عام 2016 ذكرت التقارير أن مجموعة القرصنة المعروفة بالاسم الكودي “إيه بي تي 16” استهدفت موظفي الحزب الديمقراطي التقدمي وبعض الصحفيين بهدف الوصول إلى معلومات حساسة، بما في ذلك الخطابات غير المنشورة والمقترحات السياسية المنتظرة. وفي الفترة بين عامي 2019 و2022، كان الحزب الديمقراطي التقدمي هدفًا رئيسيًا لتلك الهجمات، حيث ظهرت مجموعة قرصنة أخرى تحت اسم “ريد ألفا”، حيث أنشأت مواقع وهمية تحاكي المنصات الحكومية التايوانية بهدف تضليل الشخصيات السياسية.

كما تأتي الهجمات السيبرانية الصينية ضد الولايات المتحدة لتمثل استثمارًا استراتيجيًا في تحقيق أهداف متعددة تشمل الحصول على تكنولوجيا متقدمة، جمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية. من خلال استغلال الثغرات في الأنظمة الأمريكية، تسعى الصين إلى تعزيز قدرتها التنافسية والسيطرة الجيوسياسية، حيث نفذت سلسلة من الهجمات السيبرانية الموجهة ضد الولايات المتحدة. تهدف هذه الهجمات إلى تحقيق مصالح متعددة، تشمل الحصول على معلومات حساسة، تعزيز قدراتها التكنولوجية.

وتعتبر التكنولوجيا والابتكارات الأمريكية من أبرز الأهداف في الهجمات السيبرانية الصينية، وذلك في إطار ما يعرف بين البلدين بإسم (حرب الملكية الفكرية)، فالولايات المتحدة تمتلك بعضًا من أكثر التقنيات تقدمًا في العالم، بما في ذلك في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وعلوم البيانات. ومن خلال الهجمات السيبرانية يتوفر للصين وسيلة فعالة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول الأنشطة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة، من خلال اختراق الأنظمة الحكومية والمراكز البحثية، تستطيع الصين الحصول على معلومات استراتيجية تساعدها في تخطيط استراتيجياتها الدفاعية والسياسية. وذلك مثل الهجوم على مكتب إدارة الموظفين الأمريكي (OPM) في عام 2015، والذي أدى إلى تسريب معلومات حساسة حول ملايين الأفراد، يعد مثالاً على كيفية استخدام الهجمات لجمع المعلومات الاستخباراتية.

ومن خلال تنفيذ هجمات متقدمة ومراقبة ردود الأفعال، تستطيع الصين تحسين قدراتها الدفاعية والهجومية في مجال الأمن السيبراني، مما يتيح لها فرصة لتطوير استراتيجيات دفاعية فعالة ضد الهجمات، فضلاً عن تحسين مهاراتها في التعامل مع التهديدات السيبرانية، كما أن الهجمات المستمرة على البنية التحتية والشركات الأمريكية تساعد الصين في التعلم من التجارب والابتكارات في مجال الأمن السيبراني.

الهجمات السيبرانيه الامريكيه- الصينيه:

الهجمات السيبرانية الصينية ضد الولايات المتحدة تمثل استثمارًا استراتيجيًا في تحقيق أهداف متعددة تشمل الحصول على تكنولوجيا متقدمة، جمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية. من خلال استغلال الثغرات في الأنظمة الأمريكية، تسعى الصين إلى تعزيز قدرتها التنافسية والسيطرة الجيوسياسية، حيث نفذت سلسلة من الهجمات السيبرانية الموجهة ضد الولايات المتحدة. تهدف هذه الهجمات إلى تحقيق مصالح متعددة، تشمل الحصول على معلومات حساسة، تعزيز قدراتها التكنولوجية، وزعزعة استقرار الخصوم.

تعتبر التكنولوجيا والابتكارات الأمريكية من أبرز الأهداف في الهجمات السيبرانية الصينية. الولايات المتحدة تمتلك بعضًا من أكثر التقنيات تقدمًا في العالم، بما في ذلك في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وعلوم البيانات. من خلال الهجمات.الهجمات السيبرانية توفر للصين وسيلة فعالة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول الأنشطة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة. من خلال اختراق الأنظمة الحكومية والمراكز البحثية، تستطيع الصين الحصول على معلومات استراتيجية تساعدها في تخطيط استراتيجياتها الدفاعية والسياسية. الهجوم على مكتب إدارة الموظفين الأمريكي (OPM) في عام 2015، والذي أدى إلى تسريب معلومات حساسة حول ملايين الأفراد، يعد مثالاً على كيفية استخدام الهجمات لجمع المعلومات الاستخباراتية. من خلال تنفيذ هجمات متقدمة ومراقبة ردود الأفعال، تستطيع الصين تحسين قدراتها الدفاعية والهجومية في مجال الأمن السيبراني. هذا يوفر لها فرصة لتطوير استراتيجيات دفاعية فعالة ضد الهجمات، فضلاً عن تحسين مهاراتها في التعامل مع التهديدات السيبرانية. الهجمات المستمرة على البنية التحتية والشركات الأمريكية تساعد الصين في التعلم من التجارب والابتكارات في مجال الأمن السيبراني.

في الفترة الأخيرة، ارتفعت المخاوف الأمريكية بشأن الهجمات السيبرانية المنسوبة إلى الصين، وذلك عقب إعلان السلطات الأمريكية عن قرصنة إلكترونية تُدعى “فولت تايفون”. كانت هذه الشبكة تستهدف البنى التحتية الحيوية للقطاع العام، بما في ذلك محطات معالجة المياه وأنظمة النقل، وفقًا لتوجيهات من الصين. أعلنت شركتا “أوبن أي آي” و”مايكروسوفت” عن تصديهما لمحاولات من قراصنة ترعاهم الدولة الصينية الذين حاولوا استغلال تقنية الذكاء الاصطناعي المقدمة من “أوبن أي آي” لأغراض ضارة. وأشارت الشركتان إلى حادثة استخدمت فيها مجموعة “كاركول تايفون” الصينية خدمات “أوبن أي آي” . في المقابل اتهمت الصين الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية ضدها، مشيرة إلى أنها تعرضت لأكثر من 800 مليون هجوم إلكتروني يوميًا في عام 2018، وأن العدد ارتفع إلى أكثر من 4.9 مليار هجمة يوميًا.

اتهمت الصين وكالة تجسس أمريكية باختراق جامعة صينيه ، التي تُعنى ببرامج أبحاث الطيران والفضاء، وأشار المركز الوطني الصيني للاستجابة لحالات الطوارئ لفيروسات الكمبيوتر في بيان له إلى أن مكتب عمليات الوصول التابع لوكالة الأمن القومي الأمريكي كان وراء الهجمات على جامعة نورث وسترن بوليتكنيك في شيان. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه بكين وواشنطن حربًا كلامية متصاعدة حول قضايا التجسس الإلكتروني.

تاثير الهجمات السيبرانيه علي السياسه الخارجيه:

Bottom of Form

تصاعدت الأزمة بين بكين وواشنطن بعد أن قامت الصين بإسقاط  منطاد تجسس صيني. مما ادي الي تصاعدًا في التوغل الأمريكي وتعزيز قدرات حلفائها في المجالين الجوي والبحري، وذلك في إطار استجابة لهواجس الهيمنة الصينية. حيث  أعادت الولايات المتحدة ترتيب تحالفاتها في منطقة المحيطين كاستجابة لنفوذ الصين المتزايد، واحتلت هذه المنطقة أولوية قصوى في استراتيجيات الإدارة الأمريكية. في هذا الإطار، عززت الولايات المتحدة الحوار السياسي والأمني مع كوريا الجنوبية واليابان من خلال صيغة 2+2، التي تشمل اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والدفاع. كما كثفت من تدريباتها المشتركة ووجودها العسكري في المنطقة. اجريت سلسلة من اللقاءات المكثفة التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في كوريا الجنوبية والفلبين.أعلنت وزارتا الدفاع الأمريكية والفلبينية عن اتفاق لاستخدام أربع قواعد عسكرية في الفلبين، التي تقع في بحر الصين الجنوبي، جنوب غرب جزيرة تايوان. يضاف هذا إلى خمس قواعد خاضعة لاتفاقية التعاون الدفاعي المعزز الموقعة في عام 2014. علاوة على ذلك، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في اليابان من خلال نشر مقاتلات “إف-22 رابتور”، حيث تم نقل عدد منها في يناير الماضي إلى قاعدة جوية في كادينا، الواقعة في أقصى جنوب جزيرة أوكيناوا، المجاورة لجزيرة تايوان من جهة الشرق. كما قامت بتطوير قدراتها البحرية من خلال نشر غواصات صاروخية في محيط الجزيرة الاستراتيجية.

تسببت الهجمات السيبرانية الأخيرة من كلا الجانبين في زيادة عدم الثقة في العلاقات الثنائية، مما يعزز حالة الصراع في منطقة المحيطين ويؤدي إلى تأجيج التوترات في المنطقه التي قد تمتد حتى تصل إلى الأراضي الأمريكية.

تشير التطورات الحالية إلى تنافس محفوف بالمخاطر في منطقة المحيطين، حيث تسعى الصين إلى بناء استراتيجية جديدة تتمثل في تعزيز تحالفاتها على أساس تقاسم المنافع وتوسيع شراكتها مع القوى المتوسطة والصغيرة. بينما يحد من احتمالات التصعيد رغبة الصين في إعادة تشكيل توازن القوى الدولي دون الدخول في صدام مباشر مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على خطوط فاصلة من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي مع روسيا وإصلاح العلاقات مع شركائها الإقليميين. ومع ذلك، فإن ز ابرز التوصيات:

اصبحت التكنولوجيا من أهم الموارد الاستراتيجية للدول، التي تتطلب تأمينها وضمان الاكتفاء منها، بالإضافة إلى تطوير برامج حماية لمواجهة أي تهديدات أو هجمات إلكترونية، مثل اختراق أنظمة الأمان الوطنية. ينبغي على الدو العربيه تعزيز استخدام المعلومات والتكنولوجيا للتصدي للهجمات الإلكترونية.

الخاتمه:

تحولت العلاقات الدولية وتوازنات القوى من الحرب الباردة والصراع السياسي والتجاري بين القوى الكبرى إلى حرب سيبرانية خفية قد تصبح مدمرة في السنوات القادمة. من هذا المنطلق، بدأت دول العالم، واحدة تلو الأخرى، في استكشاف الخيارات المتاحة لتعزيز قدراتها الهجومية في الفضاء السيبراني وإعداد نفسها للانتقال إلى مرحلة جديدة من إعادة تقييم أولوياتها والاستعداد لحروب المستقبل، التي تعتمد بشكل أساسي على تكنولوجيا الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، وبات من يسيطر على الفضاء الرقمي هو الذي يملك زمام المستقبل. وأصبح المجال السيبراني ساحة جديدة لاستعراض القوى، وممارسة النفوذ، وتحقيق التفوق والتنافس على الساحة الدولية. فلم تعد الترسانات التقليدية وأسلحة الدمار الشامل المعيار الأساسي لقياس القوة بعد الثورة المعلوماتية.

ويشكل تحليل القدرات السيبرانية لكل من روسيا والصين جزءًا أساسيًا من المشهد الدولي الحديث، حيث يتسارع التطور التكنولوجي في الفضاء السيبراني، مما يؤثر بشكل كبير على عناصر القوة والأمن الوطني، إذ تمتلك كل من روسيا والصين اليوم قوة سيبرانية هائلة، تدعمها الابتكارات التكنولوجية واستراتيجيات دفاعية وهجومية متطورة. وفي الوقت الذي تستمر فيه كلتا الدولتين
في تعزيز قدراتهما السيبرانية، تقوم بتعديل استراتيجياتهما العسكرية لتشمل الأبعاد الرقمية، حيث يشهد قطاع التكنولوجيا في الدولتين – لاسيما الصين –  تقدمًا ملحوظًا، إلى جانب تحديث التشريعات وتعزيز الابتكار لتعزيز التفوق السيبراني على المستوى العالمي.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

James Andrew Lewis. (11 8, 2024). Cyberattack on Civilian Critical Infrastructures in a Taiwan. center for strategic and international studies .

John LEE. (july, 2022). Cyberspace Governance in China: Evolution, Features and Future Trends. french institute of international relations (129).

Kai von Carnap. (30 11, 2023). Fragmenting cyberspace: The future of the internet in China. mercator institute for china studies .

michiel foulon. (2024). how cyber space affects international relations : the promise of structre modifers. contemporary security policy ، 45، 426-458.

أسراء أحمد إسماعيل. (2015). “السيادة السيبرانية: عناصر الاستراتيجية الصينية للأمن الإلكتروني”,دراسه مركز المستقبل.الامارات.تاريخ الاستيرداد  26/8/2024,من https://futureuae.com/ar-/MainPage/Item/684/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D%D9%85%D9%84%D9%81

خالد وليد. (2021). الفضاء السيبراني. نحو امتلاك “ناصية القوة” تاريخ الاسترداد 26 8, 2024، من الجزبزه: https://www.ajnet.me/opinions/2021/11/10/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%83-%D9%86%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D8%A9

خالد وليد محمود. (2024). “المغالبة والتنافس في القدرات السيبرانية الأمريكية الصينية”,دراسه, مركز المتوسط للدرسات الاستراتجيه بريطانيا .تاريخ الاسترداد 26/8/2024,من https://mediterraneancss.uk/2024/05/07/cyber-capabilities-united-states-of-america-china/

محمد يوسف. (24 8, 2024). حرب دون دماء. كيف توظف الصين إستراتيجيتها السيبرانية ضد تايوان.من الجزيره تاريخ الاسترداد 26 8, 2024، من https://www.ajnet.me/politics/2024/8/25/%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%B5-%D9%88%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A

نجلاء عبد الرحمن. (2021). موقف الصين من السيادة السيبرانية. تاريخ الاسترداد 26 8, 2024، من صحيفف مال : https://maaal.com/2021/10/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/

عبد الغفار عفيفي الدويك “الأزمات والحرب السيبرانية تهديدات تتجاوز الفضاء الإلكتروني “، دراسة ،مركز صقر للدراسات ،العراق،15 فبراير2019

/Russian participation in the Syrian military conflict Levada center ,November 6,2015,accessible/at, http:/www.levada.ru/en

/Emerson T, Brooking.  p. w. singer.(November 2016).”war Goes viral :How social media Got weaponized “ .The Atlantic.

/ أليكس كلينيكوف “متلازمة أفغنستان :اتجاهات الرأي العام الروسي تجاه التدخل العسكري ،اتجاهات الأحداث ،فبراير 2016،العدد 15

/ مايكل كوفمان ،كاتيا ميجاشيفا . عبرمن عمليات روسيا في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا ،(كاليفورنيا :مؤسسة راند،2017).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى