عبد الله ميلاد المقري يكتب .. الانتخابات اختيار الشعب الليبي
الكاتب صحفي وكاتب ليبي.. خاص منصة العرب 2030 الرقيمة
الانتخابات اختيار الشعب الليبي
حتى اللحظة الأخيرة تعلق الليبيون دون استثناء من أن الانتخابات بشقيها الرئاسي والتشريعي، هي المنقذ الأخير لتأسيس سلطة مختارة من الشعب، وإن إجراءها وفق خريطة الطريق، وقرارات المفوضية العليا والإجراءات الفنية واللوجستية، وتحديد الموعد زاد من رفع حالة الاطمئنان بأنها أصبحت واقعة لا محالة في إطارها الزمني، والقانوني، والفني، وإن محاولة تأجيلها أو إلغائها غير وارد بحكم اختيارات الشعب الليبي، وحتى اختيارات المجتمع الدولي، وبالتالي انهمكوا في العملية السياسية بتأسيس أعداد هائلة من الأحزاب تحوطًا أن تجرى الانتخابات وفق نظام القوائم، والذي يحقق المحاصصة النيابية.
وفي ظل لم يتم ذلك بصدور قانون انتخاب النواب توقف استكمال إجراء هذه الأحزاب التي لم تعد مهمة لعملية الاقتراع، وباقتراب الموعد في اللحظة المناسبة التي كان الليبيون ينتظرون من المفوضية إعلان أسماء المترشحين للرئاسة والبرلمان، حجبت المفوضية القائمة ودخلت في مناكفة مع مجلس النواب، على من يعلن تأجيل الانتخابات، ذلك ما فطن له البعض من أن الانتخابات لن تجرى في الموعد المحدد من قبل خريطة الطريق ومن قبل المفوضية العليا للانتخابات، بعدما استكمل مجلس النواب القوانين التي تنظم العملية الانتخابية.
وأصبح في حكم المؤكد أن الأطراف المستفيدة من عدم إجرائها قد وجدت في استحقاقها هزيمة لمشروعها في السيطرة على مفاصل الدولة، وأدوات هذه السيطرة الميليشيات المسلحة والتدخل الخارجي، وهنا بيت القصيد في الاختلاف بين اختيارات الشعب الليبي، واختيارات المجموعة الدولية في حالة السلم، وفي العلاقات الدولية، فهذه المجموعة ضمن الدول التي كانت طرفًا في العدوان العسكري على الشعب الليبي ودولته المستقرة سياسيًا واجتماعيًا وذات سيادة، تساهم في العمل الدولي عبر الأمم المتحدة ووكالاتها المتعددة، وخاصة ذات الاهتمام الإنساني، ونبذ الحروب والمنازعات.
للأسف ما بعد العدوان أصبحت المجموعة الدولية ضمن استمرار اتساع الهوة السياسية المحلية في غياب الحل، والذي هو في الأساس يتمثل في منع سيطرة المجموعات المنظمة المسلحة في الهيمنة على مؤسسات الدولة السيادية والاقتصادية، والارتباط الوثيق بالخارج لدعم هذه المجاميع الإرهابية، المرتبطة بالتنظيمات الدولية ذات التبعية والولاء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين المتوسع في الخريطة المحلية والإقليمية، والذي أراد من ليبيا أن تكون مركز الدعم المالي والتعبوي لإيصال هذا الدعم إلى دول الجوار وغيرها.
وبذلك يصبح من المؤكد أن المجموعة الدولية المناط بها تشكيل المعطى السياسي الليبي، تحاول إرباك المشهد الليبي، ويعكس خلافها على الحالة الليبية ضمن هذا التحدي الذي يجابه الشعب الليبي، ويصبح من الأهمية للقوى الوطنية المتمثلة في الحركات والتنظيمات والأحزاب أن تحشد مشروعها الوطني مدعومة بالقوات المسلحة العربية الليبية، وفق قرارات اللجنة العسكرية المشتركة لمواجهة الكيانات الإجرامية المسلحة، وإعادة السلاح للمؤسسة العسكرية والشرطية، لتحقيق الأمن، وطرد الوجود الخارجي المحتل للعاصمة طرابلس وغيرها من المناطق القريبة.
بعد ان تناولنا موضوع الانتخابات اختيار الشعب الليبي يمكنك قراءة ايضا
عفاف الفرجاني تكتب.. لندن وأنقرة.. والسباق الماراثوني
ماذا حدث في 2021؟ ترامب يغادر والمغرب وتونس يلفظان الإخوان وطالبان على عرش أفغانستان
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك