الرئيسيةرأي

د. دينا محسن تكتب.. الإعلام الأفغاني تحت نقاب «طالبان»

تزامناً مع الاحتفال الدولى باليوم العالمى لحقوق الإنسان، من يتولى مهمة الدفاع عن حقوق المرأة الأفغانية؟!

الإعلام الأفغاني تحت نقاب «طالبان» الكاتبة مديرة مركز العرب 2030 للدراسات والأبحاث

توقعات نمو مئات المؤسسات الإعلامية والفنية الأفغانية في الخارج خلال السنوات المقبلة

 

من البرقع والحرمان من التعليم والعمل، إلى زواج القاصرات والحرمان من الميراث وعدم الخروج بدون محرم، الإعلام الأفغانى فى زيّه الجديد،،، بالنقاب!!

وكأنّ حركة “طالبان” لديها برنامجاً كاملاً لإخراج النساء من الفضاء العام، من المدارس وسوق العمل والأنشطة المدنية، والإعلام والمنتجات الدرامية والثقافية، النساء وحريتهن أكبر تحديات تواجه الحركة التي تريد إخضاعهن بقوة السلاح، كهذا تروى الناشطات الأفغان مآسيهن بعد إحكام حركة طالبان السيطرة على نظام الحكم بأفغانستان.

فبعد أن دخل العالم مؤخراً مرحلة الرقمنة المجتمعية والفضاء المفتوح، بعدما صارت العولمة جزءاً من دائرة التاريخ الإلزامى.

دخل الشعب الأفغانى مرحلة النقاب والاحتجاب مجتمعياً، ما يُشير لتأخر تلك الدولة عن ركب الحضارة بل عودتها عقود للوراء، وذلك بعد أن بسطت جماعة “طالبان” الدينية سيطرتها على منافذ الحكم بأفغانستان.

ومن ثم فُرِضت مجموعة من القيود والقواعد على كل وسيلة إعلام محلية كانت أو أجنبية تعمل في أفغانستان، وصار لزاماً أن تلتزم بها، وإلا ستتعرض للإغلاق والمحاسبة من قِبل الحركة المتشددة.

فمن ضمن تلك التعليمات التي وزعتها الحركة على مختلف وسائل الإعلام، منع عرض أي برامج درامية أو مسلسلات تلفزيونية أو أفلام تتضمن مقاطع مصورة لممثلات، كذلك طالبت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي حلت محل وزارة شؤون المرأة بعد سيطرة الحركة على الحكم، وسائل الإعلام المحلية بعدم عرض أي مواد “تتعارض مع القيم الإسلامية والأفغانية”.

كما أنه من المحظور أيضاً بث الأفلام التي تروج للثقافات والتقاليد الأجنبية في المجتمع الأفغاني، أو ما سمتها بـ”نشر الفسق”، لكن الحركة أكدت أنه يسمح للصحفيات والمذيعات بالظهور في البرامج والتقارير التلفزيونية، شريطة التزامهن بالزي الإسلامي، بالذات الحجاب.

ولم نعرف حتى تلك اللحظة ما يعنيه مصطلح”الزي الإسلامي”، لكن ما ظهر منه في الشارع الأفغاني خلال الفترة الماضية، الذي سمحت به الحركة بالنسبة للنساء في الأماكن العامة، يتعلق بتغطية كامل الجسم بما في ذلك الشعر والوجه والكفين، ولم تفرض الحركة زي “الجادور” الأفغاني التقليدي كما كانت تفعل في تسعينات القرن الماضي في فترة الحكم الأولى للحركة.

ليس ذلك فقط، بل إن الأمر امتد إلى أبعد من هذا الحد وصولاً إلى الفتيات والأطفال، حيث ألزمت حركة “طالبان”، التي استولت على السلطة في أفغانستان، الطالبات الجامعيات بارتداء العباءة السوداء والنقاب ومتابعة المحاضرات في فصول غير مختلطة، ونبّهت على الطالبات مغادرة الفصول الدراسية قبل الطلاب الذكور بخمس دقائق، والانتظار في قاعات انتظار إلى أن يغادر أولئك المبنى.

وكأن الحركة تسعي جاهدة الآن لإخضاع المؤسسات الثقافية والمنابر الإعلامية، لنشر أيديولوجية التيار الحاكم، ومن ثم تتولد الهيمنة الرمزية على البلاد إلى جانب السيطرة العسكرية والأمنية.

لكن ربما بل من المؤكد أن الأفغان في الخارج، سيوفرون مؤسسات إعلام وإنتاج فني بديلة، لستكون محل متابعة شديدة من أفغان الداخل، فى محاولة التفاف على نظام الحكم الأفغانى.

وبعد مظاهرات نسوية عنيفة فى كابل عاصمة دولة أفغانستان، وفى مناطق عدة تم تفريقها بقوة السلاح، هل ستتوقف الناشطات الأفغانيات عن المطالبة بحقوقهن المشروعة تزامناً مع الاحتفال العالمى باليوم العالمى لحقوق الإنسان، فأين نحن الآن من حقوق المرأة الأفغانية؟!!

وكل ما سبق يؤكد حقيقة واحدة، أنه لا أمان لجماعات الإسلامى ولا وعد ولا ثقة فى طالبان، التى كانت حريصة على إظهار صورة أكثر اعتدالاً، بأنها إذا عادت إلى السلطة، سوف تحترم حقوق الإنسان، خصوصاً حقوق المرأة، بما يتوافق مع “القيَم الإسلاميّة”، لكن ما يحدث اليوم يؤكد أن طالبان مثلها كمثل أى جماعة سياسية دينية لا تعرف أبلغ من لغة القهر والسلاح، وارتكاب كثير من الفظائع باسم الدين، لذا لا تحول فى طريقة تعامل الحركة مع الإعلام أو الفن أو حتى المرأة والطفل.

بعد اطلاعك على الإعلام الأفغاني تحت نقاب «طالبان» يمكنك قراءة ايضا

د. دينا محسن تكتب.. الإعلام الأفغاني تحت نقاب «طالبان»

أحمد شيخو يكتب.. أزمة الأنظمة القومية

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى