محمد فتحي الشريف يكتب.. الأمريكان والصهاينة وجهان لعملة واحدة
منذ قيام دولة الاحتلال في عام 1948 وحتى اليوم وهي جزء أساسي من الولايات المتحدة الأمريكية، ولا نبالغ إذا قلنا إنها إحدى الولايات المهمة في أمريكا، لذلك هناك أسس تقوم عليها السياسة الأمريكية تجاه الكيان الصهيوني متمثلة في الدعم والمساندة بشكل منقطع النظير، إذ تعد دولة الاحتلال النافذة التي تطل بها أمريكا على منطقة الشرق الأوسط، وركيزة النفوذ الأمريكي في المنطقة، فمنذ قيام دولة الاحتلال إلى اليوم وهي جزء من السياسة الأمريكية، فمن يتوقع تغير الموقف الأمريكي تجاه الصهاينة فهو واهم لا يجيد قراءة التاريخ ولا يحلل الواقع.
فعندما نجد أسئلة تطرح في وسائل الإعلام العربية مثل: لماذا كل هذا الخنوع الأمريكي للحركة الصهيونية؟ لا بد أن تكون الإجابة القاطعة أن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، فكل الإجرام والتطرف والعنف غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية الذي تقوم به عصابة الاحتلال أمريكا شريك أساسي فيه، من خلال الدعم والمساندة والمشاركة في التنفيذ والتخطيط لطمس الهوية الفلسطينية، وإن كل التصريحات التي يصرح بها المسؤولون في أمريكا بداية من وزير الخارجية الصهيوني بلينكن وانتهاء بالصهيوني الآخر جو بايدن كلها من أجل تعمية وتضليل الرأي العام ولفت الأنظار عن المخطط الشيطاني الذي ينفذ على الأرض في غزة.
اقرأ أيضا: محمد فتحي الشريف يكتب.. الاختلاف في الرأي يفسد الود
إن الخداع الأمريكي للرأي العام في العالم جزء من المخطط، فبعد أن شاهد العالم كله الوجه القبيح لأمريكا في حربها على أهالينا في غزة وبدأت الشعوب تنتفض والجامعات الأمريكية تثور ضد إدارة جو بايدن، كان لزاما على الأمريكان أن يقوموا بأكبر حملة تضليل للرأي العام في التاريخ، تبدأ بتمثيلية الخلافات بين مجرم الحرب نتنياهو وجو بايدن، ثم سيل من الاتهامات والأكاذيب التي يروجها الإعلام الأمريكي حول آليات التفاوض والوسطاء مصر وقطر والأمم المتحدة، لأن أمريكا تريد أن تحقق أكبر مكاسب للكيان الصهيوني.
من خلال تحليل كل البينات والتصريحات التي تحدث بها الأمريكان في الفترة من 7 أكتوبر وحتى اليوم، نجد أنهم استخدموا منهج تعمية الجماهير، فالتصريحات كلها دبلوماسية تؤكد على حل الدولتين ووقف العنف، في المقابل لكن تجد التصرفات والأفعال على أرض الواقع تخالف الأقوال، فهي من دعمت إسرائيل وشاركت بشكل معلن في الحرب على غزة، وأقر الكونجرس الأمريكي مساعدات وأسلحة للكيان الصهيوني في ظل حرب الإبادة واستهداف النساء والشيوخ والأطفال وتهديم قطاع غزة بنسبة 80%، وعندما تظهر إنسانية بعض الشعوب تجد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن بالمرصاد لكل القرارات الإيجابية لحقن دماء أهلينا في غزة، كما شاهدنا الاتهامات الأمريكية للدول التي اعترفت بفلسطين ووصف هذا الاعتراف بالأحادي.
يجب أن يعلم الرأي العام العالمي، أن الكيان الصهيوني هو الصورة الحقيقية لقبح الأمريكان، وأن أمريكا دولة عنصرية تتعامل في سياستها الخارجية بعيدًا عما تقدمه للرأي العام من خلال إعلامها الذي يتحدث بمخالفة الواقع على أنها دولة الحريات وحقوق الإنسان، فأمريكا لا تعرف حقوق الإنسان ولا تعترف بالحريات، هذا ما يجب أن يعرفه شعوب العالم، فالاستعمار الحالي هو استعمار العقول وتضليل الإنسانية.
وفي النهاية أقول إن أمريكا وإسرائيل كيان واحد، وإن تصفية القضية الفلسطينية هدف أساسي لهم، وإن وعي الأشقاء في فلسطين ودور مصر والدول العربية أحد أهم العوائق التي تواجه الأمريكان والصهاينة في تنفيذ مخططهم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب