الرئيسيةالشام والعراقساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

الأسباب الجوهرية لعدم تحقيق الوحدة العربية.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي

الملخص

لماذا لا تتحقق الوحدة العربية بمفهومها الشامل؟ سؤال يدور في أذهان الشعوب العربية، وللإجابة عن هذا السؤال، يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن هناك أسبابًا جوهرية لخصها في خمس نقاط، أولاها أن العرب قبائل متعددة وطوائف مختلفة، وأجناس لا يربطهم سوى اللغة، واللغة لا تؤسس أمة ذات هدف ومصير، ويأتي السبب الثاني بمخالفة أمر الله تعالى، والثالث: التعاون على الإثم والعدوان وترك البر والتقوى، والرابع: النزاع والفرقة والخلاف ما يؤدي حتمًا للفشل، والخامس: العداوة والكيد بعضنا لبعض.

ويختتم الشرفاء أسبابه الجوهرية بقول الله عز وجل: “يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠ (66) وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ (67)”. التفاصيل في السياق التالي.

التفاصيل

هجمة شرسة تتعرض لها الأمة العربية من كل حدب وصوب، إذ تكالب عليها الأعداء بهدف تفكيك ما تبقى من أواصر وحدتها، وتمكين الصهاينة من تنفيذ مخططهم التاريخي الذي قد يتجاوز استراتيجيهم المعلنة من النيل إلى الفرات، ليصبح الوطن العربي كله هدفًا للغرب والأمريكان والصهاينة.

 

أسباب جوهرية

هنا يتساءل الجميع عن أسباب عدم تحقيق الوحدة العربية في الوقت الراهن رغم كل المصاعب والمآسي التي تعيشها الشعوب العربية والتي تحتم علينا الوحدة، وللإجابة عن هذا السؤال، يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن هناك أسبابًا جوهرية لعدم تحقق الوحدة العربية، من أهمها:

 

اللغة والهدف

أولًا: لا توجد على أرض الواقع أمة تسمى الأمة العربية، فهم قبائل متعددة وطوائف مختلفة، وأجناس لا يربط بينهم غير أنهم يتحدثون باللغة العربية، ولا يمكن للغة أن تؤسس أمة ذات هدف واحد ومصير واحد.

 

الأمر والمخالفة

ثانيًا: أراد الله أن يجمعهم في أمة توحدت صفوفها، وحددت أهدافها وأدركت مصيرها، وآمنت بمصالحها المشتركة ومصيرها الواحد في السراء والضراء، فلم يتحقق ذلك الوهم على أرض الواقع، مع أن الله سبحانه قد رسم لهم خريطة طريق بناء الأمة، فأمرهم بقوله سبحانه: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”، فخالفوا أمر الله وتفرقوا إلى مذاهب شتى وأحزاب متناحرة وشيع تائهة.

 

التعاون والترك

ثالثًا: أمرهم الله سبحانه بقوله: ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ”، قلبوا الآية واستخفوا بأمر الله، فتعاونوا على الإثم والعدوان وتركوا البر والتقوى.

 

النزاع والفشل

رابعًا: حذرهم الله سبحانه من الخلافات والنزاعات، فخاطبهم بقوله: ” وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ”، ومنذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، نقضوا عهدهم معه ومع الله، فاختلفوا على السلطة وتنازعوا فيما بينهم والرسول قد غاب عنهم منذ أقل من سنة في رحاب الله، فتقاتلوا وتآمروا على بعضهم، فسالت دماء كثيرة من أصحاب الرسول والذين حاربوا العدوان ودافعوا عن حياة الرسول، فحفظوا رسالته، فكيف غدر بعضهم ببعض، كان ذلك في العصر الأول للبعثة النبوية، فما بالك اليوم بعد أكثر من أربعة عشر قرنًا؟ هؤلاء أحفاد أولئك الذين ظلموا أنفسهم وخالفوا أوامر الله وانصرفوا عن كتابه المجيد، وثبتت تهمة الرسول عليهم في شهادة الله في قوله سبحانه: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا”.

 

العداوة والكيد

خامسًا: إذا لم يرجعوا إلى شرعة الله ومنهاجه ويجعلونهما دستورًا لحياتهم ومعاملاتهم مع الله وبعضهم مع بعض، فسيظلون متفرقين متقاتلين يكيد بعضهم لبعض، ويقدمون لأعدائهم كل الوسائل ليستعمرهم عدوهم وينهب ثرواتهم ويحتل أوطانهم، ويسخّرهم عبيدًا لخدمة مصالحه، فالويل لهم إذا لم يرجعوا إلى الله وهم يعيشون في حالة مزرية من الضعف والإذلال، يأمرهم ترامب على بعد ١٥ ألف كيلومتر فيطيعونه وينفذون أوامره، نسوا الله فأنساهم أنفسهم.

 

أضلونا السبيل

واختتم الشرفاء الحمادي حديثه عن الأسباب الجوهرية لتفرق المسلمين بقول الله عز وجل في وصف هؤلاء: “يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠ (66) وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ (67)” سورة الأحزاب.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى