أسماء عصمت تكتب.. فلسفة الحياة الصحية
الحب مكون أساسي في حياتي، فأنا لا أرتبط بشيء أو شخص إلا بالحب، ولا أشتري إلا بالحب، ولا أعمل إلا بالحب، ولا أمنح إلا بالحب، ولا أتعامل مع آخر إلا بالحب..
ببساطة.. لأن الحب أسمى المعاني الإنسانية والإلهية.. فالله محبة، والخير محبة.. لذلك قررت منذ بضع سنوات أن أحيا حياة صحية خالية من العلاقات المسيئة والمؤذية والكريهة.. وعودت نفسي بين الحين والآخر أن أقف لألتقط أنفاسي من مشوار الحياة المرهق.. وأبدأ في إعادة تقييم علاقاتي بمن وما حولي.
وكان شعاري الذي أحكم به على علاقاتي.. العلاقات الهشة غير المتينة منزوعة الحب أخرجها من حياتي، والعلاقات الأصيلة والمريحة أجدد عهدي بها وأسعى لأنميها شيئا فشيئا، لأنها تستحق أن تلازمني، وأنا أستحق أن يكون نصيبي في الحياة الأصيل لا الهش.. المريح لا المزعج.
وجاء الدور عليه في التقييم.. بدأت علاقتي به منذ أربع سنوات.. لفت نظري بسمته المميز وصوته الحزين أحيانا والمبهج أحيانا أخرى.. وأنا أعشق الوجوه الحقيقية، وهو من هؤلاء. يعبر عن الحزن بصدق، ويعبر عن البهجة والفرح بوضوح شديد.. كنت عندما ألقاه أسمو فوق سبع سماوات أتنقل بين السحابات وكأنني طائر خفيف لا يحمل أثقال الأرض ولا هموم النفس البشرية، وأشعر أنني لمست النجوم بيدي.. يختفي الألم وتغادرني سيناريوهات سخيفة تحاوطني في حياتي، ولكن بمرور الوقت شابت علاقتنا كثير من المفارقات بدأت بأزمة “كورونا” التي منعتني أن ألقاه، وانتهت ببعض الوعكات الصحية التي تركت بعض الآثار على حواسي وأدائي في الحياة..
ورغم أن أول بداياتي معه كنت شديدة الشغف والتعلق به، إلا أنه كلما مر الوقت ولم يعد هناك مشاعر بيننا أشعر بأننا نبتعد مسافات ومسافات.. وأيقنت أن حبي كان من طرفي فقط، فهو لم يكن يحبني.. أجل.. حب من طرف واحد، ومثل هذه العلاقات لا تستمر، وإنهاؤها من الضرورات، فاتخذت قرارا سريعا بالاستغناء عنه.
نعم، الاستغناء، لعل وعسى يستفيد به آخر وتولد قصة حب من جديد تكون متكافئة.. وتُخرِج أوتاره من جديد ألحانا جديدة مع مُحب آخر، وبالفعل وفقت في إيجاد مشترٍ لآلة العود التي أحببتها كثيرا وتدربت عليها قليلا لأنني أدركت بعد أربعة أعوام أنها لم تحبني، ولأنني أحبها فقررت أن أمنحها فرصة الارتباط بغيري لعلها تجد معه علاقة جيدة وصحية.. فعندما يختفي الحب تصبح العلاقات بلا معنى.