قال الدكتور أحمد عبد الهادي استشاري علاج الأورام بكلية طب جامعة المنصورة ومدير وحدة الأورام بمستشفى زايد التخصصي، إنه وفقًا لآخر إحصائية للمدخنين في مصر خلال عام2020 وصلت إلى 18 مليون مدخن، إذ تقع في الفئة العمرية من سن 25 إلى 45 سنة، حيثُ تصل إلى 50%.
وأضاف عبد الهادي، خلال تصريحات تليفزيونية، أن مشكلة التدخين تُلقي بثقلها على عاتق الاقتصاد المصري من معظم الجوانب، إذ يتمثل الجانب الأول الذي يُعتبر الجانب المباشر المتمثل في متوسط الإنفاق السنوي للمدخنين، والذي يصل إلى 6300 جنيه، وفقًا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خاصة في السجائر المستوردة التي يتطلب توفيرها في السوق بالعملة الصعبة.
وتابع عبد الهادي، أن الجانب الثاني مُتمثل في الجانب الصحي، حيث أن معظم المدخنين يُعانون من مشاكل صحية متعلقة بالجهاز التنفسي بدءًا من حساسية الصدر وصولاً إلى تكرار النزلات الشعبية، التي تتطور بمرور الوقت إلى السدة الرئوية في أفضل الحالات.
وأوضح عبد الهادي، أن الجزء الأسوأ من القصة هو تحول جزء كبير من المدخنين إلى مرضى ارتفاع ضغط و قلب مزمنين، الأمر الذي يُثقل كاهل القطاع الصحي في الدولة، بالإضافة إلى إصابة نسبة قد تصل إلى 20% من المدخنين بسرطان الرئة والمثانة والمعدة، وأن الثلاثة من أكثر السرطانات في التكلفة العلاجية، من حيث الجزء الجراحي أو الدوائي، فضلاً عن تحول المصاب بالسرطان من فرد منتج في المجتمع إلى فرد يُعاني في تحويل مسار يومه إلى الشكل الطبيعي قبل الإصابة بهذا المرض اللعين.
وتطرق عبد الهادي، إلى أن هناك توجه في الدولة ضمن مبادرات مائة مليون صحة عن عمل حملات للكشف المبكر عن سرطان الرئة بعمل آشعة مقطعية منخفضة الكثافة على الرئة لقطاعات واسعة من الشعب المصري خاصة المدخنين، بالإضافة إلى عمل حملات توعية حقيقية للتعريف بمخاطر التدخين خاصة في الدراما التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ورأى عبد الهادي، أن من أبرز الأعراض التي قد تكون نذير لحدوث مشاكل في الرئة نتيجة التدخين الآتي: ضيق في التنفس وعدم القدرة على عمل المجهود السابق بشكلٍ طبيعي خلال فترة آخر 6 أشهر، وفقدان الشهية والوزن أكثر من 10% دون سبب واضح خلال آخر 6 أشهر، وسعال شبه مستمر مع وجود قطرات مدممة في البصاق، قائلاً: «عندَّ وجود مثل تلك الأعراض يُنصح بالتوجه إلى أقرب طبيب أمراض صدرية للمتابعة وعمل آشعات والفحوصات اللازمة».
واستدرك عبد الهادي،: «أما بالنسبة لتشخيص وعلاج سرطان الرئة فهناك العديد من العقاقير والعلاجات الحديثة الموجودة في مصر حاليًا، وهي مواكبة التطور الموجود في العالم لعلاج ذلك المرض خاصة العلاج الموجه والعلاج المناعي، إذ يتم تحديد ذلك عن طريق عمل تحاليل للمستقبلات الخاصة الموجودة على سطح تلك الخلايا الخبيثة وأهمها تحليل «EGFR,ALK-ROS1,PD-L1»، إذ يتم عمل تلك التحاليل بالمجان عن طريق الأطباء المعالجين.
وأشار عبد الهادي، إلى أنه قد تصل نسب الشفاء إلى مستويات قياسية حال استخدام تلك الأدوية الحديثة طبقًا لأحدث الأبحاث العلمية التي يتم مشاركتها في مصر بوجود الخبراء الأجانب.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب