رأي

محمود النشيط يكتب.. عوامل أساسية لنجاح التنمية السياحية

الكاتب إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

خلال جلسة ودية غير رسمية جمعتني مع مجموعة من المستثمرين والمهتمين بالتنمية السياحية تمت مناقشة عدة أفكار لإقامة مشاريع سياحية جديدة جاذبة لسياح الداخل والخارج، تعمل على مدار العام، ولا تكون أسعارها باهظة، وتناسب الأفراد والأسر ذات الدخل المحدود، ولا تشكل عبئًا ماديًا ويقضون فيها وقتًا ممتعًا لأطول مدة ممكنة، ويمكنهم إعادة التجربة من جديد في مواسم مختلفة.

اجمع المستثمرون بالترحيب والاستعداد للدخول في مثل هذه المشاريع، ولم تشل الأزمات الاقتصادية من طموحهم، بل لديهم أفكار متعددة يمكن أن تكون حكرًا على القطاع الخاص أو بالشراكة مع القطاع العام، شريطة أن تتوفر عدة عوامل لقيام مثل هذه المشاريع، أبرزها أهمية وجود البنية التحتية الملائمة، مع ضرورة التسهيلات الحكومية التي تساعد في التنمية المستدامة لهذا القطاع ، وإمكانية التوسع في حال النجاح.

اقرأ أيضا: تفاصيل فعالية مؤسسة “رسالة السلام” الفكرية لمناقشة “نظرية الدولة المدينة وتوصيف القيادة” للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي… صور

في الجلسة تم ذكر عدة عوامل لنجاح المشاريع كالتطوير العقاري أو الصناعي وحتى الطبي والسياحي. وهنا نخصص عوامل نجاح المشاريع السياحية.

أولها وجود دراسة جدوى حديثة متكاملة العناصر، مثل مدى احتياج البلد والجمهور المستهدف مع توفر الأيدي العاملة ذات الخبرة القادرة على تشغيل المشروع لتحقيق النجاح ودر الأرباح واستهداف الزبائن وجعل المشروع على قائمة أولويات المشاريع السياحية المفضلة عند المواطنين والمقيمين والسياح من الخارج.

ثانيًا اختيار الموقع، وهوعنصر مهم للوقت الراهن والمستقبلي في حال نية التوسع مع سهولة الوصول إليه، وقربه من مواقع توفير الخدمات اللوجستية للتشغيل أو ما يحتاجه الزوار، ويمكن أن تكون في الموقع وأخذ هذا الأمر بغاية الأهمية وقت التخطيط والتصميم مع مراعاة الاشتراطات الحكومية والبيئية والسلامة ولا تتعارض مع إمكانية وجود أنشطة أو فعاليات تحتاج أجواء خاصة تلبي رغبة الجمهور من مختلف الأعمار.

ثالثًا لابد للمشروع أن يكون فريد من نوعه وجذاب ويفتح باب المنافسة للتطوير، من خلال الاهتمام بأدق التفاصيل وفتح باب استقبال المقترحات للتطوير والابتكار لتقديم أنشطة وخدمات جديدة تناسب مختلف الفئات العمرية التي تنجذب إلى الإعلانات التجارية التي تقدم بمختلف الوسائل الإليكترونية الحديثة والمنصات وهي من مهمات قسم التسويق والترويج الذي يحتاج إلى صلاحيات إدارية تمنحه الفرصة والقدرة على تعزيز العلامة التجارية للمشروع محلياً وخارجياً.

رابعًا تحتاج هذه المشاريع إلى الطاقة البشرية المشغلة والماهرة، ذات قدرات عملية معينة مؤهلة أكاديمياً قابلة للتدريب المستمر لتكون ملائمة لكل الظروف وقادرة على العطاء من أجل تحقيق الاستدامة والبيئة المناسبة من خلال خلق روح الفريق الواحد في مختلف الدوائر والأقسام والتي ستنعكس ايجابياً عند التعامل مع الزوار الذين يحتاجون إلى طرق فنية خاصة وهم يتمتعون بقضاء أوقاتهم الترفيهية والاستجمام بعد ضغوط العمل أو الدراسة وغيرها.

خامسًا يقوم نجاح المشاريع بشكل عام على تفعيل برامج دائرة العلاقات العامة، ووضع خطط خاصة لجميع الأقسام منذ اليوم الأول، وحتى قبل ولادة بعض الأقسام الأخرى وقت المراحل الأولى تجد عندها رؤى عديدة تساعدها على العمل بسلاسة في بناء علاقة قوية تحقق نتائج مجزية وقت اكتمال المشروع، وتكون بارزة النتائج للجمهور عند الافتتاح بعد التهيئة التي تمت خلال تأسيس المشروع وهذه الأمور تكون أكثر جاذبية في المشاريع السياحية دون غيرها.

سادسًا إعداد خطة مالية محكمة، تشمل كل الجوانب أبرزها التكاليف والإيرادات مع إدارة التدفقات النقدية بشكل فعال لتجنب المخاطر المالية وعدم تعثر المشروع قبل بدايته وضمان استمراريته.

ختاماً القدرة على الابتكار والتكيف مع المتغيرات الطارئة في الاتجاهات السياحية، والاستفادة من تجربة الجائحة والخسائر التي تكبدها القطاع جراء الإغلاق، والعمل على إيجاد الخطة البديلة المبتكرة لسلامة المشروع.

نطمح أن تساعد هذه الأساسيات وغيرها المستثمرين على تنفيذ مشاريع سياحية ناجحة ومستدامة، وهناك نماذج بارزة نجحت وحققت أرباح كبيرة بفضل التعاون بين القطاعين العام والخاص في بعض الدول وكانت عوائدها إضافة بارزة إلى الناتج الوطني لدعم اقتصاد للبلد.

—— انــتـــهـــــى ——

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى