ما مصير الفاغنر في ليبيا بعد موت يفغيني بريغوجين.. ؟
قال الباحث السياسي أحمد عرابي إن ليبيا تعتبر هي ثاني أكبر الدول العربية التي تتمركز فيها قوات الفاغنر، بعدد 1500 إلى ألفي مقاتل تقريباً، رغم انسحاب العشرات منهم للقتال في حرب أوكرانيا، لكنها تدير نحو 5000 مقاتل من المرتزقة الأفارقة ، وتنتشر قوات الفاغنر في عدة قواعد عسكرية جوية شرقي وجنوبي ووسط ليبيا، أبرزها قاعدة الجفرة الجوية، وقاعدة القرضابية الجوية وميناء سرت ، وقاعدتي براك الشاطئ وتمنهنت الجويتين في الجنوب وقاعدة الخادم الجوية .
اقرأ أيضا: أحمد عرابي يكتب.. ليبيا وعقبة انتخابات رئاسية وبرلمانية …
وينشط مقاتلي قوات الفاغنر في ليبيا على عكس أي دولة أخرى تنشط فيها، فالفاغنر هناك تقود طائرات روسية من نوع ميغ 29 متعددة المهام، والمقاتلة الهجومية سوخوي24 أيضاً ، بالإضافة إلى مروحيات عسكرية ومنظومات دفاع جوي متوسطة المدى من نوع بانتسير.
عرابي أوضح إنه بات من المرعوف إن قوات الفاغنر قد شاركت و بشكل مباشر في الهجوم العسكري الذي شنته قوات القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في حربها على الإرهاب نحو العاصمة طرابلس في عام2019ـ 2020، وقبلها بسنوات ساهمت فاغنر في الصيانة لبعض المعدات العسكرية وتوفير وتقديم الاستشارات العسكرية في ليبيا إلا أنه وبعد أيام من تمرد فاغنر على موسكو تعرضت قاعدة الخادم الجوية في شرق ليبيا، والتي تنتشر بها عناصرها لهجوم بالطائرات المسيرة، دون وقوع أية قتلى، ولم تتبنى أي جهة سواء معلومة أو مجهولة الهجوم ، لكن هناك عدة أطراف بما فيها الجيش الروسي لا يريد أن يتصاعد نفوذ فاغنر في ليبيا.
فتمرد فاغنر على موسكو يعني أنه لا توجد دولة بإمكانها لجم جماح هذه الشركة العسكرية، التي خرجت عن السيطرة، وقد تسعى لإسقاط الأنظمة الحليفة إذا ما تعارضت المصالح معها ، وفي غياب الغطاء الروسي الرسمي فمن شأن ذلك أن يجعل عناصر فاغنر عرضة لهجمات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، التي لا تخفي رغبتها في إنهاء نفوذ الشركة العسكرية في إفريقيا.
الباحث السياسي أشار إلى إن الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية تتهم الفاغنر باستخدام ليبيا لدعم هجوم المعارضة التشادية المسلحة وزحفها نحو انجامينا في أبريل من العام 2021، مما تسبب في مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي آن ذاك، ودعم قوات الدعم السريع في دارفور السودانية إنطلاقا من الأراضي الليبية في حربها ضد الجيش السوداني هناك، رغم نفي قوات الفاغنر لذلك.
عرابي قال إلا إنه بعد موت رئيس شركة الفاغنر ومساعده سوف تتأثر خطة قوات الشركة في القارة السمراء وفي ليبيا بالخصوص حيث سيتم تقليص دورها الحالي على الاقل في الفترة القادمة، فإن الأمر الواضح هو أن شركة الفاغنر التي أسسها يفغيني بريغوجين – بدأت في النهاية فقد جرى مؤخراً احتواؤها أولاً ثم قطع رأسها ثانياً ، حيث تم تقليص دور الفاغنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير بالفعل عقب مسيرة الانقلاب الفاشلة التي قام بها نحو موسكو، والتي أحرجت الرئيس الروسي بوتين والكرملين، في حين بدى مؤخراً ان بريغوجين كان يحاول استعادة بعض النفوذ الذي اكتسبه من خلال عمليته في أفريقيا بناء على طلب الكرملين في فيديو مصور له عرض قبل وفاته بيومين ولم يذكر بريغوجين صراحة أين سجل الفيديو أو متى، لكنه في حديثه لمح إلى أنه في إفريقيا حيث الحرارة المرتفعة هذه الأيام وحيث تنشط المجموعة، التي برز اسمها على السطح مجدداً بعد الانقلاب العسكري في النيجر، و بهذا فإن عمليات فاغنر العسكرية ربما تتقلص مؤقتاً إلى حين الاستقرار على من سيقود المجموعة مجدداً.
فبعد التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين ضد موسكو، تحدث قائد فاغنر وقتها عن إعادة هيكلة المجموعة وإدخال إصلاحات في عملها، وينظر إلى ذلك بأن الفاغنر هي أداة لتنفيذ السياسة الخارجية الروسية، ولا يمكن الاستغناء عنا وستعيد روسيا هيكلة فاغنر سراً، وتعين قائداً جديداً يعيد أعمال المجموعة مثلما كانت في السابق، لتواصل عملياتها في الدول الإفريقية التي تهتم بها موسكو حالياً.
ويرى الباحث السياسي أحمد عرابي ان ما حدث لقائد مجموعة الفاغنر له علاقة بأفريقيا حيث رأينا الأسبوع الماضي تصاعداً في القتال بين وزارة الدفاع الروسية وبوتين والكرملين من جهة، وبريغوجين حول من سيتقلد زمام السيطرة على أبرز الأسواق المربحة في أفريقيا في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي الحقيقة كان بريغوجوين في أفريقيا في اليومين الماضيين وكان بطريقه عائداً من أفريقيا، وعليه اعتقد أن الأحداث الأخيرة بأفريقيا سرّعت من الأحداث.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب