الرئيسيةدراساتسياسية

مصر والقضية الفلسطينية.. كيف أعادت القاهرة قضية العرب الأولي إلى الرادار السياسي؟

تحليل أسبوعي لقضية عربية..كل خميس..يكتبه محمد فتحي الشريف

قولا واحدا .. لن يستقر الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية ،هذا ما تدركه مصر جيدا ،فالمساندة للأشقاء في  فلسطين حاضرة على مر التاريخ ،ونابعة من منطلق العروبة والوطنية .

تأكيد دائم من الرئيس عبد الفتاح  السيسي على دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية العربية  الأساسية ، وذلك وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين.

فالرئيس السيسي دائما ما يشدد على أهمية التوصل  إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فهذا الحل العادل والشامل سوف يوفر واقعا جديدا بالمنطقة كلها ، لاسيما على مستوى الرأي العام العربي،ويؤدي في النهاية إلى تحقيق استقرار دائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط .

لذلك سأتناول  في السطور التالية مشاهد من الصراع مع الكيان الصهيوني حتى يعرف القارئ الجزء الأهم والأكبر من هذا التاريخ الذي يضم في حلقاته سلسلة من العنصرية والتطرف والإرهاب الأسود الذي أسس له الكيان الصهيوني الغاشم المغتصب لأرض فلسطين الحبيبة  .

محكمة أمريكية تنتصر للفلسطينيين
فلسطين في أسبوع

الصراع العربي مع الكيان الصهيوني

كل الصراعات التي دارت في منطقة الشرق الأوسط خلال القرن الماضي كان الكيان الصهيوني يقف خلفها بشكل مباشر من خلال حروب مع مصر وسوريا وفلسطين والأردن ولبنان  أو غير مباشر من خلال تأجيج الاختلاف وخلق الصراعات ،وتغذية العنف والتطرف في مناطق متفرقة من المنطقة بشرط أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مصر وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان  ،وذلك من خلال بعض الداعمين لوجود الكيان الصهيوني مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا التي تعادي العرب والإسلام .

مؤامرة 2011 على العرب

في نهاية عام 2010 ومطلع عام 2011 كان هناك مخطط كبير تغيير هوية المنطقة بترتيب و تنفيذ الكيان الصهيوني وجماعة الإخوان الإرهابية والولايات المتحدة الأمريكية متمثلة في إدارة باراك اوباما ووزير الخارجية وقتها هييلاري كلينتون  التي رعت بشكل مباشر الفوضى في معظم الدول العربية من خلال شعارات واهية مثل الحريات التي لا يعرفون عنها شيء ، وبالفعل نجحوا في خلق صراعات تطورت بشكل كبير ومتسارع بين الحكومة والمعارضة وبعض المؤسسات في تلك الدول ومنها تونس ومصر وليبيا واليمن ولبنان وسوريا والسودان والجزائر ،وذلك بعد قضوا على العراق بالتدخل المباشر وخلق وتغذية الإرهاب والتطرف من داعش والقاعدة وجماعة الإخوان الذين أصبحوا فيما بعد اذرع أمريكا وأوروبا لتقويض السلم والأمن في الشرق الأوسط ،فهم يدعموهم في السر ويحاربونهم في العلن وتلك سياسية فطنا إليها مؤخرا حتى أن بعض الدواعش والإرهابيين أدركوا ذلك ،وباقي الإحداث المأساوية التي أصابت بلادنا خلال الحقبة الماضية  معروفة للجميع ،وفي النهاية فطنت بعض الشعوب العربية لتلك المخططات واستطاعت أن تعود إلى ما قبل 2011 بل اقوي بكثير في كافة المجالات، مثل الدولة المصرية  التي ظهر  فيها  دور الجيش المصري  العظيم  وأبنائه المخلصين وكان بمثابة الصخرة القوية التي تحطمت عليها المؤامرة ،وهناك شعوب لا تزال تعاني تداعيات 2011 من الانقسام والفرقة التي تم التأسيس لها باحترافية من خلال الحروب والصراعات وسفك الدماء بين الإخوة والأشقاء في الوطن الواحد ،مثل المشاهد الحاضرة إلى اليوم في  اليمن وسوريا وليبيا ولبنان والسودان ،بعد أن تدخل المجتمع الدولي في شؤون تلك البلاد ليطيل الأزمات ويستمر المخطط ،في حين أن الشعب المصري الذي يمثل ربع سكان الوطن العربي فطن إلى المؤامرة ، وتعلم الدرس جيدا ووقف خلف قيادة وطنية تحدت العالم ونجحت بفضل الله عز وجل و الشعب في إرغام الجميع على الاعتراف بقدرة الشعوب علي تقرير مصيرها واختيار قيادتها ولفظ الخونة والمتآمرين وبناء دولة وطنية قادرة على مواجهة التحديات ،والموضوع يطول والمشاهد حاضرة وواضحة أمام الجميع لا تحتاج سوى النظر بتمنع في وضعنا السابق والحالي والمستقبلي  والمقارنة مع من لم يتعافوا بعد .

لذلك أعود إلى حديثي عن فلسطين الحبيبة التي تعد القضية الأولي للعرب لان حلها سيعيد الشرق الأوسط إلى الأمن والاستقرار ،فلن تكون مؤامرة 2011 والتي كشفها الشعوب الأخيرة فالتآمر مستمر والخونة جاهزون ومستعدون في كل زمان ومكان لتنفيذ مخططات أسيادهم  ،لذلك لابد أن تعرف الشعوب العربية حقيقة العدو الذي يفكر ليل نهار في كيفية النيل من وطننا العربي بكل الطرق والأساليب .

محكمة أمريكية تنتصر للفلسطينيين

فلسطين قضية العرب الأولي

في الفترة الماضية انشغل العرب بقضاياهم الداخلية وصراعهم واختفت القضية الفلسطينية من على الرادار السياسي ولكن بعد أن تعافت مصر وعادت لدورها الريادي والقيادي في الوطن العربي  عادت القضية الفلسطينية للظهور على الرادار السياسي العربي .

محطات بارزة في الصراع العربي الصهيوني

على مدار أكثر من سبع عقود نكبت منطقة الشرق الأوسط بعدو استطاع أن يغرز جذوره في الأرض الطيبة فلسطين الحبيبة بعد أن تآمر المجتمع الدولي على منطقة الشرق الأوسط بهدف تقويض السلام في تلك المنطقة وزرع الفتن والحروب بين أهلها من خلال الكيان الصهيوني.

في عام 1897بدأت تنفيذ المؤامرة الدولية على العرب ،ففي هذا التاريخ انعقد المؤتمر الصهيوني الأول ،إذ تم التخطيط لزرع إخطبوط  الكيان الصهيوني تحت مزاعم تجميعهم في مكان واحد وإقامة دولة لهم .

محكمة أمريكية تنتصر للفلسطينيين

كيف تم تأسيس الكيان الصهيوني؟

حين بدأت أقدام الاستعمار الأوروبي  تدخل إلى الأراضي العربية في القرن التاسع عشر ،كانت هناك حملة من المستشرقين وعلماء الآثار يبحثون عن القدس باعتبارها مهد المسيح ومكان دعوته ،وأيضا أرض التوراة ،وهنا استغلت الحركة الصهيونية التي ولدت في تلك السنوات الأحداث الجارية ،وبدأت حملة الترويج لدعوة اليهود في كل أنحاء العالم للعودة إلي الأرض المقدسة ،مستغلة أطماع الاستعمار الأوربي في الشرق الأوسط ،وكونت جمعيات ومؤسسات ومدارس بحثية من أجل العثور على أي أثر يثبت حقها للعودة.

الدعوى الأولي (ليون بينسكر)

في عام 1881 طالب الطبيب اليهودي الروسي الأصل ليون بينسكر إنشاء وطن يجمع اليهود في كل أنحاء العالم وبذلك تتكون أول امة يهودية  ،وكان هذا الطبيب ناشط صهيوني رائد ومؤسس وقائد حركة محبي صهيون ،وعاش في الفترة من عام 1821 إلى عام 1891 .

مصر والقضية الفلسطينية

تيودور هرتزل أبو الصهيونية 

بعد ذلك نشطت الحركة الصهيونية ،ثم جاء تيودور هرتزل والذي عاش بين عامي( 1860–1904)، وهو كاتبٌ نمساوي – مجري، وكاتب مسرحيات، وناشط سياسي، وهو أبو الصهيونية السياسية الحديثة. شكل هرتزل المنظمة الصهيونية وشجع اليهود على الهجرة إلى فلسطين ساعياً لتشكيل دولة يهودية، على الرغم من أنه توفي قبل إنشائها، إلا أنه معروف بأبي الصهيونية الحديثة وأحد أسباب تأسيس الكيان الصهيوني على ارض فلسطين .

وزعم هرتزل أن  القدس هي الموطن الأصلي لليهود ، وأن لهم الحق الشرعي في أن يعودوا إليه، وساهم في نجاح الفكرة  وجود الانتداب البريطاني الذي دعم هذا الاتجاه.

فرنسا بريطانيا ( سايكس بيكو) 1916-1922

في عام 1916 اتفقت فرنسا وبريطانيا بالتعاون مع الإمبراطورية الروسية بشكل سري ،على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد انهيار الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى.

والهلال الخصيب مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام. هذه المنطقة كانت شاهدة لحضارات عالمية، وأهمها العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي حتى ابتداء الممالك والمدن في جنوب الرافدين وشمال جزيرة الفرات العراقية وغرب الشام.

بدأ الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ، والبريطاني مارك سايكس في مقوضات سرية استمر عدة أيام ،وكانت عبارة عن  تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك، وتم تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق  وأطلق على الاتفاقية  (سايكس بيكو)

بعد انتهاء الحرب قام رئيسا الحكومتين الفرنسية والبريطانية بتعديل اتفاق سايكس بيكو، وفي 1922، وبعد إخماد الثورات في فلسطين وسوريا والعراق، صادقت عصبة الأمم على وضع هذه المناطق تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني.

من دفاتر القضية

التسلسل الزمني للقضية

1917 عام النكبة

وعد بلفور المشئوم وتأسيس الكيان الصهيوني

عندما تراجع دفاتر القضية الفلسطينية تجد النهج القذر الذي تعاملت به بريطانيا وفرنسا وأمريكا مع فلسطين ،فهم من اسسو إلى زرع الكيان الصهيوني ،ففي عام 1917 بعث وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية، لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وتعهدت فيها الحكومة البريطانية بإقامة دولة لليهود في فلسطين ،وهو ما عرف بوعد بلفور ،الذي وضع اللبنة الأولي للكيان الصهيوني ،فلقد أعطى من لا يملك  لمن لا يستحق فضاعت حقوق أصحاب الأرض .

أمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان يعترفون بإسرائيل 

دخلت الجيوش البريطانية بقيادة «الجنرال ألنبى» القدس في 11 ديسمبر 1917 ، وفي مؤتمر فرساي يناير 1919 قدمت الحركة الصهيونية خطة تنفيذ مشروع استيطان فلسطين، ودعت إلى إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور، وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص(وعد بلفور) المشئوم  على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا عام 1919 وكذلك اليابان.

مؤتمر سان ريمو

بعد خطوات المتسارعة التي وضعت اللبنة الأولي لتأسيس مرحلة جديدة من الحروب المتتالية في الشرق الأوسط  ،وزرع الكيان الصهيوني في ارض فلسطين ، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في 25  إبريل سنة 1920،عندما عقد مؤتمر (سان ريمو) على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 يوليو عام 1922 وافقت عصبة الأمم على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29  سبتمبر 1923.

مصر والقضية الفلسطينية

هجرة اليهود إلى فلسطين

قام المهاجرون اليهود الجدد بشراء الأراضي الفلسطينية بمساعدة البريطانيين بعد إعلان الانتداب على فلسطين حتى فاق عدد من دخل منهم إلى فلسطين منذ الاحتلال البريطاني وحتى بداية 1929 مائة ألف مهاجر عدا الآلاف الأخرى من المتسللين غير الشرعيين، واقترنت هذه الهجرة باتساع رقعة الأراضي التي انتزعت من الفلاحين العرب وتم طردهم منها.

قيام دولة إسرائيل1948

وفي 14 مايو 1948أُعلن رسميا عن قيام دولة إسرائيل دون أن تُعلن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلي السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثا .

تداعيات قيام إسرائيل

بعد إعلان قيام دولة إسرائيل بدأت حرب   عام  1948 والتي نتج عنها تقسيم القدس إلي شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، أقيمت منطقة عازلة بين الجزءين، ونجم عن هذا رسم خريطة لحدود غير رسميّة بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949بين إسرائيل وكل من لبنان ومصر والأردن وسوريا، والتي اتفقت فيها تلك الدول علي وقف إطلاق النار.

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية

أعلن ديڤيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل في 3 ديسمبر 1948 أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، وفي سنة 1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية وعقدت أول جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني بالقدس الشرقية في 29 مايو عام1964، وخلال هذا لاجتماع تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.

بعد مؤامرة  عام 1967احتلت إسرائيل القدس الشرقية التي كانت تتبع الأردن، واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلي القدس الشرقية علي أنها منطقة متنازع عليها ويدعو إلي حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة، لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع في مدينة تل أبيب وضواحيها، بينما تقع معظم الإدارات الحكومية الإسرائيلية في القدس الغربية وتشمل مقر البرلمان ومقرى رئيس الوزراء ورئيس الدولة فضلاً عن مقر المحكمة العليا، وفى عمل عدائى قام مايكل دينس روهن اليهودي والاسترالى الجنسية عام 1969 بحرق المسجد الأقصى.

عندما احتلت القوات الإسرائيلية القدس الشرقية عام 1967 وافق الكنيست في 27/6/1967 على مشروع قرار بضم القدس العربية إلى (إسرائيل) سياسيًا وإداريًا، بموجب الأمر رقم 2064. ثم أصدرت الحكومة الإسرائيلية”أمر القانون والنظام”رقم 1 لسنة 1967 الذي أخضعت بموجبه منطقة تنظيم مدينة القدس للقوانين والنظم الإدارية الإسرائيلية، وفي 30/7/1980، أقر الكنيست الإسرائيلى القانون الأساسي “القدس الموحدة”، الذي نص على اعتبار مدينة القدس بشطريها عاصمة موحدة لإسرائيل ومقرًا لرئاسة الدولة والحكومة والكنيست والمحكمة العليا، ونتيجة الاحتلال والضم لم تعد تسرى قوانين السلطة الفلسطينية على القدس الشرقية، التى كانت في الوقت ذاته مركزًا لمحافظة القدس الفلسطينية.

تعاملت إسرائيل مع الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية باعتباره عائقًا أمام مخططات توحيد القدس؛ فعملت على ضرب هوية الوجود المقدسي، وربط المقدسيين بشكل كامل بمنظومة إسرائيل الاقتصادية والمعيشية والحياتية، وفي هذا الإطار، تم استهداف العمل المؤسسي والمدني والاجتماعي الفلسطيني من أجل بسط سلطتها على الأقصى والقدس، وتغيير الهوية العربية والإسلامية للمدينة واستبدالها بهوية يهودية من الناحيتين التاريخية والدينية، بعدها بدأت المحاولات للحصول على اعتراف دولي خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن ذلك لم يحدث.

سبقت هذه المحاولة الإسرائيلية محاولات عديدة خاصة وأن إسرائيل ظلت تعتبر «تل أبيب» عاصمة مؤقتة، على أمل أن تضم القدس وتكون هي العاصمة الرئيسية لها إلا أن غالبية الدول لم تتعامل مع هذا القرار على محمل الجد فبقيت السفارات في تل أبيب كما هي فيما رفض مجلس الأمن أي محاولات إسرائيلية في هذا الشأن.

تسارعت عمليات البناء الإسرائيلية في المدينة والمناطق المجاورة لها خلال الانتفاضة الأولى ( 1987-1993) وتوترت الأوضاع داخل أحياء القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في شوارع القدس عام 1990.

مصر والقضية الفلسطينية

منظمة التحرير وعملية السلام

مؤتمر مدريد

عقد مؤتمر مدريد في إسبانيا في نوفمبر 1991، وشمل مفاوضات سلام ثنائية بين إسرائيل وكل من سوريا، لبنان، الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكانت محادثات ثنائية تجري بين أطراف النزاع العربية وإسرائيل وأخرى متعددة الأطراف تبحث المواضيع التي يتطلب حلها تعاون كل الأطراف، وقد اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بدولة إسرائيل بعد أن ظلت لسنوات تعارضه وتعتبره تفريطا في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

اتفاق أوسلو 

كان توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993 نقلة سياسية كبيرة إذ اتفق الطرفان على تحديد مصير القدس على طاولة المفاوضات، وهو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن، بالولايات المتحدة في 13 سبتمبر 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أفرزت هذا الاتفاق.

تنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، مقابل اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، وكان من المفترض، وفقا للاتفاقية، أن تشهد السنوات الانتقالية الخمس، مفاوضات بين الجانبين، بهدف التوصل لتسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338، ونصت الاتفاقية أيضًا على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.

فشل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 2000 في إعادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل أيهود باراك إلى طاولة المفاوضات، وفي نفس العام أثارت زيارة زعيم حزب الليكود اليميني “أرييل شارون” إلى جبل الهيكل يرافقه ألف رجل أمن احتجاجات فلسطينية غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة

مبادرة السلام العربية.. هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2002 في القمة العربية في بيروت وتبنتها الدول العربية بل والإسلامية (منظمة المؤتمر الإسلامي).

اللجنة الرباعية الدولية .. هي لجنة دولية في عملية السلام في الصراع العربي الإسرائيلي، تسمى أحيانا اللجنة الدبلوماسية الرباعية أو رباعية مدريد أو الرباعية، والرباعي هم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأنشئت في مدريد عام 2002 من قبل رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار نتيجة لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

عام 2003 بدأت اسرائيل ببناء جدار الفصل بطول مئات الكيلومترات بهدف وقف الهجمات الانتحارية التي كانت تستهدف المدن الاسرائيلية لكنه أضر بموقف اسرائيل لدى المجتمع الدولي الذي رأى أنه يؤثر على فرص إطلاق مفاوضات السلام بين الطرفين .

عام 2004 أعلنت محكمة العدل الدولية إن مسار الجدار مخالف للقانون الدولي وإن السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية إجراء غير قانوني بموجب القانون الدولي .

قرار الكونجرس الامريكى ونقل السفارة

بدأت إسرائيل التحرك خارجياً على المستوى الدولي معتمدة على نفوذها في الولايات المتحدة الأمريكية لاعتماد القدس عاصمة لها وبالفعل في 23 أكتوبر 1995 صدق الكونجرس الأمريكي على قانون يسمح بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة مع إعطاء الحرية كاملة للرئيس للتوقيع عليها.

في تلك الفترة كان على رأس السلطة الأمريكية الرئيس بيل كلينتون لكنه لم يقدم على هذه الخطوة وكذلك لم يفعل جورج بوش وباراك أوباما؛ لاعتبارهم أن مثل هذه الخطوة ستؤثر على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وتنهي أي محاولة للتسوية وتخلق المزيد من العداء ضد الولايات المتحدة.

قام كل من كلينتون وبوش وأوباما بالتوقيع على تأجيل نقل السفارة مرتين سنوياً بواقع مرة كل 6 أشهر معتبرين أن الظروف ليست متاحة، لكن مع إعلان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ترشحه أكد أنه سيتجاوز أي اعتبارات وضعها الرؤساء السابقين خاصة تجاه القلق من الآثار السلبية في الشرق الأوسط، وفي 6 ديسمبر عام 2017 يعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حيث وقع تشريع سفارة القدس الذي أقرّه الكونجرس عام 1995 ، ليشتعل من جديد فتيل الصراع الملتهب فى منطقة الشرق الأوسط.

أمريكا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

أثار اعتراف الرئيس الأمريكي السابق ، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، ردود فعل رافضة من دول العالم لهذا القرار، وكان الرئيس الأمريكي السابق ، دونالد ترامب قد ذكر إن «الولايات المتحدة منذ 70 عاما اعترفت بدولة إسرائيل، واليوم أورشليم هي العاصمة التي تحتوي على مقار المؤسسات الحكومية»،  مؤكدًا أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في مصلحة عملية السلام بين فلسطين وتل له، «القدس يجب أن تظل مكان يتعبد فيه اليهود ويمشي فيه المسيحيون ويتعبد فيه المسلمون أيضا، وسوف ندعم حل الدولتين إذا اتفق على ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون».

فى تداعيات لهذا القرار صادق الكنيست الإسرائيلي على مشروع “قانون القدس الموحدة”، في 2 يناير  2018،والذي يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة بأي تسوية مستقبلية إلا بموافقة ثمانين عضو من الكنيست.

أعلنت مصر أن هذا القانون يعد مخالفاً لمقررات الشرعية الدولية الخاصة بوضعية مدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، ومن ثم عدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة، وأن القانون يمثل عقبة أمام مستقبل عملية السلام والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية، وافتئاتاً على وضعية مدينة القدس باعتبارها أحد قضايا الحل النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

الدور المصري في مجلس الأمن

نجحت الدبلوماسية المصرية في التعبير عن مصالح الدول الأفريقية والعربية والقاعدة العريضة من الدول النامية أعضاء الأمم المتحدة، لاسيما في ضوء المبادرات التى أطلقتها خلال فترتي رئاستها للمجلس وإعادة التركيز على الحقوق الفلسطينية بما أسهم في اعتماد القرار التاريخي 2334 بشأن الاستيطان، وذلك بالإضافة إلى مشروع القرار المعني بمواجهة آثار القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي خلق صورة ذهنية مبكرة لدى كافة الأطراف الدولية باستقلالية الموقف المصري وعدم خضوعه لضغوط أيا كان مصدرها أو دوافعها، الأمر الذي أكسب مصر تقدير الأطراف الإقليمية والدولية رغم حالة الاستقطاب الشديد بين القوى الرئيسية التي يعد مجلس الأمن مسرحا رئيسيا لها .

مصر والقضية الفلسطينية

قدمت مصر آلاف الشهداء للدفاع عن القضية الفلسطينية ، وذكر بيان الخارجية المصرية أن «العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نص على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات، فضلا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا في القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي».

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

كما نوه البيان إلى مخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، لاسيما الجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وذكر البيان إن إرتكان إسرائيل إلى استخدام القوة لفرض الأمر الواقع بهدف تغيير الحقائق  على الأرض في القدس يُعد من الإجراءات الأحادية غير القانونية التي لا تُرتب أي أثر قانوني، لتعارضها مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لا سيما قرار الجمعية العامة رقم 181 لعام 1947 الذي نص على أن مدينة القدس هي “كيان منفصل” يخضع لنظام دولي خاص.

تضمن البيان إن مصر فى طليعة من دافع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة منذ عام 1948  ….  وأكثر من نادى بالسلام العادل والشامل فى كل المحافل الدولية، لإنها تراه حقاً للشعوب وواجباً أخلاقياً على المجتمع الدولي أن يفى به، إذ لم يعد ممكنا ولا مقبولاً استمرار التغاضي عن حق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. فلم تعد تلك المنطقة من العالم بحاجة للمزيد من الحروب والمزيد من الإرهاب والمزيد من الضحايا الأبرياء، لا سيما وأن خيار العرب الاستراتيجي هو السلام العادل والشامل الذي يستند على أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما تجسد فى مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002  المبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام الذي أرساه مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، ورؤية حل الدولتين لشعبين يعيشان جنباً إلى جنب في سلامٍ وأمانٍ والتي اعتمدها مجلس الأمن في قراره رقم 1515 لعام 2003  .

إن مصر لن ولم تأل جهداً لدعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وستقف مصر بكل صلابة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية مدافعةً عن الحق الفلسطيني والحفاظ على وضعية القدس الشريف والحقوق الفلسطينية فيه، ومؤكدةً على مركزية القضية الفلسطينية في سياستها الخارجية، إيماناً منها بأن السلام القائم على الحق والعدل هو المدخل الحقيقي لتحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع.

هذا وتستند هيئة الأمم المتحدة في سياستها تجاه القدس إلى جملة من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة، ومجلس الأمن والهيئات الأخرى التابعة لها والمعروفة بقرارات الشرعية الدولية منذ 29 نوفمبر1947 وحتى الآن، وأكدت كافة القرارات الصادرة من الأمم المتحدة أن القدس مدينة دولية ذات مركز قانوني خاص مع عدم جواز تغيير هذا الوضع بواسطة المحتل الإسرائيلي، ورغم ذلك دأبت دولة الاحتلال علي انتهاك تلك القرارات الدولية وتحدي المجتمع الدولي،  فهناك عشرات القرارات بخصوص القدس ووضعها القائم، أكدت علي عدم أحقية إسرائيل في اعتبار المدينة عاصمة لها.

فلسطين في أسبوع
فلسطين في أسبوع

القمة العربية 2018 فى الظهران ” قمة القدس”

اجتمع قادة الدول العربية في المملكة العربية السعودية فى 15 ابريل 2018م في الدورة العادية التسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس – فى افتتاح القمة المنعقدة بمدينة الظهران ” إن القدس تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة ودعا إلى تبنى خطة السلام ودعمها التى طرحها فى فبراير 2018 فى مجلس الأمن الدولي، قائلا: «إن خطة السلام التي تستند إلى المبادرة العربية، تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً فى الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت.

أكد إعلان الظهران الصادر عن القمة العربية فى ابريل 2018 مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة ، معلنا بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع  تأكيد الرفض القاطع للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنها ستبقى عاصمة فلسطين العربية، وطالب إعلان الظهران بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس المؤكدة على بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير معالم القدس الشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية، داعيا دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل مطالبا المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية التى تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم فى إدارته وصيانته وتنظيم الدخول اليه .

محكمة أمريكية تنتصر للفلسطينيين

ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني

لاتزال الممارسات الإسرائيلية والخروقات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني مستمرة في تحد سافر لقواعد القانون الدولي، وتواجه فلسطين الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة بسبب الاحتلال الإسرائيلي والممارسات العدوانية على الشعب والأرض والمقدسات والحقوق.

لقد فشلت المحاولات الصهيونية في تذويب هوية الشعب الفلسطيني، وفشلت في تصفية القضية الفلسطينية،  كما فشل التعويل على تآكل هذه القضية بالتقادم، لكن الجيل الجديد ممثلاً في أطفال الحجارة، رفع راية المقاومة عالياً، وتمسك بحقه في تقرير المصير،  ولم يعد ممكنا تجاهل حقه، في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، ودون توحيد الجهد الفلسطيني، سوف تظل القضية عائمة في وسط صراع ثقيل، وسوف يبقى الشعب الفلسطيني،  يعاني أكثر أنواع الاضطهاد في القرن الحادي والعشرين، فمصر لم تدخر وسعاً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما أظهرت دعمها التام لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام لمصلحة الوطن الفلسطيني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر تم الاستعانة بها في التقرير

المصادر ..قيام دولة إسرائيل..تقرير بحثي

الهيئة العام للاستعلامات – مصر

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى