مصر في أسبوع.. السيسي يؤكد مياه النيل أمن قومي.. وغاز شرق المتوسط طوق نجاة أوروبا
أهم الأخبار في مصر خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل خميس
بعدما أطبقت أزمة الطاقة العالمية كنتيجة حتمية للحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت مطلع العام الجاري ولا تزال أحداثها جارية، يبدوا أن ضوءا بدأ يلوح في الأفق من ناحية شرق المتوسط وتحديدا من مصر التي تستعد حاليا لرسم خطة إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال خلال الفترة المقبلة لتخفيف من حدة الأزمة.
وفي سبيل ذلك استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إلى جانب كادري سيمسون المفوضة الأوروبية للطاقة، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
مصر والاتحاد الأوروبي تعاون مثمر لمواجهة الأزمات
ومن جهته قال السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي رحب بزيارة «فون ديرلاين»، مؤكدًا عمق ومتانة العلاقات المتشعبة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والروابط القوية التي تجمع الجانبين، خاصةً في ظل التحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط، وكذلك التداعيات السلبية التي خلفتها الأزمات الدولية المتتالية خلال الفترة الأخيرة على الاقتصاد الدولي بشكلٍ عام، لاسيما في مجالي الطاقة والأمن الغذائي.
من جانبها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن تشرفها بلقاء السيد الرئيس، مشيدةً بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، خاصة في ضوء كونها محوراً للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً هاماً للاتحاد الأوروبي.
وتناول اللقاء مختلف جوانب التعاون والحوار المتبادل بين مصر والاتحاد الأوروبي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصةً مع قرب اعتماد وثيقة «أولويات المشاركة المصرية الأوروبية ٢٠٢١-٢٠٢٧»، والتي تحدد مسارات التعاون بين الجانبين خلال السنوات المقبلة، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية اهتمام الجانب الأوروبي بتعزيز التعاون مع مصر في قطاع الطاقة بشكل عام، خاصةً الغاز الطبيعي المسال، وذلك في إطار الموارد الغنية والبنية التحتية المتميزة التي تتمتع بها مصر في هذا الإطار ومحطتي تسييل الغاز الطبيعي في إدكو ودمياط اللتين يتيحا تصدير الغاز، فضلاً عن التعاون في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة لاستغلال ما تمتلكه مصر من موارد، لاسيما الطاقة الشمسية والرياح.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى الجهود التنسيقية بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الهامة، خاصة على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية بالجهود المصرية الحثيثة والمتواصلة في إطار مبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
السيسي: موقف مصر ثابت من الحفاظ على حقوقها المائية ولا مساس بأمننا القومي
وتطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على موقف مصر الثابت من الحفاظ على حقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني متوازن وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، مؤكدًا الأهمية القصوى لمسألة المياه بالنسبة لمصر باعتبارها تمس صميم الأمن القومي المصري.
كما تم التباحث بشأن استعدادات مصر الجارية تنظيميًا وموضوعيًا لاستضافة قمة المناخ العالمية المقبلة COP27، حيث أكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لأن تكون القمة فرصة للبناء على ما تحقق في قمة «جلاسجو» العام الماضي، وأن تسفر عن نتائج قابلة للتنفيذ اتصالاً بقضايا التكيف والتمويل لدعم الدول النامية، مع التطلع لدعم الجانب الأوروبي في مجال تغير المناخ والبيئة من خلال الاتفاق على حزمة من المشروعات خلال قمة المناخ لدعم مصر في عملية التحول الأخضر.
غاز شرق المتوسط قوة لدفع التعاون والسلام والتنمية لصالح شعوب المنطقة
وعطفا على ما سبق استقبل الرئيس السيسي أيضا، وزراء دول منتدى غاز شرق المتوسط”.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس قال إن التأثر الحالى لقطاع الطاقة عالمياً، أكد الرؤية الاستراتيجية الثاقبة بتأسيس المنتدى منذ سنوات، مضيفا موارد الغاز الكامنة في شرق المتوسط هي دافع للتعاون والسلام والتنمية لصالح شعوب المنطقة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي رحب بالمشاركين في الاجتماع الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط، معربًا عن التقدير لجهودهم في دفع أنشطة المنتدى خلال الثلاث سنوات الماضية، الأمر الذي رسخ من أهمية ودور المنتدى للتعاون في مجال الطاقة إقليميًا ودوليًا، أخذًا في الاعتبار تأثر قطاع الطاقة حاليًا من جراء الظروف العالمية، وهو ما يؤكد الرؤية الاستراتيجية الثاقبة في تأسيس المنتدى منذ البداية، بالقدر الذي أصبح يمثل نموذجًا تسعى الكثير من الدول لنيل عضويته.
دور محوري ينتظر منتدي شرق المتوسط
وأكد الرئيس على قدرة المنتدى على القيام بدور محوري خلال المرحلة المقبلة لحل أزمة الطاقة العالمية، بما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة للمنطقة والتي سوف تعود بالنفع على شعوبها، وهو ما يتطلب تكثيف التعاون الثنائي والإقليمي بين الدول الأعضاء لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الكامنة من خلال تعزيز الاستكشافات وعمليات التنقيب وزيادة الطاقة الإنتاجية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رؤساء الوفود المشاركين في اجتماع المنتدى أكدوا من جانبهم الأهمية الاستراتيجية للمبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيدين بجهود مصر الفعالة بقيادة الرئيس لإقامة حوار إقليمي منظم حول الغاز الطبيعي يدعم مساعي دول شرق المتوسط لصياغة سياسات يتم التركيز من خلالها على التعاون في مجال الطاقة كوسيلة للتقارب بين الشعوب وبهدف وضع رؤية مشتركة لمستقبل احتياطات شرق المتوسط، مما يمهد الطريق لفتح آفاق جديدة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين دول المنطقة.
ودار حوار مفتوح خلال اللقاء، حيث أكد الرئيس متابعته الحثيثة لنتائج الاجتماع وما سيتم الاتفاق عليه، مشددًا على دعم مصر الكامل للمنتدى وأهدافه، بما يخدم كل دول المنطقة ومصالحها التنموية ويساعد على توفير مصدر طاقة مستدام لصالح الشعوب والأجيال المقبلة، وهو الأمر الذي يرسخ ثقافة التعاون والبناء والسلام في المنطقة.
دعم مالي أوروبي لتأمين الموقف الغذائي في مصر
تعتزم المفوضية الأوروبية دعم مصر بـ 100 مليون دولار من أجل تأمين الموقف الغذائي خلال الفترة المقبلة ومواجهة تداعيات وقف تصدير القمح من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب.\
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن أوروبا ستدعم مصر بـ 100 مليون دولار من أجل تأمين الموقف الغذائي خلال الفترة القادمة ومواجهة تداعيات وقف تصدير القمح بسبب أزمة أوكرانيا.
يأتي المؤتمر الصحفي المشترك بعد مباحثات أجرتها فون دير لاين مع الرئيس المصري لزيادة التعاون بين الجانبين، وتعزيز الروابط في العديد من الموضوعات، ومواجهة الأزمات التي يشهدها العالم حاليا.
وأفادت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن المباحثات ناقشت عدة موضوعات أهمها الأمن الغذائي وما سببته الأزمة الروسية الأوكرانية في وقف إمداد الحبوب للعالم أجمع.
وأوضحت أن أوروبا ستدعم مصر بـ 100 مليون دولار حاليا لتشجيع الاستثمار في قطاع الزراعة، وتأمين الموقف الغذائي، كما أنها ستدعم المنطقة بـ3 مليارات يورو لمواجهة تداعيات الأزمة.
أوروبا مهتمة بزيادة التعاون مع مصر فى مجال الطاقة
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم وزارة البترول، إنه تم توقيع اتفاقية تفاهم بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لتوريد الغاز وتسييله قبل نقله إلى دول أوروبا، موضحا أن مصر بها مصانع إسالة الغاز في إدكو بالبحيرة ودمياط.
وأضاف أن مؤتمر الوزراء السابع لمنتدى دول شرق المتوسط أصبح حاليًا منظمة دولية.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم تعطي مصر ثقل في إطار مشروعها نحو التحول للطاقة النظيفة، مضيفا أن محطات الإسالة تعزز موقف القاهرة في أن تكون مركزا إقليميا للطاقة.
وأوضح أن مصر لديها كل التسهيلات التي تمكنها من استقبال الغاز الإسرائيلي ثم إسالته قبل تصديره إلى أوروبا، لافتا إلى أن مذكرة التفاهم تؤكد أن هناك اهتمام من الاتحاد الأوروبي لزيادة التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وأنه متوقع اكتشافات للغاز الفترة المقبلة، طالما هناك مزايدات عالمية واتفاقيات مع شركات عالمية، هناك العديد من الشركات ستبدأ برامج حفر قريبا لتحقيق المزيد من الاكتشافات.
السيسي لرئيس الأركان الإماراتي: العلاقات بين البلدين ركيزة الاستقرار
وعلى صعيد آخر أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، أن العلاقات المصرية الإماراتية مصيرية، وتمثل ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره.
جاء ذلك خلال لقائه الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، ومريم خليفة الكعبي سفيرة الدولة لدى جمهورية مصر العربية مندوبة الدولة لدى الجامعة العربية.
وحمَّل الرئيس المصري خلال اللقاء رئيس أركان القوات المسلحة تحياته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.
بدوره، أكد الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص الإمارات على تعزيز أطر التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مختلف الصعد، خاصةً ما يتعلق بتبادل الخبرات في المجال العسكري، إلى جانب مواصلة مسيرة العمل المشترك والتنسيق المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقد تم التوافق خلال اللقاء على استمرار تعزيز التنسيق والتشاور المنتظم بين مصر والإمارات في ما يتعلق بالتعاون العسكري والأمني، وذلك بالتكامل والتناغم مع مسيرة العلاقات الثنائية المتشعبة بين البلدين في كافة المجالات والصعد، على النحو الذي فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وبما يدعم كذلك أواصر التضامن العربي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب