رأي

مروة محمد تكتب.. قراءة في الموقف الإيطالي الحالي من الأزمة في ليبيا

الكاتبة صحفية مصرية متخصصة في الملف الليبي بصحيفة الشروق المصرية ووسائل إعلام إيطالية

مروة محمد الموقف الإيطالي من الأزمة الليبية

تراجع مؤقت للاهتمام بالملف الليبي وتركيز أكبر على الأوضاع حالياً في أوكرانيا، يبدو أن هذه هي ملامح الموقف الإيطالي حالياً من الوضع في ليبيا التي تمثل أولوية للسياسة الخارجية الإيطالية وتمر بمرحلة حرجة من عدم الاستقرار السياسي.

السفير الإيطالي، ماركو مارسيللي، الممثل الدائم السابق لمجلس أوروبا والمدير المركزي في وزارة الخارجية الإيطالية، قال إن الأزمة الخطيرة التي اندلعت في نهاية العام الماضي فيما يخص العلاقات بين روسيا وأوكرانيا ساهمت في تعتيم الضوء على مناطق جغرافية أخرى شديدة الحساسية، مشيراً إلى حالة ليبيا حيث يبدو أن الاهتمام العام بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر الماضي قد تراجع.

وعلق مارسيللي على تكليف البرلمان الليبي لفتحي باشاغا برئاسة الحكومة الليبية قائلاً إن باشاغا كان بحسب العديد من المراقبين المرشح المفضل في الانتخابات الرئاسية نهاية ديسمبر الماضي.

إن النشاط الإيطالي في منطقة المتوسط مبرر بالنظر إلى توسع المصالح الإيطالية في المنطقة على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والأهم على صعيد الهجرة، حيث تتحمل روما العبء الأكبر على المستوى الأوروبي في هذا الملف.

وتترقب روما ما سيحدث في الأيام المقبلة في ليبيا قبل اتخاذ مواقف رسمية، لكن مع ذلك فالدبلوماسية الإيطالية لم تكتف بدور المتفرج، ففي 8 فبراير الماضي عُقدت قمة في العاصمة الإيطالية بين بعض ممثلي وزارات الخارجية لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا، فيما حضر ممثلين عن أبو ظبي وقطر وتركيا وروسيا.

كما دعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، خلال المؤتمر الصحفي المشترك بوزارة الخارجية الإيطالية مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بمناسبة انعقاد الجلسة الأولى للحوار الاستراتيجي بين إيطاليا وقطر، الأسبوع الماضي، الفاعلين الليبيين إلى التعامل بأقصى قدر من الشفافية والنزاهة والشمولية من أجل مصلحة الوطن ووحدته واستقراره.

وشدد دي مايو على التوافق على أهمية الحفاظ على وحدة نوايا الدول الأكثر التزامًا بتحقيق الاستقرار في ليبيا لدعم عملية سياسية يقودها الليبيون وتيسرها الأمم المتحدة والتي تسمح بتحقيق التطلعات الديمقراطية للشعب الليبي بإجراء الانتخابات.

إن روما تراقب في الوقت الحالي من بعيد ما يحدث في ليبيا إلا أنها تتخوف من احتمالية نشوب صراع بين حكومتين متتنافسان في طرابلس، ما سيزيد من عدم الاستقرار مع تداعيات بالتأكيد ليست إيجابية على المصالح الإيطالية.

مانليو دي ستيفانو، نائب وزير الخارجية الإيطالي، قال في مقابلة صحفية منذ أيام رداً على كون الأزمة الليبية منطقة مهمة أخرى لإمدادات الطاقة، إن ليبيا تعد مورد آخر، ترتبط روما بها عبر خط أنابيب جرين ستريم، لكنه قال إنه من أجل الحكم على زيادة تدفقات الغاز ، من الضروري أن تصبح البلاد أكثر استقرارًا لكن أحداث الأسابيع الأخيرة لا تساعد في هذا الأمر.

على أي حال، تبدو روما هادئة لأنه لا يبدو أن هناك أي اشتباكات بين الميليشيات، فضلاً عن أن لديها علاقات جيدة مع كل من رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة وباشاغا، ومع ذلك تبقى الأولوية لها في انطلاق عملية موحدة وعدم وجود حكومتين في طرابلس.

بعد ان تناولنا موضوع مروة محمد الموقف الإيطالي من الأزمة الليبية يمكنك قراءة ايضا

المفكر العربي  الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. الصلاة على النبي

الإمارات في أسبوع.. إشادة امريكية بأنظمة الدفاع الجوي لأبوظبي وأسهم موانئ دبي تقفز في أول يوم تداول

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى