رأي

محمد جبريل العرفي يكتب.. الأفغان الليبيون يمكنون أنفسهم لاستئناف مهمتم

التنظيمات الاسلاموية دائما عميلة للاجنبي ، بريطانيا وظفت جماعة الاخوان ضد العثمانيين وضد الانظمة التحررية مثل عبدالناصر وحافظ الاسد ومعمر القذافي . في اواخر السبعينات جندتهم امريكا لتدمير الاتحاد السوفييتي ، بتمويل عربي ودعم مخابراتي باكستاني ولوجستي امريكي ، اطلقوا على مدينة بيشاور الباكستانية “بوابة الخلافة المفقودة”.

مؤسس الافغان العرب الاخواني عبدالله عزام عام 1981 ولحق بن لادن مساعدا له، ثم انفصلا عام 87 ، بعدما انشأ بن لادن تنظيم القاعدة من رحم الافغان العرب . اغتالت القاعدة عبدالله عزام عام 1989، سهلت بعض الانظمة العربية الافغان العرب ، حيث تم تشكيل لجنة للتضامن مع الشعب الأفغاني برئاسة هارون المجددي الأمين العام المساعد لجامعة الشعوب الإسلامية التي أنشئت عوضا عن الجامعة العربية. ونشطت رابطة العالم الإسلامي واللجان والجمعيات في دعم الافغان العرب . نتيجة لهذا التشجيع السياسي على المستوى الرسمي ،انتشرت فتاوى وجوب الجهاد ضد القوات السوفياتية.
فصدرت فتوى تصف من يتعاونون مع القوات الروسية على أرض أفغانستان بالخيانة وكل حكومة “بأنها حكومة غير شرعية”.

ونشط بعض الدعاة في تجييش المشاعر بادعاء الكرامات مثل كتاب عزام “آيات الرحمن في جهاد الأفغان”..
الأفغان العرب تيارسلفية جهادية ، ينهل من كتابات ابن تيمية وابن القيم وابن رجب الحنبلي ومحمد بن عبد الوهاب فيما يتعلق بالجهاد والعقيدة،و أفكار سيد قطب وأبو الأعلى المودودي، فيما يتعلق بمفاهيم الجاهلية والحاكمية والعصبة المؤمنة، وكيفية التعامل مع الواقع ، ومن مناهل كتيبات قادتهم عن تصنيف الحكام وأحكامهم والطائفة الممتنعة عن شعيرة والعذر بالجهل مثل “الفريضة الغائبة” و”منهاج العمل الإسلامي للجماعة الإسلامية” و”المنهاج الحركي لجماعة الجهاد” و”الحصاد المر” و”حكم قتال الطائفة الممتنعة”، وغيرها من العناوين. واستنادا إلى ما يسمونه بحكم “التترُّس” أالذي يجيزلهم قتال الطائفة الممتنعة حتى ولو تخفت أو تترست بمجموعة من المسلمين الأبرياء، فيجوز عندهم قتال الجميع.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، وانتهاء مهمة الافغان العرب ، تمت اعادتهم الى اوطانهم ، فشرعوا في ممارسة هواياتهم المفضلة في الارهاب . مصر كان لها نصيب ، و ليبيا كان لها نصيب من ذلك .

فاشتعلت في بلادنا حرب ضد الارهاب الى ان تم القضاء عليهم في التسعينات ، وبقيت فلول صغيرة في الجبل الاخضر اخرهم كانوا ثلاثة افراد منهم بالحاج والصديق الغيثي.
غيرت أميركا من إستراتيجيتها في التعامل مع الأفغان العرب بعد أن ظهر الإرهاب العابر للحدود واستهداف الأنظمة العربية الحليفة لها ، ثم تحولت العلاقة إلى عداء ظاهر بعد أن أعلن تنظيم القاعدة عزمه على إخراج القوات الأميركية بالقوة من الجزيرة العربية وتكوينه للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين التي أعلن عن تشكيلها عام 1998، بالتحالف بين جماعة الجهاد المصرية ،والجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية ، والجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية. واصدرت الجبهة فتوى تهدر دم الأميركيين وتبيح ضرب مصالحهم.

. بالحاج سبق ان انضم في افغانستان الى معسكر” صدى” التابع للاخواني عبد الله عزام، فهو مزيج من فكر القاعدة والاخوان، ولن يتخلى عن هذا الفكر،فحتى ما سمي بالمراجعات الفكرية التي اصدروها في كتابهم ” دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحسبة والحكم على الناس ” ، كانت مجرد ممارسة للتقية ، فبمجرد ان سنحت الفرصة امامهم، تنكروا لمن انقذهم من منصات الاعدام فدمروا بلاده وقتلوا اسرته وسجنوهم وهجروهم.

ورغم هذا العداء بين الامريكيين والاسلامويين ، نرى بوادر تجديد التحالف بينهما. المخطط بدأ منذ سيطرة المقاتلة والاخوان على المجلس الرئاسي وحكومة (الدبيباتشيلد )، واستقدام بالحاج (our boy) ليستكمل سيطرة المقاتلة على ليبيا، وهو ما بدأت بوادرة من نتائج (حرب اليوم الواحد) بمساعدة المرتزقة التركمان، حيث تم تفريغ الساحة المليشياوية لصالح الاخوان والمقاتلة، وتسير الخطى حثيثة لاستكمال الاستيلاء على الغرب الليبي ، بتوسيع رقعة السيطرة على الشريط الساحلي باجتياح ورشفانة والزاوية ، ومن بعدهما انهاء الوجود العربي في الزنتان ، وتحصين قاعدة الوطية.ثم سيتجه التنظيم الى الجنوب للاستيلاء على منابع النفط والى الشرق للصدام مع القوات المسلحة، وتهديد مصرمن حدودها الغربية، بل ايدي الارهاب الليبي امتد الى الصحراء الغربية وسيناء

هنا تلتقي مصلحة التنظيم مع المصلحة الامريكية ، فالتنظيم يريد التمكين من ليبيا لاستخدامها قاعدة للتغلغل في افريقيا ، وهذا الهدف يلتقي مع المصلحة الامريكية في افريقيا. اي ان الامريكيون سيتخدمون الافغان العرب لطرد الروس من افريقيا وتفكيك الاتحاد الروسي مثل ما استخدموهم لطرد الروس من افغانستان وتفكيك الاتحاد السوفيتي .تركيا الان تلعب دور بعض الانظمة العربية في الثمانينات .لكن امام تحقيق هدف كل منهما عقبات اهمها القوات المسلحة ، ومعارضة مصر.ولهذا راينا حملة ممنهجة لشيطنة القوات المسلحة وشيطنة مصر، ولا نستبعد ان ينتهجوا اساليب تهييج الشعورالديني للبسطاء، والتشكيك في انجازات الثورة المصرية الفريدة ، وتضخيم الاطماع المصرية في ليبيا ،وتفكيك حاضنة القوات المسلحة ، و تتحول ليبيا الى افغانستان افريقيا . لكن يمكن تجنب ذلك اوعلى الاقل عرقلته ، بمباغتة العدو قبل التمترس ، اي خلال مراحل التحشيد ، لانه لو تمكن من الارض صيصعب قتاله.وايضاً تجنب الاصطفاف بين القوتين المتصارعتين بخلق فضاء عربي يبني علاقات متوازنة وبما يحقق مصلحة الشعب العربي. العرب يملكون عناصر قوة اهمها الطاقة ، فلو استخدموها في هذا الوقت بالذات سيحققون مصلحة شعوبهم. هذا السيناريو جتما لن ينحج لكنه سيطيل في امد معاناة الليبيين، وسيبرز من بين الليبيين ابطال يعيدون ليبيا لاهلها الحقيقيين.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى