محمد فتحي الشريف يكتب.. ليبيا والبرلمان والمفوضية والقوة القاهرة
الكاتب رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث.. خاص منصة العرب الرقمية
ليبيا والبرلمان والمفوضية والقوة القاهرة
عندما تريد أن تطمس الحقائق وتغيب الرأي العام عليك بخلق حالة من الجدل حول مصطلح غامض ينشغل به الجميع ويتبارى المحللون والسياسيون لتفسير مقصوده ومضمونه ومعناه، في الوقت نفسه تكون قد أعددت سيناريو يغير الواقع وينحرف بالمسار السياسي الحالي بما يخدم المتداخلين الذين كشفت مخططاتهم السابقة المعلنة، أقصد هنا (تركيا والإخوان ومركز الحوار الإنساني)، هذا هو ملخص ما قامت به المفوضية العليا للانتخابات عندما عطلت الانتخابات وأوقفت الجدول الزمني «الروزنامة» الذي وضعته بنفسها بعد توافق مع مجلس النواب، وكان الإيقاف عند الخطوة قبل الأخيرة، من خلال بيان غير واضح ضم سببا غير واضح وهو «القوة القاهرة».
لم تتوقف المفوضية العليا للانتخابات عند هذا الحد والدور، بل تهرب رئيسها (عماد السائح) من المسؤولية عندما طلبت منه جهات رسمية وإعلامية رسميا الإفصاح عن «القوة القاهرة» التي أوقفت الإعلان عن أسماء المرشحين النهائية لخوض الانتخابات الرئاسية، التي تعد الأمل الذي تعلق به 2 مليون و800 ألف ليبي سجلوا لاختيار رئيس يقود البلاد إلى الاستقرار ويخرجهم من ظلمات الميليشيات الإجرامية والتدخلات الدولية والفساد والانقسام، ويعيد ليبيا إلى الليبيين.
هنا ظهر دور آخر للبرلمان الذي تغيرت قيادته بعد تكليف المستشار عقيلة صالح المرشح الرئاسي لنائبه فوزي النويري لإدارة المجلس والجلسات، وبدلا من أن يعلن البرلمان عن أسباب توقف الانتخابات والقوة القاهرة التي منعت استكمال الاستحقاق، بدأ البرلمان في تشكيل لجان ووضع أطروحات جديدة لاستكمال المسار السياسي على نهج جديد، قد يكون هذا النهج مختلفا، وخاصة بعد أن طرحت تلك اللجان تصورات أخرى تختلف كليا وجزئيا عن المسار المعتمد من الأمم المتحدة والمرحب به من الشعب الليبي، لتهدر بذلك حق أكثر من 3 ملايين ليبي زكوا 98 مرشحا للرئاسة وعدة ملايين أخرى زكوا مرشحين للبرلمان.
وظهر عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات أمام مجلس النواب ليتحدث عن خروقات حدثت، منها تزوير بعض المرشحين لتزكيتهم، وغيره من الكلام الذي لا يخدم المسار الحالي، بل يأخذ القضية إلى مسار آخر، على الرغم من أن عماد السائح كان يستطيع أن يعلن من توافرت فيهم الشروط من دون رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، الذي أخطأت المفوضية من البداية عندما خالفت القانون رقم واحد لعام 2021 والذي تم بموجبة فتح باب الترشح، وكانت مخالفة الدبيبة للمادة 12 واضحة كالشمس، ومع ذلك دخل القضاء في اللعبة السياسية، وأفسدت القوة القاهرة المشهد .
لذلك أقول إن القوة القاهرة هي السفارة الأمريكية والبريطانية في ليبيا وميليشيات ومرتزقة تركيا في الغرب الليبي وجماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في خالد المشري والصادق الغرياني ومحمد صوان الذين أرهبوا رئيس المفوضية العليا للانتخابات
ولذلك أختم كلامي بتوضيح حقيقة «القوة القاهرة» الحقيقية التي أخفتها المفوضية العليا للانتخابات على الجميع لتضع المشهد في دائرة التأويل والتكهن، وينشغل الرأي العام في ليبيا والعالم بتعريف القوة، ولذلك أقول إن القوة القاهرة هي السفارة الأمريكية والبريطانية في ليبيا وميليشيات ومرتزقة تركيا في الغرب الليبي وجماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في خالد المشري والصادق الغرياني ومحمد صوان الذين أرهبوا رئيس المفوضية العليا للانتخابات، ولا ننسى أن ترشح المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب لم يخدم القضية الوطنية ولا التكتل الوطني، بل أضعفها، لأنه منح جماعة الإخوان والمشري فرصة ذهبية لتغيير سياسة مجلس النواب لتساهم في السيناريو المقبل وهو تمكين وإحياء دور جماعة الإخوان في ليبيا.
بعد ان تناولنا موضوع ليبيا والبرلمان والمفوضية والقوة القاهرة يمكنك قراءة ايضا
ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. مات الكلام
محمد فتحي الشريف يكتب.. ليبيا والبرلمان والمفوضية والقوة القاهرة
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك