ليبيا بين الماضي والحاضر (2010-2023).. رؤية تحليلية يكتبها محمد فتحي الشريف
ليبيا قبل وبعد (2011) النقاط العشر في وصف (الماضي والحاضر)
ليبيا قبل وبعد (2011)
النقاط العشر في وصف (الماضي والحاضر)
1- من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، إلى تمزق وفوضى ونزاعات وخلافات.
2- من سيادة في القرار الداخلي والخارجي إلى الانقياد لتنفيذ أجندات استعمارية بقوالب وإشكال جديدة.
3- من وحدة في الصفوف والمؤسسات إلى خلافات وانشقاقات وحروب وانقسام في كل شيء.
4- من قائد واحد وحكومة وجيش واحد إلى حكومتين، وأجهزة تشريعية متنافرة، وشرعية حاضرة غائبة.
5- من رغد في العيش وأمن في المكان يشعر به الجميع ويعيشه، إلى معاناة وفقر وتهجير وقتل واختفاء.
5- من مشروعات تنموية تعم إفريقيا وتؤثر فيها إلى أزمة معقد على أجندة الاتحاد الإفريقي.
6- من برامج اجتماعية مميزة للنشء والشباب وبعثات ومساعدات لتحقيق حياة كريمة إلى تردٍ، في الخدمات واختفاء المساعدات.
7 – من بناء وتخطيط وتعمير وتنمية، إلى هدم ودمار وخراب وفساد إداري ومالي.
8- من تطوير في التعليم لمواكبة العالم إلى مناهج تخدم أجندات متنوعة تمجد أفكارا غير وطنية و(ردة) تعليمية.
9- من بنية تحتية تحاكي العالمية ومدن جديدة ومنشآت حديثة، إلى مدن أشباح وبنية تحتية متهالكة.
10- من دولة مؤثرة عربيا وإفريقيا لها سيادتها إلى دولة منهكة يتصارع فيها وعليها الجميع حتى أصبحت شبه دولة.
هذا هو الوصف الدقيق والمناسب الذي يحاكي الواقع ويعرفه كل أبناء ليبيا الذين عاصروها قبل وبعد (2011)، فالجميع يدرك أن الماضي بكل ما فيه أفضل مئات وملايين المرات من الحاضر المر، إنه الواقع والأرقام في المشهد الليبي.
تساؤلات مشروعة
هل تصدق أن يكون هناك ليبيون مهجرون ونازحون داخل وخارج الوطن مزقنهم الحروب وحلت بهم النوائب؟.
هل تصدق أن يكون هناك جيوش من المرتزقة الأجانب يقتلون أبناء الشعب الليبي ويقبضون الثمن من أموال الدولة الليبية؟
هل تصدق أن يتم إقرار تدريس اللغة الإيطالية، لغة آخر احتلال للدولة الليبية في مدارس طرابلس بشكل رسمي؟
هل تصدق أن يشرف على التدريبات العسكرية في ليبيا الأتراك؟ هل تصدق أن يتحكم في (طرابلس) وما حولها مجموعة من المرتزقة وبعض متطرفي حقبة الثمانينيات والتسعينيات من المتأسلمين العائدين من أفغانستان وغيرها؟.
هل تصدق أن يحرس المنشآت النفطية جيوش، في حين كان يحرسها في الماضي عدد قليل من المدنيين؟
هل تصدق أن يتم العبث بمشروع النهر الصناعي الذي كان حلم الشعب الليبي؟
هل تصدق أن يتم تصوير فيلم واقعي تقطع فيه الرؤوس وتسفك الدماء ويبث على الهواء في مشهد وكأننا في زمن الجاهلية الأولى؟
هل تصدق أن يتم إعدام المعارضين في ملاعب كرة القدم؟ هل تصدق أن تتحول أغلب المدن الليبية إلى مدن أشباح؟
هل تصدق أن يكون الآمر الناهي في ليبيا موظف في الأمم المتحدة؟ والسفارات الأجنبية وهل وهل وهل؟
تساؤلات مشروعة وإجابات من الواقع يندى لها الجبين، هكذا نجح المتربصون في إنهاك الشعوب العربية وتجريفهم، وفي النهاية نستنكر عبارة المخططات والمؤامرات، رغم انها واقع نعيشه.
غياب الوعي
إن المشاهد المأساوية والكوارث التي حلت بالشعب الليبي وبعض الأقطار العربية، تحتاج إلى مجلدات وملايين الصفحات، حتى ندرك أن غياب الوعي هو أساس كل بلاء، فعندما يغيب وعي الشعوب تسهل مهمة المتربصين والمتآمرين وسارقي الأوطان.
من أفسد لا يصلح
من أضل لا يهدي
من خان لا يؤتمن
وعلى الرغم من الأوضاع المتردية التي يعيشها الشعب بعد أن تجرد مجموعة منهم من وطنيتهم وسهلوا مهمة المتآمرين، يظل شعاع الأمل موجودا في أبناء الشعب الليبي أحفاد وأبناء المجاهدين، الذين نعول عليهم كشف المتآمرين وإسقاط الخونة والعودة بالوطن إلى بر الأمان بعيدا عن مخططات الأمم المتحدة وبعثتها، فمن أفسد لا يصلح، ومن أضل لا يهدي، ومن خان لا يؤتمن، ومن شارك في الخيانة لا يشارك في الإعمار والبناء.
انتفاضة الشعب
وفي النهاية تبقى كلماتي السابقة مجرد مشاهدات لواقع ليبيا قبل وبعد (2010) من خلال رؤية تحليلية محايدة طرحت من خلال تساؤلات مشروعة ورصدت واقعا أليما في نقاط عشر، على الرغم من عدم ترتيب الأفكار إلا أن الحقيقة والواقع تؤكد صدق الطرح وواقع التحليل.. فما تحدثنا عنه واقع عاشه وشاهده أبناء الشعب الليبي (شرقا وغربا).. فليبيا الأرض الطيبة وشعبها المجاهد الصابر الذي يعرف قيمة الوطن والشرف والشجاعة يستحق أن يعيش حياة أفضل.. وأتوقع أن ينتفض هذا الشعب ويتكاتف ويقف خلف مشروع وطني واحد يعيد إليهم اللحمة والوفاق والقوة والسلام..
حفظ الله ليبيا وشعبها وأنعم عليهم بالمحبة والسلام والأمان والنماء.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب